تعتبر مسألة العدوانية لدى الأطفال أمر صادم للآباء، لكنه سلوك طبيعي ناتج عن تطور شخصية طفلك وبحثه عن الاستقلالية وإثبات الذات، كما أنّه يكون في عمر لا يستطيع فيه بعد أن يتحكّم في ردود أفعالاته وانفعالاته، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن نتعامل مع السلوك العدواني على أنه أمر طبيغي، بل يجب على الأم التعامل مع هذا السلوك جيداً، وعليها أن تفهمه أنّ هذا السلوك غير مقبول، وأن تساعده في أن يجد حلول وطرق بديلة ليعبر بها الطفل عن انفعالاته ومشاعره.
العقاب المنطقيّيمكن تعريض الطفل للعقاب المحدّد بزمن، وذلك من أجل أن يقدّر عواقب الأمر الذي اقترفه، فمثلاً لو بدأ برمي أصدقائه بالكرات البلاستيكية داخل غرفة الطابات، يمكنك إخراجه منها ومنعه من الدخول فيها، فقط أجلسيه بجانبك وراقبوا الأطفال وهم يلعبون، وأخبريه أنّك سترجعينه إذا كان لديه القدرة والاستعداد للعلب معهم دون أن يتسبّب بالأذى لغيره، لكن ابتعدي عن وضعه مكان أحد الأطفال، فلا داعي أن تقولي له لو كنت مكان الطفل الذي ضربته هل سيعجبك ذلك؟، فهو في مرحلة عمرية لا يمكنه فيها أن يفهم هذا الشيء إطلاقاً.
الحفاظ على الهدوءلا تنفعلي أمام طفلك إطلاقاً، وابتعدي عن الصراخ والضرب بشكل كامل، فهذا لا ينتج إلا طفل لديه مزيد من العدوانية والغضب، وربما يبتكر طرق للإيذاء جديدة يستوحيها من انفعالاتك، في الحقيقة قد يكون هدوؤك هو أول طريقة ودرس له ليتعلم ضبط المشاعر والانفعالات.
وضع حدود ثابتةلا تتركي الطفل يتطاول في الإيذاء ثم تتدخلي، بل قومي بتوجيهه من أول مرة، ولا تنتظري حتى يكرّر السلوك للمرة الثانية أو الثالثة لتتدخلي، عليك إبعاده عن السلوك وإقصائه لمدة دقيقة أو دقيقتين عن الحدث، هذه أفضل طريقة حتى يهدأ ويفهم فيما بعد ما تودين قوله له.
تعلميه طرقاً للتعبير عن غضبهانتظري طفلك حتى يهدأ تماماً ثم ناقشيه بالأمر، واسأليه إن يعطيك تفسيراً لما حدث، وأخبريه بعدها أنّه من الطبيعي أن يغضب الإنسان، لكن عليه أن يجد طريقة مناسبة للتعبير عن غضبه، وأنّه من غير المقبول أن يستعمل الضرب أو الركل والعضّ عند التعبير عن الغضب، قولي له يمكنك أن تخبر الشخص الذي أغضبك أنّه أثار غضبك وأنّك لا تستطيع أن تكلمه الآن أو تلعب معه.
المكافأة على السلوك الجيدلاحظي التصرّفات الجيّدة التي يقوم بها صغيرك وكافئيه عليها، فمثلاً أثني عليه عندما يطلب من زميله دوراً في اللعب على الأرجوحة دون أن يضربه أو يركله.
المقالات المتعلقة بكيف أتعامل مع طفلي العدواني