الغضب الغضب حالة انفعال نفسي تظهر على الإنسان، عندما يتعرّض لمواقف معيَّنة مفاجئة له، ويأخذ الغضب مظاهر متعددة كرفع الصوت، والصراخ، والشتم، أو تحطيم الأثاث والاعتداء على الممتلكات، وقد تصل الحالة إلى الاعتداء الجسدي على الطرف المسبب للغضب.
قد يتعرَّض الإنسان لصدمة عصبيَّة أو يعتدي على نفسه بأيّة صورة ممكنة، أو يسقط على الأرض مغشيَّاً أو مغمى عليه بشكل لا إرادي، وتختلف ردود الفعل هذه بحسب تركيبة الإنسان النفسيَّة، وبحسب درجة إيمانه، ووعيه وثقافته أيضاً، فكلُّها عناصر لها اعتبارها في مظاهر الغضب، وهناك سبل للسيطرة على الغضب، ونتائج كارثيَّة قد تنتج عنه.
سبل السيطرة على الغضب
- تغيير المجلس، وذلك بالمبادرة إلى الجلوس إن كان قائماً، أو الاستلقاء إن كان جالساً، وهذا يتفق مع توجيه للرسول صلى الله عليه وسلَّم في ذلك، والحكمة في ذلك أن تسكن جوارحه، وتهدأ نفسه فيكون بعيداً عن مظاهر الغضب العنيفة كالانتقام مثلاً.
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، حيث إنَّ الغضب من الشيطان، وفي الاستعاذة طلب للعون من الله ضده، فيسكن الغضب أو يخف بإذن الله.
- الوضوء، حيث إنَّ الغضب من الشيطان والشيطان من النَّار، ولا يطفئ النَّار إلا الماء.
- الحوار، وذلك بمحاورة الغضبان بلطف وتركه يتكلَّم ويعبِّر عمَّا يختلج في صدره، ففي الكلام تفريغ للطاقات الإيجابيَّة وتحييد للطاقات السلبيَّة.
- امتصاص إساءات الغضبان أياً كانت، وعدم مقابلتها بالمثل، ففي ذلك تحييد لنوازع الشر لديه، ويتَّفق ذلك مع توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال لأبي ذر رضي الله عنه:(اتقِ اللهَ حيثُ كنتَ وأتبعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها وخالقِ الناسَ بخلقٍ حسنٍ).
- عمل بعض المداخلات اللطيفة الّتي قد تلطِّف الجو وتهدِّئ من مشاعر الغضب، وهذا يحتاج إلى حكمة من الأشخاص المحيطين بالإنسان الغضبان، كأن تذكِّره بمكانته العظيمة بين النَّاس، وبعقله الراجح، وغير ذلك.
نتائج الغضب
يترتب على الغضب نتائج عظيمة تتعدى حدود الإنسان الغضبان لتطال من حوله ومنها:
- الأضرار الصحيَّة الّتي قد تترتب على الإنسان الغضبان، وهي الأمراض الّتي تنتج عن كثرة الغضب والانفعال وضغط الدم أحدها، وقد تصل في بعض الأحيان إلى الوفاة.
- عزلة الإنسان الغضبان عن المحيط من حوله.
- إتلاف الممتلكات، وذلك عندما يجد الإنسان الغاضب بذلك سبيلاً يعبِّرُ به عن انفعالاته.
- الشجار والاحتراب وما ينتج عن ذلك من إساءات لفظيَّة أو اعتداءات جسديَّة.
- تقطيع لأواصر المحبَّة والترابط بين النَّاس.
إنَّ الغضب حالة عامَّة تعتري معظم النَّاس، والغضب المحمود ما كان للحق ومن أجل الحق، والنَّاس في تعاملهم مع الغضب أصناف شتى، وبحسن التعامل مع الغضب يختصر الإنسان على نفسه العديد من الجهود، وَيُجَنِّبُ نفسه وغيره الكثير من الشرور.