القمر هو أيّ جسمٍ صخري يدورُ بشكلٍ دائم حول واحدٍ من كواكب المجموعة الشمسيّة؛ لأنَّها عالقةٌ في مجال جاذبيّته. تشكّلت المجموعة الشمسيّة قبل 4,600 مليون سنة، حيث كانت المجموعة عبارة عن سحابةٍ ضخمة من الغاز والغُبار المُنتشر في الفضاء والذي يعرف باسم السّديم الشمسيّ (بالإنجليزيّة: Solar nebula)، وبسبب قوّة الجاذبيّة النّاتجة من تجمّع هذا السّديم تحوَّل إلى كُتلة واحدةٍ كثيفةٍ في مركزها كُرةٌ غازيّة عملاقة، وأدّى ذلك إلى تشكّل المجموعة الشمسيّة الموجودة حاليّاً والتي تحتوي على نجم مُتوسّط الحجم ويُعرَف باسم الشّمس، وعدد من الكواكب السيّارة التي تدور حولها، بالإضافة إلى عدد كبير من الكُويكبات والمُذنّبات الموجودة في منطقتَي حزام الكويكبات (بين الكواكب الداخليّة والخارجيّة)، وحزام كايبر (وراء مدار كوكب نبتون). ومن الأجرام السّماوية التي نشأت بفعل السّديم الكَونيّ الأقمار؛ حيث يوجد عدد كبير من الأقمار ذات الأحجام المُختلفة التي تدور حول كواكب المجموعة الشمسيّة.[١]
عندما تشكَّلت المجموعة الشمسيّة تركَّزت مُعظم كتلتها في الوسط بكُرةٍ غازيّة ضخمة،ٍ وهي ما تحوَّل لاحقاً إلى الشّمس، ولكن تبقَّت حولها كميَّةً من المادة تركَّزت على شكل أقراصٍ أو حلقاتٍ، بحيثُ تحوَّلت كلّ واحدةٍ من هذه الحلقات إلى أحد الكواكب بمُرور الوقت، وأمّا المادّة التي فشلت بالاندماج بما يَكفي لتُكوّن كواكبَ ضخمةً فبقيت على صُورةِ أحزمةٍ من الصّخور الصّغيرة الطّافية في الفضاء، كما هي الحالُ في حزام الكُويكبات. وتكوَّنت بعضُ الأقمار من نفس الأقراص التي جاءت منها الكواكب السيّارة؛ فقُرص كوكب المُشتري جاء منه المشتري نفسه، وكذلك جاءت أقمارهُ الأربعة الكبيرة (آيو، وكاليستو، وأوروبا، وغانيميد)، وأمّا الأقمار صَغيرة الحجم فتكونُ عادةً مُجرّد كُويكباتٍ صغيرةٍ عَلِقت في مجال جاذبيّة أحد الكواكب أثناء العُبور قربه، فأصبحت تابعةً له.[٢]
قمرُ الأرضتشكّلت العديدُ من الأقمار قبل 4,600 في المجموعة الشمسيّة عندما وُلدت الشمس وجميعُ الكواكب الأخرى، وتُعتبر التّوابعَ التي تدور حول الكواكب الموجودة في المجموعة الشمسيّة، وتكون هذه الأقمار أصغرَ حجماً من الكواكب التي تدور حولها في الغالب؛ وذلك لأنَّ على جاذبيّة الكوكب تكون أقوى منها لتأسرها. وتُوجد مئات الأقمار في المجموعة الشمسيّة المُوزَّعة على ستّة كواكب، إلا أنَّ كوكب الأرض، حيث يعيش الإنسان، ليسَ لديه سوى واحدٌ منها، وهو ما يُسمّى في العادة (القمر). وعلى عكسِ الكثير من الأقمار الكبيرة، التي يُعتقد أنَّها تكوَّنت من نفس أقراص الغُبَار والغاز التي جاءت منها الكواكب، فإنَّ ولادة قمرِ الأرض كانت - حسب ما تتَّفقُ عدّة نظريّات حديثة - من اصطدامٍ كارثيّ بين الأرض وكوكبٍ آخر.[٣]
كانت الأرض وقتها لا تزال في مرحلة التكوُّن، ولم تَصل حجمها الحالي تماماً، وكان في مدارٍ قريب منها حول الشّمس كوكبٌ بحجم المريخ تقريباً يُقَال له ثيا (بالإنجليزية: Theya)، وبعد فترةٍ قصيرة من ولادة النّظام الشمسيّ تصادمت الأرضُ مع ثيا، أطلق الاصطدام طاقةً هائلةً، وأدَّى إلى اندماج جُزءٍ عملاقٍ من كوكب ثيا مع الأرض، ممَّا أدّى إلى ازدياد حجم الأرض وارتفاع كُتلتها، إلا أنَّ التّصادم تسبَّبَ أيضاً بتطايُر كميَّةٍ هائلة من صُخور الأرض مع ثيا نحوَ الفضاء، وتجمَّعت هذه الصّخور مع بعضِها لتتحوََّل إلى قمر الأرض الحاليّ. تُفسَّر هذه النّظرية افقار القمر للمُركّبات الكيميائيّة المُتطايرة والتي تتواجدُ كثيراً على الأرض، مثل الماء والأمونيا، فمن المُرجَّح أن حرارة الاصطدام أدَّت إلى تبخُّر هذه العناصر وتصاعدُها إلى الفضاء نتيجة عدم امتلاك القمر لغلافٍ جويّ قادرٍ على احتوائها وهيَ في الحالة الغازيّة.[٣]
عدد الأقمار في المجموعة الشمسيّةجميعُ الأقمار تكونُ أصغر من كواكبها، وهي تتفاوتُ كثيراً في أحجامها وكُتلتها وتكوينها، والشَّيءُ الوحيد الذي يُعرّف القمر هو أنّه عالقٌ في مجال جاذبيّة أحد كواكب المجموعة الشمسيّة، وبالتّالي يدورُ حوله بصُورة ثابتة. اكتشفَ العُلماء حتّى الآن 149 قمراً على الأقلّ في المجموعة الشمسيّة، ومن المُحتمل الإعلان عن اكتشاف 24 قمراً آخرَ عندَ التأكُّد من البيانات الخاصّة بها، علماً بأنَّ هذا الرّقم لا يتضمَّن سوى أقمار الكواكب، فالكواكب القزمة (بالإنجليزية: Dwarf planets) لها أقمارٌ أيضاً، ومن أشهرها بلوتو، وسدنا، وإيريس، فأقمارهُم غير مُحتسبةٍ في الأرقام السّابق ذكرُها. وبصُورةٍ عامّة، الكواكب الداخليّة الأربعة ليست سوى أقماراً قليلةً جدّاً، وتقعُ مُعظم أقمار المجموعة الشمسيّة حولَ الكواكب الغازيّة العملاقة البعيدة عن الشّمس. ولا زال اكتشافُ الأقمار في المجموعة الشمسيّة ظاهرةً مُستمرّةً مع تطوّر التّلسكوبات وازدياد تقنيتها، فالعديدُ منها أصغر بكثيرٍ من أن يُعثر عليها بالتّقنيات الحاليّة.[٤]
أقمار الكواكب الداخليّةتُوجد ثلاثة أقمار تدور حول الكواكب الداخليّة فحسب، فكوكبا عُطارد والزُّهرة ليست لهُما أيّة أقمارٍ على الإطلاق، وأمّا الأرض والمرّيخ فهما كما يأتي:[٥]
تتوزّع باقي الأقمار على الكواكب الخارجيّة في المجموعة الشمسيّة كالآتي:[٦]
عندَ غضِّ النّظر عن الكواكب السيّارة الكُبرى، وهي الكواكب الثّمانية التي من بينَها الأرض، تبقى أيضاً أقمارُ الكواكب القزمة. والكواكب القزمة هي فئةٌ من أجرام النّظام الشمسيّ قرَّر الاتّحادُ الفلكيّ الدوليّ استحداثَها عام 2006؛ لأنَّها كانت تُشبه الكواكب كثيراً، إلا أنَّها تختلفُ عنها في الحجم والكُتلة، وأشهرها هو بلوتو، ومنها كذلك سيريس، وإيريس، وسدنا. تُوجد خمسةٌ أقمارٍ معروفةٌ تدورُ حول الكواكب القزمة في المجموعة الشمسيّة، وهي كالآتي:[٤]
المقالات المتعلقة بكم عدد الأقمار