في مُواكبة مُتطلّبات الحياة واحتياجاتها نتيجة التطوّر العمرانيّ والصناعيّ وُجِدَت الحاجة لنقل السّوائل، وخاصةً الماء، من مكان لآخر بسرعة وجهد عالٍ، إذ كانت مَهمّة نقل الماء في السّابق من أكثر المَهمّات صعوبةً واستنزافاً للوقت والجهد، وعليه، تمّ اختراع المضخّة، وهي جهاز يُستخدَم لنقل الموائع من مكان إلى آخر.
أنواع المضخاتللمضخّات أشكال وأحجام مُختلفة حسب طبيعة العمل الذي تقوم به، وكمية المائع الذي تنقله، وقد تعتمد في تشغيلها على طاقة الرّياح، أو الطّاقة المائيّة، أو الطّاقة الكهربائيّة، أو أي مصدر وقود آخر. وتقوم المضخّات على الحركات الدورانيّة أو التردديّة لإنجاز المَهام المطلوبة، وتُقسم حسب آلية نقل المواد إلى:[١]
تنقل هذه المضخّات الموائع عن طريق الدّوران الذي يُشكّل فراغاً يعمل على سحب ونقل المائع عن طريق فرق الضّغط الحاصل. من إيجابيات هذا النّوع من المضخّات أنّه فعّال جداً؛ فهو يُخرِج الهواء من النّظام بطريقة مُبرمجة ولا يحتاج إلى المساعدة، إلا أنّ سلبيّات هذا النّوع تتمثّل بحاجته إلى تصميم خاصّ بحيث تكون الفراغات بين المضخّة الدوّارة والحافّة الخارجيّة دقيقة جداً للمحافظة على سرعة الدّوران وثباته.[٢]
من أنواع هذه المضخات ما يأتي:[٢]
تعمل المضخّات المُتردّدة بمبدأ ضخّ السّوائل بشكل تردديّ ناتج عن حركة مكبس أو حركة الأغشية، وفي كلّ منها صمّام أو أكثر يعمل على حصر السّوائل وتحديد اتّجاهها. استُخدِمت هذه المضخّات قديماً في ضخّ الماء من الآبار، وفي القرن التّاسع عشر أصبحت أوسع انتشاراً مع ثورة القوّة البخاريّة، أمّا في اليوم الحاليّ فإنّ للمضخّات المُتردّدة استخدامات عديدة؛ فهي ذات كفاءة عالية في ضخّ الموائع عالية اللّزوجة مثل الباطون والزّيوت الثّقيلة، كما تستخدم عند الحاجة إلى مضخّة تعمل بمعدّل ضخّ قليل ومُمانعة عالية. من سلبيات هذه الأنواع الكلفة العالية للتشغيل والصّيانة، كما أنّها عادةً ما تكون ثقيلة الوزن، وسرعة التدفّق فيها قليلة[٢]، ومن أنواعها ما يأتي:[٢]
هي مضخّات تستفيد من الهواء المُتجمّع مع السّوائل في توليد قوّة تُستَخدم في دفع السّائل بالاتّجاه المطلوب، وهذا النّوع يتفرّع منه عدّة أنواع مُختلفة:[٣]
مبدأ عمل مضخّات السّرعة يعتمد على زيادة سرعة السّائل بإضافة طاقة حركيّة له، هذه الزّيادة تتحوّل إلى طاقة وضع أو ضغط عندما يُغادر السّائل المضخّة خارجاً عبر الأنبوب الخارج، هذا التّغيير من طاقة الحركة إلى طاقة الضّغط، وتُعرَف بالقانون الأول للدّيناميكا الحراريّة أو مبدأ برنولي. ولمضخّات السّرعة عدة أنواع منها:[٤]
هي عبارة عن أنبوب يربط بين خزّانين ينقل السّائل بينهما من مستوى عالٍ إلى مستوى أدنى بحيث يكون الأنبوب بطولَين مُختلفَين؛ قصير من جهة الخزّان الأعلى، وأكثر طولاً من جهة الخزّان الأدنى، بمجرد وضع الأنبوب بين الخزانَين يندفع الماء من الخزان الأعلى إلى الخزان الأدنى عبر الأنبوب مُعتمِداً على قوّة الجاذبيّة، لا يتوقّف عمل المضخّة هذه إلّا إذا أصبح الأنبوب القصير في الهواء، أي أنّ مستوى الماء أصبح أقلّ من فتحة الأنبوب القصير في الخزان العلوي. تُستخدَم هذه المضخّة في نقل مياه الرّي، وتنقية السّوائل من الشّوائب، وسحب المياه من الشّوارع عند الفيضانات والمطر الغزير.[١]
المضخة التي تعمل على قاعدة هيرونمبدأ عمل هذه بسيط جداً ولا يحتاج إلى أيّ طاقة دافعة، مُكوّنات المضخّة وتركيبها: ثلاثة خزّانات: علويّ، وأوسط، وسفليّ، إضافة إلى ثلاثة أنابيب. الخزانات مرتبطة معاً كالآتي: أنبوب رقم 1 يمرّ من قاع في الخزّان العلويّ إلى قاع الخزّان السفليّ، وأنبوب رقم 2 يمتدّ من أعلى نقطة في الخزّان العلوي إلى قاع الخزّان الأوسط، وأنبوب رقم 3 يربط بين أعلى الخزّان الأوسط وأعلى الخزّان السفليّ، مع ملاحظة أنّ أعلى أو قاع الخزّان لا تعني أن يضرب الأنبوب بالسّقف أو القاع فلا يسمح للمائع بالمرور عبره.[١]
مضخات البخارمضخّات البخار مُرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالثّورة الصناعيّة، حيث إنّ مُحرّكات البخار تُنتج بخار ماء له حرارة عالية وطاقة دفع عالية تُساعد في تشغيل المصانع والمطاحن ونقل السّوائل من جهة إلى أخرى. لم تعد تُستخدم هذه الأنواع من المُحرّكات بعد الثّورة الحاصلة في عالم الكهرباء وظهور المُحرّكات الكهربائيّة، لكن حاليّاً هناك إعادة إحياء لها للاستفادة منها في عمليّات ريّ المزروعات عن طريق توليد بخار ماء من الطّاقة الشمسيّة.[١] ولهذا النّوع من المضخّات أنواع عديدة أهمّها مضخّات توماس سافيري؛ حيث إنّ هذا النّوع سُميّ باسم مخترعه، ولها استخدامات واسعة في تحريك وتشغيل المطاحن ونقل الماء إلى القرى. تتكوّن المضخّة من مرجل يُسخّن خزّاناً كبيراً من الماء، وأسطوانة بخار، وأنبوب خارج، وأنبوب داخل، وأنبوب لتبريد أسطوانة البخار، وصمّام لكل أنبوب يُمرّر الماء باتّجاه واحد.
تعمل هذه المضخّة بمبدأ رفع الماء عن طريق قوّة احتراق الوقود الذي يُسخّن الماء في المرجل، ويرتفع البخار ويمرّ عبر الصمّام الأول ليُخزَّن في أسطوانة البخار، ومن الأسطوانة عبر الصمّام الثاني يُنقَل البخار إلى ارتفاع آخر بقوّة دفع البخار، عندما تمتلئ الأسطوانة ببخار الماء يُغلَق الصمّام الأول والثّاني ويُفتَح صمّام ثالث ورابع، الصمّام الرّابع يعمل على صبّ ماء بارد على أسطوانة البخار فيتكاثف البخار بسرعة عالية ويتشكّل فراغ يضغط على سحب ماء عبر الصّمام الثّالث، فيرتفع الماء إلى أسطوانة البخار فيُغلَق الصمّام الثّالث والرّابع ويُفتَح الصمّام الأول والثّاني وتتكرّر العمليّة.
المراجعالمقالات المتعلقة بكيفية عمل مضخة الماء