رحمة الله بعباده واسعة، فقد شرع لهم الفروض، وشرع لهم السنن، وشرع الله لكلّ فرض من الفروض تطوّعاً من جنسه، ليكتمل إيمان المؤمن بالقيام بهذا التطوّع، والصلاة منها ما هو فرض ومنها ما هو تطوّع، وكذلك الصيام منه الواجب ومنه التطوّع، والصدقة، والحج، ويبقى العبد يتقرب بالنوافل حتى ينال محبة الله تعالى، وصلاة التطوّع لها أنواع متعددة، منها ما يشرع له الجماعة كالاستسقاء والكسوف، ومنها مؤقّت كصلاة التهجد، ومنها مؤكد كصلاة عيد الأضحى وعيد الفطر، ومنها ما هو مكمّل للفرائض كالسنن الرواتب، وغير ذلك.
السنن الرواتبهي صلاة تطوّع تصلّى قبل الفرض، أو بعده، والسنن الرواتب تقسم إلى قسمين:
يُسن لمن فاته شيء بعذر من السنن الرواتب قضاؤها، وإن كان لغير عذر لا يقضيها، ومن نسي شيئاً منها قضاه إذا تذكّره، وإذا فات المصلي راتبة الفجر، يصليها بعد صلاة الفجر، أو بعد طلوع الشمس بربع ساعة تقريباً، ومن السنة أن يفصل المصلي بين صلاة الفرض، وصلاة الراتبة سواء القبليّة أو البعدية بالانتقال أو الحديث، ليُفرَق بين الفرض والنافلة، ويجوز أن تصلى النوافل في المسجد أو في المنزل، والأفضل أن تصلى في المنزل، ويجوز للمصلي أن يصلي الراتبة جالساً، مع القدرة على القيام، ولكن أن يصليها قائماً أفضل من الجلوس، أمّا صلاة الفريضة فالقيام فيها ركن، إلا لمن كان عاجزاً ولم يقدر، ومن صلى الراتبة جالسا لغير عذر فله نصف أجر صلاة القائم، ومن كان له عذر أجره كالقائم، هذا من فضل الله على عباده المصليين، نوّع لهم الطاعات، وشرع لهم ما يقرّبهم إليه، ليرفع بها درجاتهم، ويذهب عنهم سيئاتهم، ويضاعف لهم الحسنات، فلله الحمد على فضله ورحمته.
المقالات المتعلقة بكم عدد السنن الرواتب