تُعتبر تربية الأسماك في الأحواض المائيّة من الهوايات التي يفضّلها بعض الناس، حيث إنّ الملايين من الأشخاص في مُختلف أنحاء العالم لديهم أسماك زينة بمنازلهم، وحوض السّمك في المنزل يضيف ركناً حيويّاً، وخصوصاً لهؤلاء الذين يحبون الاحتفاظ بالحيوانات الأليفة، فهي تجعلهم يحظون بفُرصة مميّزة لتأمل جمال هذه الحيوانات، وسُلوكها في حياتها اليوميّة الذي لا يُمكن أن يطّلعوا عليه عادةً، كما أن الاحتفاظ بالأسماك في المنزل يُعتبر تحدّياً صعباً بسبب ما تتطلَّبهُ من عناية ومراقبة.[١]
تُشترى أسماك الزّينة عادة أسماكاً صغيرة مختلفةً في الأنواع والألوان من المحلات التجاريّة الخاصّة بالحيوانات الأليفة أو المتخصّصة بالسمك، وكذلك من الأسواق في بعض الأحيان، وقد تتوفّر هذه الحيوانات في الأسواق على هيئة بيوضٍ مُلقَّحة وجاهزة لتفقس، ولا يحتاج المشتري إلا لأن يضعها في الماء وينتظر حتى تخرج منها سمكةٌ حية.[٢]
تتنوّع أسماك الزينة ومن أشهرها السمكة الذهبيّة، والغوبي، والسوردتيل، وأسماك الزينة هي كائنات تحتاج لغذاء معين ونظافة جيدة للماء حتى تتنفس أفضل، فبيئة حوض السّمك محصورة على النقيض من بيئة البحر أو النهر (حيث تعتمد السّمكة على نفسها في الحصول على غذائها)، ومن هُنا فإن أسماك الحوض تحتاجُ إلى الاهتمام بها من حيث طعامها ونظافة بيئتها.[٢]
كيفية إطعام أسماك الزينة تحديد نوع الطعامتتفاوتُ الأسماك كثيراً في خصائصها الأحيائيّة والطبيعيّة بحسب نوعها، ومن ضمن ذلك اختلافُ فئة الطعام الذي تأكله، فإنّ من الأسماك ما هو لاحمٌ يتغذّى على غيره من المخلوقات، ومنها ما هو عاشب، والأسماك اللاحمة قد تتغذّى على الحشرات الصغيرة، مثل الذباب والديدان، ويتوافرُ مثل هذا الطعام في أسواق الحيوانات الأليفة، وقد تحتوي الأطعمة التجاريّة على خليطٍ من لحم السمك والحبّار وديدان الأرض، مُدعَّماً ببعض الفيتامينات والمعادن.[٣] ويمكن أيضاً أن يختلف نوع الغذاء الذي تحتاجه هذه الكائنات حسب مكان عيشها إذا كانت تعيشُ في الماء المالح أم المياه العذبة، وقد تحتاجُ بعض أنواع السمك إلى غذاء خاصّ بها يعتمد على خصائصها واحتياجاتها المُحدَّدة.[٤]
الاحتفاظ بالطعاميُنصح بتخزين طعام السمك في الثلاجة في درجات مُنخفضة، وذلك لحفظ أكبر قدرٍ ممكن من الفيتامينات والمعادن التي يحتويها، والتي يستفيدُ منها السمك في بناء جسمه وأداء وظائفه، إضافةً إلى ذلك ليس من الجيّد شراء الكثير من الطعام للسمكة وتركه في المنزل لاستخدامه لاحقاً، حيث إنَّه قد يفقد بعضاً من محتواه الغذائي بمُرور الوقت، ولذا يُستحسن أن يُقدَّم إليها عندما يكون جديداً وطازجاً.[٤]
تحديد كمية الطعامتكتفي مُعظم الأسماك بتناول حصَّة واحدة من الطعام في اليوم، فذلك يكفي حاجتها، ويُفضّل بعض المُربّين تقسيم هذه الحصة إلى وجبتين صغيرتين، يتم تقديمهما في أوقاتٍ مُنفصلة، وينصح بسؤال المتخصّصين عن عدد الحصص المناسبة للسمك، فذلك يختلفُ حسب نوعها وطبيعتها، إلا أنَّ المربين يفضّلون تقليل هذه الحصص قدرَ الإمكان؛ لأنّ الأسماك قد تأكلُ حتى عندما لا تشعر بالجوع، وبالتالي فإنَّ إكثار حصص الطعام سوف يدفعها لزيادة الكمية التي تأكلها باستمرار.[٤]
ومن الضروري عدم المبالغة في مقادير الطعام والغذاء المُقدَّمة لأسماك الزينة، وذلك للحفاظ على قوامها وصحَّتها، فالمُبالغة في كمية الغذاء التي تُعطى للأسماك قد تؤدي إلى زيادة وزنها، وبالتالي يجبُ تجنّب تقديم حصص أكل إليها تزيدُ عن حاجتها، وعدا عن ذلك يجبُ الحرص على تجنّب الأطعمة ذات النسب المُرتفعة من الدهون للسمك، فهي قد تُؤدّي إلى إصابته بمُشكلات في الكبد، وتراكُمها تنتج عنه زيادة أخرى في الوزن.[٣]
إنّ كميات الطعام الكبيرة تجعل حوض السمك يتلوَّث، وقد تجعل منقّيات الحوض تنسدُّ وتتعرقلُ أو تتسبَّبُ بأن يصبح الماء ساماً، وكل هذه الآثار قد تضرّ بالسمك وتؤثر في حياته وصحّته.[٤]
ويصعبُ الحكم على كمية الطعام المناسبة بالنسبة للسمكة الواحدة بحسب عوامل كثيرة، ومن ضمنها نوع السمكة وسُلالتها وحجمها وخصائصُها المختلفة، ويمكن تجريب الكمية الصَّحيحة من الطعام للسمكة بنثر قليلٍ منه فوق الحوض، وانتظار ردّ فعل السمكة، فمتى ما التهمت كلَّ ما وُضع في الحوض يُقدَّم إليها المزيد، ويُفترض خلال عدة دقائق، أو حوالي خمس دقائق منها تحديداً، وتتناول السمكة ما يكفيها من الطعام لملء معدتها، ويمكن التجريب عدة مرات للتأكّد من الكمية المناسبة من الطعام للسمكة، ويُنصَح -من باب الحذر- بتقليل الكمية في بادئ الأمر قدر الإمكان حتى ولو نقص عن حاجة السمك، فهو أفضلُ من المبالغة بها.[٤]
نصائح لتربية أسماك الزينةتوجد عدة أمور يُستحسن أخذها بعين الاعتبار عند تربية أسماك الزينة، فبعضُ أنواع السمك تبدأ حياتها صغيرة، مثل سمك الشبوط، ولكنها سُرعان ما تتضخَّمُ في الحجم -عندما يتم إطعامها بصُورة جيّدة- بحيث يُصبح من المستحيل الاحتفاظ بها بحوضٍ منزليّ عادي، وعندها قد تكونُ هناك حاجة لنقلها إلى حوضٍ خارجيّ.
وفي حالاتٍ خاصَّة قد تكون أسماك الزينة عُرضة للخطر، فالقطط المنزليّة وطُيور المدن قد تحبّ اصطيادها لو سنحت الفُرصة، كما أنَّ بعض الأسماك قد تفترسُ بعضها الأخرى لو احتُفظ بها في الحوض نفسه، وفي الجانب المُقابل يمكن الاحتفاظ بعدة أسماك من أجناسٍ مُختلفة ومن النوع نفسه بحيث تُنجب الصغار، وبهذا قد يُصبح الحوض مُزدحماً بسرعة بالكثير من السمك.[٢]
تاريخ أسماك الزينةاحتفظَ الإنسانُ بأسماك في الأحواض الزجاجيّة قبل مئات السنين، وربّما للآلاف منها أيضاً، ومن المعروف أنّ الصينيين القدماء ومن بعدهم الرومان كانوا يحتفظون بالأسماك الملوّنة في بركٍ كبيرة من الماء، إما لإسعاد ضيُوفهم بمنظرها أو لاستخدامها في إعداد الطعام بأوقاتٍ لاحقة، وقد افتُتح أول أكواريوم تجاريّ لعامة الناس بالعالم في سنة 1853، وكان ذلك في حديقة حيوانات ريجنت في لندن، حيث عُرضت فيه العديد من أنواع الأسماك الغريبة.[٢]
المراجعالمقالات المتعلقة بكيفية إطعام أسماك الزينة