تعتبر المقالة قديماً وحديثاً واحدة من أهم إفرازات النتاج الأدبي على الإطلاق فهي طريقة فنية أدبية مميزة تعالج الكثير من القضايا والظواهر في اتجاهات كثيرة. وكغيرها من الفنون المختلفة فإن للمقالة العديد من التعريفات فمثلاً عرفها أحمد أمين بأنها إنشاء نثري قصير يتناول موضوعاً واحداً غالباً كتبت بطريقة لا تخضع لنظام معين بل تكتب حسب هوى الكاتب، وعرفتها دائرة المعارف البريطانية بأنها قطعة فنية مؤلفة متوسطة الطول وتكون عادة منشورة في أسلوب يمتاز بالسهولة والاستطراد وتعالج موضوعاً من ناحية تأثر الكاتب به.
لكن السؤال الأهم هو كيف يمكن لي أن أقوم بكتابة مقالة؟ وما هي السمات الأساسية المميزة للمقالة؟ وما هي الشروط التي ينبغي مراعاتها أثناء كتابة المقال؟ في هذا الموضوع سنحاول الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها.
في البداية دعونا نتعرف على الخصائص المميزة للمقالة والتي يجب على الكاتب معرفتها قبل البدء بكتابة المقالة
أولاً: الوحدة العضوية
حيث يعتبر ترابط وانسجام المقالة واحدة من أهم الخصائص المميزة للمقال، وذلك يظهر من خلال التكوين الفني للمقالة كالمقدمة والعرض والخاتمة .
ثانياً: الإقناع
المقالة بشكل رئيسي تهدف إلى إقناع القارئ برأي أو فكرة معينة، لذلك يجب مراعاة سلامة الأفكار ودقتها ووضوحها، كما يجب أن تنبع المقالة من طريقة الكاتب الخاصة في عرض وجهة نظره بالإضافة إلى صدق ما يقول.
ثالثا: العرض الشيق
يجب أن يشعر قارئ المقالة بالمتعة نحو الحديث الذي تطرحه المقالة، وألا يشعر بأنه أمام واعظ يقوم بإلقاء الخطب أو التوجيهات، فيجب على كاتب المقالة أن يطرح المقالة بطريقة شيقة وجذابة للقارئ.
رابعا: الإيجاز
تتميز المقالة بالقصر والبعد عن الإطالة وعرض التفصيلات، حيث لا ينبغي أن تكون المقالة عبارة عن حشو كلمات أو ثرثرة لا يخرج منها القارئ في النهاية بأي فائدة.
خامسا: الأسلوب
يتنوع أسلوب المقالة بتنوع موضوعها، والأسلوب هو عبارة عن بصمة الكاتب الشخصية وطريقة صياغته للمقالة والأسلوب يعكس بشكل واضح طريقة الكاتب وهو الذي يعطيه صفة مميزة عن باقي الكتاب. كانت هذه أهم السمات المميزة لخصائص المقالة، أما بالنسبة للمقومات التي يجب توفرها في أي مقالة فهي :
أولاً: المقدمة
عادة ما تكون المقدمة قصيرة ومتصلة بالموضوع، ويعرض بها الكاتب بعض المسلمات المعروفة لدى القارئ، وهناك عدة شروط يجب توافرها في المقدمة مثل أن تكون مختصرة وتتضمن بعض عناصر التشويق والتنبيه وأن يكون أسلوبها مرناً.
ثانياً: العرض
والمقصود به صلب الموضوع وجوهره، ويتم من خلاله معالجة الموضوع وعرض الأفكار بالطريقة التي يراها الكاتب، ولكتابة العرض بطريقة مناسبة فيجب أن يتضمن بعض النماذج والأمثلة الواقعية التي تدعم الفكرة، كما يجب الانتباه بأن يكون هناك تسلسل منطقي في عرض الأفكار، أيضا من العوامل المؤثرة في العرض وضوح الأسلوب وتقديم الأدلة والبراهين التي تدعم وجهة نظر الكاتب.
ثالثا: الخاتمة
وهي النتيجة التي يصل إليها الكاتب في نهاية المقالة، حيث يتم فيها تجميع عناصر المقالة بصورة مركزة، ويجب أن تركز الخاتمة على الجوانب الهامة في المقالة وإبراز النتائج التي وصلت إليها المقالة ومن المهم أن تكون الخاتمة موجزة ومعبرة عن الفكرة الأساسية للمقالة.
المقالات المتعلقة بكيفية كتابة مقالة