الحبّ هو ذلك الموت البطيء، وهو ذلك الألم الصّامت الذي يغرس في جسم الإنسان، وهو يحاول أن يخفيه، ويظهر علناً على شكل اهتزازات في الجسم، كالزلزال يعمل على زلزلة جميع مشاعر الألم الكامنة فيه.
محتويات
كلام حزين قصير
وانسج معــك أجمل حكاية حـبّ
نعيش تفاصيلها وطقوسها
ونحلـم بـغـدٍ أفضل
ثـمّ تنتهي الحكاية بمأساة.
أجبرتني همومي أن أبكي
ويجبرني قلبي أن أفكر
ويجبرني التّفكير أن أتألم
ويجبرني التّألم أن أنزف
ويجبرني النّزف أن أموت
ويجبرني الموت أن أتحسّر
ولكن
اسأل نفسي
لمن أبكي؟
وكيف أبكي؟
ولماذا أجعل دموعي رخيصةً لكي تذرف هنا وهناك؟
وتتكاثر الأسئلة
والإجابات حائرة
تكثر الآهات
وتزداد التنهيدات
ولكن
لمن يا ترى؟
لا أدري
ولا أعلم
لمن!
آلمتني يا زماني
أبعدتني عن أحبابي
أعزّ الأصدقاء صدموني
تختنق عبراتي
تزداد آلامي
تذرف دموعي
تنوح مواجعي
ولكن!
قمة ألمي
قمّة ألمي
أنّي لا أعرف سوى ابتسامةً حزينةً
وقمّة فرحي
أنّي أرى الابتسامة في وجه الطفولة
لا توجد أصدق من براءة الأطفال
لا توجد أصدق من دمعة الطفولة
ليتني طفل حينما أبكي أجد حنان والدتي
أجد صدرها، وأجد الصّدق يواسيني
تهت في دنيا كثُرت فيها الأكاذيب
قلّ فيها الصّدق وكثرت الخيانات.
آهتي الأولى
أطلقت آهتي الأولى حين عثرت على قسوتك
مدسوسةً بين معسول الكلام
وآهة أخرى أجهضتها عند انتهاء العسل، ولم تتوقّف الكلمات
وثالثة عند رحيلك دون كلمة وداع تليق بامرأة
ورابعة صرختها عند عودتك تبحث عنّي آلاف المرّات
وآهة تلو آهة تلو آهات لتنتهي
حتى أصبحت حاملةً للقب " ملكة الآهات " دون منافس
وآه أخيرة أفرج عنها اليوم وأنا بكامل سعادتي، وقمّة أملي، وأوج اشتياقي
أختم بها مسلسل التنهيدات عند محطة عشقك الواهم
فهناك حب جديد يلوح في خفقات الأفق!
كلام حزين ومؤثر
قصيدة الحزن
-نزار قبّاني.
علّمني حبّك أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي فوق ذراعيها
مثل العصفور
لامرأة تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور
علّمني حبّك سيّدتي أسوأ عاداتي
علّمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرّات
وأجرّب طبّ العطّارين وأطرق باب العرّافات
علّمني أخرج من بيتي لأمشّط أرصفة الطّرقات
وأطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السّيارات
أطارد ثوبك في أثواب المجهولات
أطارد طيفك
حتّى
في أوراق الإعلانات
علّمني حبّك كيف أهيم على وجهي ساعات
بحثاً عن شعر غجريّ تحسده كلّ الغجريّات
بحثا عن وجه، عن صوت، هو كلّ الأوجه والأصوات
أدخلني حبّك سيّدتي مدن الأحزان
وأنا من قبلك لم أدخل مدن الأحزان
لم أعرف أبداً أنّ الدّمع هو الإنسان
أنّ الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان
علّمني حبّك
علّمني حبّك أن أتصرّف كالصّبيان
أن أرسم وجهك بالطّبشور على الحيطان
وعلى أشرعة الصّيادين، على الأجراس، على الصّلبان
علّمني حبّك
كيف الحبّ يغيّر خارطة الأزمان
علّمني أنّي حين أحبّ تكفّ الأرض عن الدّوران
علّمني حبّك أشياءً
ما كانت أبداً في الحسبان
فقرأت أقاصيص الأطفال، دخلت قصور ملوك الجانّ
وحلمت أن تتزوجني بنت السّلطان
تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان
وحلمت أن اخطفها مثل الفرسان
وحلمت بأنّي أهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان
علّمني حبّك يا سيدتي ما الهذيان
علّمني كيف يمرّ العمر ولا تأتي بنت السّلطان
علّمني حبّك كيف أحبّك في كلّ الأشياء
في الشّجر العاري، في الأوراق اليابسة الصّفراء
في الجوّ الماطر في الأنواء
في أصغر مقهىً نشرب فيه مساءً
قهوتنا السّوداء
علّمني حبّك أن آوي
لفنادق ليس لها أسماء
ومقاه ليس لها أسماء
علّمني حبّك كيف الليل يضخّم أحزان الغرباء
علّمني كيف أرى بيروت
امرأةً تلبس كلّ مساء
أجمل ما تملك من أزياء
علّمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمين
في طرق الرّوشة والحمراء
علّمني حبّك أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي فوق ذراعيها
مثل العصفور
لامرأة تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور
لم ينتظر أحداً
-محمود درويش.
لم ينتظر أحداً
ولم يشعر بنقص في الوجود
أمامه نهرٌ رماديٌ كمعطفه
ونور الشّمس يملأ قلبه بالصّحو
والأشجار عاليةٌ
ولم يشعر بنقصٍ في المكان
المقعد الخشبيّ، قهوته، وكأس الماء
والغرباء، والأشياء في المقهى
كما هي
والجرائد ذاتها: أخبار أمس، وعالمٌ
يطفو على القتلى كعادته
ولم يشعر بحاجته إلى أملٍ ليؤنسه
كأن يخضوضرالمجهول في الصّحراء
أو يشتاق ذئب ما إلى جيتارةٍ
فلن يقوى على التّكرار...أعرف
آخر المشوار منذ الخطوة الأولى
يقول لنفسه لم أبتعد عن عالمٍ،
لم أقترب من عالم
لم ينتظر أحداً..ولم يشعر بنقص
في مشاعره.
فما زال الخريف مضيفه الملكي،
يغريه بموسيقى تعيد إليه عصر النّهضة
الذهبيّ... والشّعر المقفّى بالكواكب والمدى
لم ينتظر أحداً أمام النّهر
في اللاانتظار أصاهر الدوريّ
في اللاانتظار أكون نهراً، قال
لا أقسو على نفسي، ولا
أقسو على أحد
وأنجو من سؤال فادح:
ماذا تريد
ماذا تريد؟
عبارات حزينة قصيرة