الصلاة الصلاة هي الحبل الذي يصل الأرض بالسماء، وهيَ وجهة البشر إلى ربّهم، وهيَ ملاذ الخائفين نحو الأمن والمهمومين نحوَ الفرج، والصلاة المفروضة علينا هيَ خمسُ صلواتٍ في اليوم والليلة وهي من أركان الإسلام، وما عداهُنَّ فهنَّ نوافل يتنفّلها العبد يبتغي بها القُرب من ربّه والدنوّ من منزلة المُخلَصين الأبرار.
ومن أعظم النوافل في الصلاة هي نافلة قيام الليل، وهيَ شرفٌ للمؤمن، وهيَ نورٌ وبركة يتلقّاها من حافظَ عليها واستقام، وميّزة الصالحين هي قيام الليل؛ لأنّها سرٌّ تُخفيه عن أعين الناس في ظلام الليل وتكونُ بينكَ وبين ربّك جلّ جلاله، وفي هذه الصلاة تتحقّق التقوى ويتحقق الإخلاص لله وحده.
وقيام الليل سهلٌ ميسّر على من يسّرهُ الله عليه، وهذا التيسير يكون بقدر محبّة الله لك وبقدر حرصك على هذا العمل العظيم، فهُناك أناس كثيرون حُرموا من قيام الليل على الرّغم من قُدرتهم عليه، ولكن سوف نقدّم هُنا بعض النصائح التي تُعين على قيام الليل وهيَ الأسباب المُيسّرة لقيام الليل والاستيقاظ حين وقت القيام.
الاستيقاظ لقيام الليل - اجمع أمرك واعزم واحزم على قيام الليل ولو بركعتين من الليل، وقبل أن تنام، لأنّ كثيراً منّا يطال به السهر حتّى منتصف الليل، فليكُن آخر عهدك من الليل أن تقوم ولو بركعتين فقط، ولكن لو نِمت باكراً بعد العشاء وأردت الاستيقاظ في الليل فهمّتك وعزيمتك ستبقى طاقةً داخلية توقظك ليلاً.
- من أسباب اليقظة لقيام الليل أن تخلّي نفسك من الذنوب والمعاصي وتُجدّد التوبة إلى الله من كلّ ذنب أذنبتهُ في النّهار، فكانت وصايا الصالحين للرجل يُريد القيام الليل بأن لا يعصي الله في النّهار فيُقيمهُ الله بين يديه في الليل، وكما يقولون في الذنوب كالأغلال والقيود تكبّل صاحبها عن قيام الليل، وتكون حائلاً بينهُ وبين شرف قيام الليل؛ لأنّ شرف قيام الليل وسامٌ يزيّن صُدور الطائعين المُجتهدين.
- النوم على طهارة وعلى ذكر الله، وكذلك الالتزام بأذكار النوم، وتقرأ المعوّذات وكفّيك مبسوطتين وتمسح بهما جسدك، وبأن تقرأ آية الكُرسي وكذلك آخر آيتين من سورة البقرة، وبأن تدعو الله قبل نومك بأن يوقظكَ لقيام الليل، فلو فاتَك القيام مع نيّتك الصادقة لقيامه فربّك ذو كرم وفضل واسع.
- اضبط منبّهاً لديك يوقظك في ساعة من الليل تقوم فيها لله، ومع الزمن والمُدوامة المتكررة على ذلك تتكوّن لديك ساعة بيولوجيّة تنضبط بها دونَ أن تشعر.
- لا تُكثر من الطعام في الليل قبل أن تنام، فهوَ مدعاةٌ للخمول والكسل، فكلّما كانَ طعامك يسيراً كُنتَ أكثر خفّة ويقظة.