العلاقة بالآخرين نعاني في مجتمعاتنا مما يعرف بتمادي وتطاول الآخرين على حقوقنا، وحاجاتنا دون وجه حقٍ يذكر، مما يدفع الفرد إلى التوتر والعصبية، والشعور بالضعف الهوان، ولهذه الحالة أسبابٌ واضحة، ودوافع، وعلاجات للتخلص من مثل هذه الحالات، سنوضحها فيما يأتي.
أسباب تمادي الأفراد هنالك عدة أسباب تدفع الأشخاص للتعامل مع الآخرين بنوع من التجاهل، والتطاول على خصوصيّاتهم، ومن هذه الأسباب:
- ضعف شخصيّة المتطاوَل عليه، وذلك لأنّه يسمح في الأغلب للآخرين بالتّدخل والتحكم في كل ما يخصه، وهو أيضاً يسمح لهم بأخذ القرارات التي من المفترض أن تكون نابعة من داخله، وناتجة عن تفكيره.
- الأنانية في بعض الأشخاص، فصفة الأنانيّة من أبشع الصفات التي قد يحملها الفرد، تجعله يتجاهل ويتعدّى على حقوق الآخرين مقابل الحصول على ما يريد.
- العيش في مجتمع ذكوري، يعطي حق اتخاذ القرارات للذكر دون غيره من أفراد الأسرة، بعيداً عن الحوار المتبادل.
- الفضول: وهذه ظاهرةٌ مستجدّة في المجتمعات، يعاني منها بعض الأطراف، إذ يعطي الشخص نفسه حق التعرف على معلومات لا دخل له بها، وفي هذه الحالة عدم ردع الفرد يجعله يتطور ليصل للتحكم في ما لا يعنيه.
كيف أضع حدوداً مع الآخرين وضع الحدود مع الآخرين فنٌ، يجب أن نتعلّمه، ونضيف إليه نوعٌ من اللباقة والرقي؛ كي لا نجرح الآخرين، وبالتالي نحافظ على أنفسنا من تطفلات صغار العقول، ومن الطرق التي تساعد الفرد على وضع حدودٍ لغيره:
- اتخاذ الفرد قرار قوة الشخصيّة، وعدم تحول الضعف في الشخصيّة إلى ظلم وتجبّرٍ في الناس، وذلك فقط لإثبات الشخصيّة، فعلماء النفس فسروا قوة الشخصية على أنها نوعٌ من الثقة بالنفس، واتخاذ الأشخاص مثل هذا القرار ينفي عنهم صفة التعالي والتكبر، فلكل فردٍ كرامته التي لا يسمح ولا بأي شكلٍ بانتهاكها.
- احترام الذات، والثقة العالية بالنفس، بعيداً عن الغرور، وكذلك احترام الآخرين، والتفرقة بين الهزل والجد، فلا يسمح بالاستخفاف بالناس بأي شكلٍ من الأشكال، وذلك ببساطة يعطي الآخرين سبباً لكرهك، وتجاهلك، وعدم منحك الثقة للقيام بالأعمال، وحتى التطاول عليك، والتدخل في خصوصيّاتك والقرارات خاصتك.
- تنبيه الآخرين في حال تعدّى أحدهم حدوده معك، وذلك فليكن بلطف ولباقة واحترام، بعيداً عن المشاكل والخلافات، لأنّ في الغالب تصدر هذه النقاط عن جهلٍ أو عن دون قصد، وفي حالة عدم اكتراث الشخص للتنبيه، فهو يقصد الإهانة، ومن الأفضل الابتعاد عنه.
- الابتعاد عن كل فضولي أو أناني، وتجاهله، وإن لم يكن في وسعك فتجنّبهم قدر المستطاع، لأنّ مثل هذه الفئة تشكل ضغطاً عليك، أنت في غنى عنه.