تتفرّع قناة السويس الجديدة من القناة بمسافة تمتدّ ما بين 61-95 كيلومتراً، ويعود تاريخ افتتاحها رسمياً إلى السادس من شهر أغسطس عام 2015م، ويصل طولها إلى 35 كيلومتراً. تتفرّع هذه القناة إلى عدة تفريعات يُطلق عليها البحيرات المرة، والبلاح، ويصل طول هذه التفريعات إلى 37 كيلومتراً، وبذلك يصل طول القناة الجديدة إلى 72 كيلومتراً.
انبثقت فكرة هذا المشروع سعياً للتخلص مما جاءت به قناة السويس القديمة من المشكلات المتمثّلة بإغلاق الطريق أمام قافلة الشمال لمدة زمنية تفوق إحدى عشرة ساعة في منطقة البحيرات المرة، كما تسعى لتوسيع الطاقة الاستيعابيّة للقناة للسفن الضخمة بغاطس يُقدّر بخمسٍ وستين قدماً، وبلغت تكلفة ذلك 4 مليار دولار، ومن المتوقّع أن يزيد ذلك من نسبة دخل القناة في المُستقبل القريب. تولّت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مسؤولية حفر تلك القناة بالاستعانة بشركات وطنية مدنيّة بلغ عددها 17 شركة، وأشرفت الهيئة على ذلك بنفسها.
تاريخ المشروعوُلدت فكرة استحداث قناة السويس الجديدة في عهد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات عندما اقترحها وزير الإسكان المهندس حسب الله الكفراوي في أواخر السبعينات، إلّا أنّ المشروع بقي قيد الطرح، ومع قدوم فترة حكم الرئيس حسني مبارك عاود الكفراوي الكرةّ بطرح الفكرة، وبقيت الفكرة على ما هي عليه، إلّا أنها خرجت للنور في عهد الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي في عام 2013م، وبدأ ذلك بأن دأبت جماعة الإخوان المسلمين إلى تقديم مشروع سعياً لتنمية محور قناة السويس تحت راية مشروع النهضة خلال فترة الانتخابات الرئاسية المصرية.
عقد رئيس الحكومة المصري الدكتور هشام قنديل في عام 2013 مؤتمراً صحفياً خاصاً بهذا الشأن، وكان ذلك خلال فترة حكم الرئيس محمد مرسي، وتمّ التوصل إلى اتفاق بالتعاون مع المكتب الاستشاري الذي ستقع على عاتقه مسؤولية تنفيذ المخطط العام للمشروع، وفي الأول من شهر سبتمبر تمّ إبرام العقد مع المكتب، واستغرقت عمليّة تنفيذ المخطط مدّةً زمنية وصلت إلى تسعة أشهر.
التنفيذ بدء المشروعبدأ التنفيذ الفعلي للمشروع في الخامس من شهر أغسطس عام 2014م؛ حيث أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن ذلك، وكانت البداية متمثلةً باستحداث مجرى ملاحي جديد للقناة، بالإضافة إلى تعميق المجرى الحالي، كما بوشر العمل بالتنمية الكاملة لمحور القناة سعياً لتضخيم الدور الإقليمي الذي تؤدّيه القناة وتعظيمه بصفتها مركزاً لوجستياً وصناعياً عالمياً، وعلى أن يكون ذا تكامل من كافة النواحي الاقتصادية والعمرانية والبيئية.
ويهدف التنفيذ الفعلي للمشروع إلى إدخال الأقاليم التنافسيّة العالمية في قطاع الخدمات اللوجستية والصناعات المتقدمة إلى جانب قطاعي التجارة والسياحة، ويشمل هذا الاقليم كلّاً من السويس وبور سعيد والإسماعيلية.
التمويلطرحت الحكومة المصرية في الخامس عشر من شهر آب عام 2014 شهادات استثمار تحت مسمى "شهادة استثمار قناة السويس" وفق ما أعلنها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وجاء هذا الطرح سعياً لاستقطاب ستين مليار جنيه مصري كمصدر لتمويل المشروع من قِبل الشعب المصري فقط دون أي تدخّل خارجي.
وتعاونت البنوك القوميّة على طرح هذه الشهادات مقابل فائدة سنوية تُقدّر نسبتها بـ 12% يتم صرفها كل ثلاثة أشهر، شريطة استرداد المبلغ الأصلي بعد مرور خمس سنوات على ذلك، وفاز بذلك تحالف دار الهندسة وفق ما تمّ الاعلان عنه في التاسع عشر من الشهر ذاته، وأعلن ذلك الفوز رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، وحقّق المصريون حصيلةً في بيع شهادات الاستثمار بلغت 61 مليار جنيه مصري بواسطة البنوك، وتمّ إغلاق الاكتتاب على إثر ذلك.
الحفر والإنشاءات الحفر الجافيعتبر السابع من شهر أغسطس عام 2014م يوم الشروع بمرحلة الحفر الجاف بمساعدة 44 ألف يد مصرية، بالاعتماد على 4500 معدة، و84 شركة، وأسندت القوّات المسلحة عملية الحفر بكتيبتين لإزالة الألغام وما خلّفته الحروب الماضية، كما أسندتها بكتيبتي طرق لتساهم في الحفر والإسراع به، وفي غضون فترة بلغت 9 شهور تمّ الانتهاء من هذه المرحلة بنسبة 100%، وتمكّنوا خلال هذه الفترة الوجيزة من استخراج أكثر من 250 مليون متر مكعب من الرمل، وتمّ تضبط جوانب القناة لمسافة بلغت مائة كيلومتر من خلال أعمال تكسيات وتدبيش للجوانب سعياً لمنع الرّمال من الترسّب على مجاري المياه.
الحفر المائيبوشر العمل بمرحلة الحفر المائي على الفور بعد الانتهاء من المرحلة السابقة بمشاركة ألفي عامل من عمال هيئة قناة السويس، وبمساهمة 3000 عامل من تحالف التحدي، ومن تحالف الأمل شارك 750 عاملاً بالاعتماد على 45 كراكة، وتمّ الانتهاء من المرحلة بتحقيق نجاح برفع 258.5 مليون متر مكعّب من الرمال المليئة بالمياه والمشبعة بها.
الإنشاءاتأفضت عمليات الحفر والإنشاءات إلى تركيب 120 شمندورة ممتدّة على المجرى الملاحي للقناة الجديدة، كما تمّ تزويدها بإضاءة تعتمد على الطاقة الشمسية ذات ارتباط بنظام إلكتروني باستخدام أجهزة الحاسب الآلية حتى يتمّ التحقق من الربط بين مراكز الإرشاد التابعة لهيئة قناة السويس والسفن العابرة للقناة، وتكون هذه المراكز على أتمّ الجاهزية بالمساعدات الملاحية لتُقدّم الإرشاد للسفن بكلّ أمان وخاصّةً خلال الأحوال الجوية السيئة التي تحجب الرؤية.
محور قناة السويس الأنفاقتضمّنت إنشاءات قناة السويس إقامة سبعة أنفاق قسّمت على أن تكون ببور سعيد ثلاثة أنفاق: نفقان للسيارات، وواحد لسكة الحديد، أما الأربعة المتبقية فأنشئ في الإسماعيلية واحد لسكة الحديد، واثنين للسيارات، وواحد مرافق، وبلغت التكلفة الاجمالية لإنشاء هذه الإنفاق إلى 4.2 مليار دولار.
ضاحية الأملتمتدّ ضاحية الأمل فوق مساحة تصل إلى 2744 فدان فوق الطريق الإقليمي الواصل بين القاهرة وبورسعيد، وتشترك بحدود مائية من الناحية الشرقية مع المجرى الملاحي لقناة السويس، وتَحظى بموقع جغرافي مميّز ضمن مناطق إقليم قناة السويس، وجاء هذا المشروع بغية إنشاء مجتمع عمراني يَجمع بين الإسماعيلية ومدينة الإسماعيليّة الجديدة ووادي التكنولوجيا شرق قناة السويس لتشكّل مثلثاً عمرانياً.
موانئ محور القناةدشّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في السادس من شهر أغسطس عام 2015م قناة السويس الجديدة خلال حفل افتتاح رسمي شارك به زعماء وملوك العرب وأوروبا والقارتين الإفريقية والآسيوية بدعوةٍ رسميّة من السيسي، ليُقدّم لهم ما وصل إليه المصريون من إنجاز عظيم في تحقيق الحلم المصري بالانتهاء من استحداث قناة السويس وافتتاحها خلال وقت قياسي.
المقالات المتعلقة بقناة السويس الجديدة