القرآن الكريم هو كتاب الله سبحانه و تعالى الذي أنزله على سيّدنا محمّد صلّى الله عليه و سلّم في شهر رمضان ، و في ليلة القدر جملةً واحدةً ثمّ نزل منجّما على حسب أسباب النّزول ، و هو كتاب متعبّد بتلاوته معجزٌ بآياته تحدّى الله فيه الإنس و الجنّ على أن يأتوا بآيةٍ من مثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيراً ، و هو الكتاب الذي شهد على عظمته كفّار قريش و لكن أبى الكفر في قلوبهم التّصديق به ، فكان ممّا قاله الوليد بن المغيرة أحد كبارهم ( إنّ له لحلاوة و إنّ عليه لطلاوة و إنّ أعلاه مثمرٌ و أسفله مغدقٌ و إنّه يعلو و لا يعلى عليه ) ، و بعد أن اجتمعوا و احتاروا في أمر القرآن قالوا عنه ضلالاً و استكباراً إن هذا إلا سحر مبين ، و إنّ القرآن لا تفنى غرائبه و لا تنقضي عجائبه و لا يخلق من كثرة الردّ ، فيه من قصص السّابقين تسليةً لقلب النّبي و المؤمنين ، من حكم به عدل و هدي إلى طريقٍ مستقيمٍ ، و من حاد عنه ظلم و ضلّ ضلالاً مبيناً .
و قد أُمر المؤمنون بتلاوة آيات القرآن الكريم و ترديدها في الصّلاة و تحسين أصواتهم به ، و قد كان النّبي محمّد عليه الصّلاة و السّلام يحبّ سماع القرآن الكريم من غيره و كان يستمع إلى صوت أبيّ بن كعب الصّحابي الجليل الذي كان أقرأ الصّحابة و يخشع لصوته ، و كان يحبّ صوت الصّحابي أبي موسى الأشعري و قال له لقد اوتيت مزماراً من مزامير داود عليه السّلام .
و إنّ للمسلم بكل حرفٍ يقرأه من القرآن حسنة ، ففضل قراءته و ختمه كبير ، و إنّ هناك وسائل لحفظ القرآن و ختمه منها أن يخصّص المسلم في كل يومٍ ورداً و جزءً يقرأه و يلتزم بذلك ، و إنّ هناك أوقاتٌ مستحبّةٌ لقراءة القرآن و هي السّاعات التي تجتمع فيها ملائكة النّهار مع ملائكة الليل و خاصةً وقت الفجر ، قال تعالى ( و قرآن الفجر ، إنّ قرأن الفجر كان مشهوداً ) ، فالمداومة على قراءة القرآن بانتظامٍ تعين المسلم على ختمه .
المقالات المتعلقة بكيفية ختم القران الكريم