أوجد الخليل بن أحمد الفراهيدي علم العروض للتمييز بين مدى صحة أوزان الشعر العربي من فسادها، وما قد يطرأ عليها من فساد وعلل، ويعدّ هذا النوع من العلوم حديثاً نسبيّاً ولم يكن معروفاً لدى العرب القدماء، ويركز هذا العلم جُلّ اهتمامه على أوزان الشعر العربي وتفعيلاتها التي يندرج كل نوع منها تحت ما يسمى بالبحر الشعريّ.
بحور الشعريستند الشعراء على ما يسمّى ببحور الشعر في نظم قصائدهم، والمقصود ببحور الشعر أنّها مجموعة من التفعيلات أو الأوزان التي يقيس عليها الشاعر أبيات قصيدته، ويكتبها على وزنها، ويعتبر الخليل بن أحمد الفراهيدي مؤسس هذه البحور، أما صفي الدين الحلي فهو واضع مفاتيح هذه البحور، ويتألف بحر الشعر من قسمين متطابقين تماماً من حيث نوع وعدد التفعيلات.
وكما يمكن تعريف بحور الشعر بأنّها عدد من الأوزان أو الإيقاعات التي ترتبط بشكل وثيق بالشعر والموسيقى بمختلف أنواعها في الشعر العربي، وجاءت تسمية البحر بهذا الاسم نظراً للتشابه بينه وبين البحر الحقيقيّ، إذ يعتبران لا متناهيين في السعة بالرغم مما يُغترف منهما.
اعتمد الفراهيدي في وضع بحور الشعر على منهج يشير إلى أنّ الكلمات في اللغة العربية تتكوّن من متحرّكات وساكنات، ويُعتمد في بحور الشعر أسلوب وكيفية النطق وليس وفقاً للكتابة، وأوضح الفراهيدي أنّ أي حرف غير منطوق يسقط في الوزن، حتى لو كان مكتوباً، ويطلق مفهوم التفاعيل على المجموعات التي تُصنّف تحتها المتحركات والساكنات.
أنواع بحور الشعرصنّف الفراهيدي بحور الشعر العربي إلى ستة عشر بحراً، كان أبو الطاهر البيضاوي قد أوضحها في بيتين فقط، وهو:
طَوِيلٌ يَمُدُّ البَسْطَ بِالوَفْرِ كَامِلٌ فَسَرِّحْ خَفِيفًا ضَارِعاً يَقْتَضِبْ لَنَا.
وَيَهْزِجُ فِي رَجْزٍ وَيَرْمُلُ مُسْرِعَا منْ اجْتثَّ مِنْ قُرْبٍ لِنُدْرِكَ مَطْمَعَا.
أما صفي الدين الحُليّ فقد ترك أثراً واضحاً في علم العروض بتأسيسه ما يسمى مفاتيح البحور، وذلك سعياً لتسهيل مهمة حفظ تفعيلات كل بحر على حدة، وتالياً تفعيلات كل بحر:
المقالات المتعلقة بكم عدد بحور الشعر