قصيدة للشاعر محمود درويش وهو شاعرٌ فلسطيني ولد في عام 1941 بقرية البروة في مدينة الجليل قرب عكا الساحلية،خرج مع أسرته مع اللاجئين إلى لبنان وذلك عام 1948 ، لكنهم عادوا متسللين بعد توقيع الهدنة وذلك عام 1949 ، لكن عادوا لقرية غير قريتهم بسبب وجود مستعمرات عليها، وكان عضواً في المجلس الوطني الذي يتبع لمنظمة التحرير الفلسطينية، دواوينه الشعرية مليئة بالمضامين الحداثية.
بعد المرحلة الثانوية في كفرياسيف انتسب للحزب الشيوعي الإسرائيلي ، وعمل في الصحافة مثل الإتحاد والجديدوأصبح مشرفاً على التحرير فيها.
من أكثر قصائده شهرة هي قصيدة سجّل أنا عربي، أضع نصها هنا بين يديكم:
سجل
أنا عربي
و رقم بطاقتي خمسون ألف
و أطفالي ثمانية
و تاسعهم سيأتي بعد صيف
فهل تغضب
سجل
أنا عربي
و أعمل مع رفاق الكدح في محجر
و أطفالي ثمانية
أسل لهم رغيف الخبز
و الأثواب و الدفتر
من الصخر
و لا أتوسل الصدقات من بابك
و لا أصغر
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضب
سجل
أنا عربي
أنا إسم بلا لقب
صبور في بلاد كل ما فيها
يعيش بفورة الغضب
جذوري
قبل ميلاد الزمان رست
و قبل تفتح الحقب
و قبل السرو و الزيتون
و قبل ترعرع العشب
أبي من أسرة المحراث
لا من سادة نجب
وجدي كان فلاحا
بلا حسب و لا نسب
يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
و بيتي كوخ ناطور
من الأعواد و القصب
فهل ترضيك منزلتي
أنا إسم بلا لقب
سجل
أنا عربي
و لون الشعر فحمي
و لون العين بني
و ميزاتي
على رأسي عقال فوق كوفية
و كفى صلبة كالصخر
تخمش من يلامسها
و عنواني
أنا من قرية عزلاء منسية
شوارعها بلا أسماء
و كل رجالها في الحقل و المحجر
يحبون الشيوعية
فهل تغضب
سجل
أنا عربي
سلبت كروم أجدادي
و أرضا كنت أفلحها
أنا و جميع أولادي
و لم تترك لنا و لكل أحفادي
سوى هذي الصخور
فهل ستأخذها
حكومتكم كما قيلا
إذن
سجل برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكره الناس
و لا أسطو على أحد
و لكني إذا ما جعت
آكل لحم مغتصبي
حذار حذار من جوعي
و من غضبي
المقالات المتعلقة بقصيدة سجل انا عربي