كيف تؤثر التقنيات في المجتمعات سلباً وإيجاباً

كيف تؤثر التقنيات في المجتمعات سلباً وإيجاباً

أثر التقنيات في المجتمعات

شهد القرن العشرون قفزة نوعية كبيرة نتيجة التطور التكنولوجي والتقني السريع، ممّا سبّب تغييراً جذرياً في حياة الإنسان من جميع الجوانب، أحياناً إلى الأفضل وأحياناً أخرى إلى الأسوأ، فلم نعد نمارس حياتنا كما كنا في السابق نتيجة الابتكارات والاختراعات والأجهزة الذكية والمتطورة التي تغزو حياتنا وتحتلّ مساحةً واسعة منها، وقد أدمنت البشرية على هذه التطوّرات التقنية وأصبح من المستحيل الاستغناء عنها في حياتنا اليومية، ولا زال هذا التطوّر مستمر ومتجدد بشكل سريع فما هو أحدث الاختراعات اليوم قد يتحول في الصباح الباكر إلى طراز قديم.

يختلف تعقيد هذه التقنيات والأجهزة الحديثة باختلاف أنواعها فمنها الشديد التعقيد بحيث لا يستطيع تشغيله أو العمل عليه إلّا مختصين قد خضعوا للتدريب اللازم لذلك، مثل الأجهزة الطبية وأجهزة الرصد الجوي وأجهزة المنشئات الصناعية والتجارية، وهناك الأجهزة التي يستطيع الإنسان بالخبرة والتمرين تشغيلها والتحكّم بها مثل ميكانيكية السيارات والأدوات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، ومنها التي تعدّ معقدة التركيب ولكن بسيطة الاستعمال مثل الهواتف الذكية بكافة أنواعها وأجهزة التابلت ووسائل التواصل الاجتماعي فكل من يستطيع القراءة والكتابة يسهل عليه استخدامها.

شهد هذا التطور التقني تطور في حياة الإنسان إلى الأفضل فقد أدّى إلى تطوّر كبير في الأجهزة الطبية، مّما سهّل من إجراء العمليات الجراحية الصعبة وزاد من نسب نجاحها، كما ساعد في اكتشاف علاجات وعقارات جديدة لعلاج العديد من الأمراض، أمّا على الصعيد الصناعي فقد ساهم في تطورها وتنوعها وزاد من نسبة أرباحها نتيجةً لكميات البضائع الكبيرة التي تنتج في وقت قصير، أمّا على صعيد النقل والمواصلات فخفف من أعباء التنقل والترحال ووفر وسائل النقل المريحة والسريعة للمسافر، وكان للتطورات السابقة بعض الآثار السلبية علينا فازدحمت الشوارع بالسيارات ووسائل المواصلات الذي أدى إلى التلوث البيئي و ثقب طبقة الأوزون، كما ساهمت آلات المصانع الضخمة في الاستغناء عن عدد كبير من العمال وفقدهم مصدر رزقهم.

لم يستثني التطور الجانب التعليمي فأدّى ظهور الإنترنت وانتشار أجهزة الحاسوب النقال إلى ظهور ما يسمى بالتعليم عن بعد أو التعليم الإلكتروني حيث يمكنك حضور دروسك ومحاضراتك وأنت جالس في بيتك كما أصبح بإمكانك أيضاً التسوق عن طريق الإنترنت ومحادثة أهلك وأصدقائك والتعرف على أصدقاء جدد عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ودون أن تخطي خطوة واحدة خارج البيت، وهذا ما أثر سلباً على مهارات الاتصال والتواصل لدى الناس فأصبحوا ماهرين في خلق الصداقات من وراء الشاشات لكن يصعب عليهم ذلك في الحياة العملية.

المقالات المتعلقة بكيف تؤثر التقنيات في المجتمعات سلباً وإيجاباً