تنتظر الأمّ طفلها بفارغ الصبر، وعندما تأتي به تحاول كل جهدها لإعطائه كلّ ما يريد. وقد تواجه في البداية بعض المشاكل في تعاملها معه كونه ما زال صغيراً ولا يمكنها التفاهم معه.
عندما يكون الطفل رضيعاً بعد لا تفهم الأمّ كلّ متطلباته، وقد يعبّر عن إنزعاجه من شيء ما بالبكاء. بعد يوم شاقّ وطويل للأمّ تحتاج إلى قسط من الراحة، وحتّى توّفر ذلك لنفسها عليها أن تكون على وعي تامّ يكل متطلبات طفلها، وكل الأسباب التي تدفع طفلاً رضيعاً إلى البكاء. فهو يلجأ للبكاء للتعبير عن رغبته في شيء ما، وتكون هذه هي لغة التواصل بينه وبين أمّه.
بما أنّ البكاء هي وسيلة الطفل للتعبير عن حاجته لشيء ما، فإنّ ذلك يعني أنّه إمّا يشعر بالجوع ويحتاج أن يرضع منك، أو أنّ حفاضته متسخة وتحتاج إلى التغيير، أو أنّه مريض ويشعر إمّا بالحرّ الشديد أو البرودة الشديدة، أو أنّه يعاني من المغص والإنتفاخات، أو أنّه يشعر بالملل ويحتاج إلى حضن منك، وغيرها بعض الأسباب التي يجب على الأم معرفتها كلّها والإطلاع عليها لتسّهل الأمر على نفسها.
والآن إليك بعض الطرق التي بإمكانك إتباعها للتخفيف من حدّة نوبات بكاء طفلك. إن وجدت أن طفلك يبكي الأفضل أوّلاً أن تحافظي على هدوئك ولا تتوتر، فتوترك يزيد من توتر طفلك ومن بكائه. كما أنّ بإمكانك تحديد أسباب البكاء ومعالجتها، فقومي بتغيير حفاضة طفلك، فشعوره بالبلل من الأمور التي تسبّب له الضيق والإنزعاج.
عليك أيضاً أن تقومي بقياس درجة حرارة جسمه ومراقبتها على الدوام، ويكون ذلك إمّا بإستخدام يدك بوضعها على مؤخرة رأسه، أو بإستخدام موازين قياس حرارة الجسم. إن وجدت أن طفلك يعاني من الحرارة عليك بعمل كمادات الماء الباردة لتهدئة الطفل، وإستشارة الطبيب في أسرع وقت.
كما أنّ الطفل قد يبكي لشعوره بالجوع، فقومي بإرضاعه حتّى يشبع، سواء بإرضاعه رضاعة طبيعيّة أو بإستخدام زجاجة الحليب الخاصّة به. بعد أن ترضعيه تأكدي من أن تقومي بتجشئته، حتّى يتخلّص من الغازات التي تسبّب له مغصاً وتقلّصات تضايقه، ويكون ذلك بحمله على كتفك وتربتي على ظهره بلطف حتّى يتجشأ ويخرج الغازات ويرتاح.
كما أنّ اللعب مع طفلك ومحاولة إضحاكه بإصدار الأصوات المضحكة تساعده وتلهيه عن البكاء أيضاً، وقومي كذلك بتقبيله وحضنه وقومي بهزّه أيضاً، حتّى يشعر بالأمان والحنان والطمأنينة. وإن كنت تملكين صوتاً جيّداُ فلم لا تغنين لطفلك حتّى يرتاح إليه كلّما سمعه.
إن لم يتوقف طفلك عن البكاء بعد تجربة ما سبق، جرّبي حمّامه في ماء دافئ حتى يشعر بالهدوء الذي يزيل توتره، وأتيحي للطفل جوّاُ هادئاً ببعض الموسيقى الهادئة التي تساعده على الإسترخاء والنوم، والأفضل تعويده على النوم على صوت القرآن الكريم منذ صغره.
المقالات المتعلقة بكيفية تهدئة الطفل