تعتبر الوصية إحدى أنواع الأعمال الخيرية التي يقوم بها الغنسان، ولكن تنفيذها يكون بعد وفاته، حيث يعمل على تنفيذها ورثته الشرعيين أو من أوكل إليهم مهمة تنفيذها، وهي من أفضل الأعمال خاصة لمن وسع الله تعالى عليهم في الدنيا رزقهم، إذ أنهم بتبرعهم هذا يكونن قد ضمنوا مورداً للحسنات والصالحات لا ينتقطع حتى بعد الوفاة. إضافة إلى التبرع فالوصية قد تكون للورثة، وهي محترمة ويجب تنفيذها ولا يجوز لأحد مخالفتها وإهمالها وعدم تنفيذها، إلا إن كانت في أمر محرم أو أمر يثير الفتن أو يزرع الأحقاد، ومنن هنا ومن هنا وعندما تكون الوصية للورثة فإن الشخص قد يضمن عدم حصول تنازع بعد وفاته بين الورثة، ويضمن أن يأخذ كل شخص بعده حقه. أما دليلها الشرعي فقد وردت الوصية في كتاب الله – عز وجل – حيث قال الله تعالى: "مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَآ أَو دَيْنٍ" سورة النساء، الآية رقم 11.
طريقة كتابة الوصية سهلة وبسيطة جداً، وهي تبدأ بعبارة " أوصي أنا المدعو فلان .... " ثم يكمل وصيته بذكره لكافة البنود التي يريد أن يوصي بها، ويفضل أن يكون هناك شاهدان بالغان عاقلان راشدان إضافة إلى توقيعه الشخصي عليها وتثبيتها قانونياً، لضمان عدم تحريفها وتغييرها من قبل أي شخص كان بعد وفاته.
من أهم شروط الوصية أن يكون الإنسان بالغاً عاقلاً وقت كتابته لوصيته، كما و يتوجب أن يكون مالكاً لكافة أمواله التي سيوصي بها وأن لا يكون عليه ديون أو رهونات، إذ أن الحقوق لها أولوية التنفيذ والسداد، وما تبقى تطبق عليه شروط الوصية – إن وجدت -، كما ويتوجب أن تكون في المباحات وان لا تكون فيما حرم الله تعالى، إضافة إلى ذلك يتوجب ان تكون الوصية بأن يقوم الورثة أو أي شخص آخر بأداء فريضة لم يستطع الموصِ أن يؤديها كالحج - على سبيل المثال -، كما ويتوجب ان يقبل الموصى عليه او الموصى إليه بالوصية قبل وفاة المصي، إذ بإمكانه ردها وعدم قبولها، كما انه يحق للموصي الرجوع عن وصيته قبل وفاته.
ومن هنا ولأن الإنسان إن مات انقطع عمله إلا من ثلاثة منها الصدقة الجارية والعلم النافع إضافة إلى دعاء الناس بعد الموت له، وهذه الأمور كلها من الأمور التي يمكن للإنسان أن يوصي بها، لهذا فالوصية من الأعمال المستحبة لأنها لا تقطع العمل بعد الموت.
المقالات المتعلقة بكيف أكتب وصية شرعية