قصص اطفال قبل النوم

قصص اطفال قبل النوم

محتويات
  • ١ قصص أطفال قبل النوم
    • ١.١ قصة القطة المتحيرة
    • ١.٢ قصة فرشاة الأسنان
    • ١.٣ قصة علي بابا والأربعين حرامي
    • ١.٤ السّندباد البرّي
  • ٢ أثر القصّة على شخصيّة الطفل
  • ٣ صفات قصص الأطفال
  • ٤ أنواع قصص الأطفال
  • ٥ قصص الأطفال في العالم العربي
  • ٦ أهمّية قصص الأطفال
  • ٧ المراجع
قصص أطفال قبل النوم

يحبّ الأطفال النّوم على صوت والدتهم أو والدهم يقرأ لهم بعض القصص أو يدندن لهم بعض أغانيهم المفضّلة، إذ إنّ قصص الأطفال تدخل ضمن أدبٍ خاصٍ أفرد فيه الكتّاب أعمالاً كثيرةً بين تأليفٍ وترجمةٍ أو محاكاةٍ لأعمالٍ أدبيّةٍ عالميّةٍ. وسنعرض في هذا المقال قصّتان قصيرتان من أدب الأطفال: القطّة المُحتارة، وقصّة فرشاة الأسنان، ومن ثمّ سنتبعها بأهمّ ما يجب معرفته عن قصص الأطفال.

قصة القطة المتحيرة

في كثيرٍ من المرّات كانت القطة لولي تنظر إلى المرآة ولم يكن يعجبها شيء، كانت تتذمّر دائماً من شكلها الذي لا يعجبها، وكانت دائمة المراقبة للحيوانات الأخرى، فمرّة تحلم أن تطير مثل الطائر، ومرة تحلم أن تسبحَ مثل السّمكة، ومرة أن تقفز مثل الكنغر، وفي إحدى المرات كانت تراقب البطات من حولها وهنَّ يسبحن على سطح الماء، فأحبت أن تكون بطة تجيد السّباحة... ولكن هذا القناع لم يساعدها على أن تصير بطة حقيقية أو أن تسبح مثل باقي البطّات، ثم رأت أرنباً يقفز بسرعة ويأكل الجزر بأسنانه الكبيرة، أحبت تلك القفزات الطويلة فقررت أن تصير أرنباً، ولكن تلك الآذان الطويلة لم تُسهّل عليها عملية القفز والجري بل على العكس زادت الطّين بِلّة، وأثناء عودتها للمنزل وهي تتذمر رأت قطيعاً من الخرفان، فأحبت شكلها المستدير بصوفها الكثيف، فقررت أن تصير خروفاً جميلاً، ولكن بعض الصّوف على جسدها لم ولن يجعلها خروفاً حقيقياً وأخيراً، كان القرار الأخير هو الأغرب.

أثناء تجوالها في أحد البساتين رأت بعض الفاكهة، فوصل طَمَعُها برغبتها أن تصير فاكهةً لذيدةً برائحةٍ طيبةٍ، فوضعت بعض قشور الفاكهة على رأسها، واستغرقت من تعبها في نومٍ عميقٍ، وفجأة شعرت كأن أحداً ما يُحرّكها من مكانها، نظرت نحو الأعلى، فرأت خرفاناً من حولها تفتح فاها محاولةً أكلها ظانّةً إياها نوعاً لذيذاً من الفاكهة، وما إن أدركت القطة هذا حتى خلعت القناع وفرّت هاربة مذعورة وهي تقول: أنا محظوظة لأنّي قطةٌ أستطيع الهرب بسرعة ولم أكن فاكهةً أو أيَّ شيء آخر، ثم عادت إلى بيتها وهي مسرورة.

قصة فرشاة الأسنان

تصلح قصة فرشاة الأسنان لأن تكون نشيداً نسمعه لأطفالنا قبل النوم، وذلك لتذكيرهم بأهمية تنظيف الأسنان:

أنا فرشاة للأسنان...أحب الخير للإنسان إني للأطفال صديقة...لكن يكرهني بعض الأطفال جاء طفل في عجلٍ يسألها: ما سبب الأحزان؟ قالت والألم يبكيها: في رأسي أشواك ناعمة، تنظف أسنان الأطفال لكن منهم من يكرهني يرفض، يرفض أن يحملني قال الطفل في عجب: أنا أهواك يا فرشاة في محفظتي أحفظك، أحملك دوماً بثبات قالت فرشاة الأسنان: لست شيئاً تحفظه، استعملني...استعملني في المحفظة لا تنساني دوماً دوماً استخدمني في الصبح، في الظهر وقبل النوم على أسنانك مررني واجعلني واجبك اليومي أجعل من فمك نظيفاً أبعد عن أسنانك مرضاً أجعلها صلبة ومتينة فلا تتركني الدّهر دفينة عن أسنانك تبعدني ماذا تريد خيراً مني؟! هلا محيت الحزن عني؟

قصة علي بابا والأربعين حرامي

يعيش علي بابا فى فقر وحاجة وعوز بينما يمرح أخوه قاسم فى رغدٍ من العيش من تجارته النّاجحة ولا يأبه لحاجة أخيه، وكانت الجارية مرجانة هي اليد الحنون التى تربت على قلب على بابا. وفي يومٍ من الأيام خرج على بابا فى تجارةٍ طال طريقها حتّى أتاه اللّيل فاحتمى وراء صخرة فى الصحراء ليقضى ليله، فإذا به يرى جماعةً من اللّصوص يقدمون على مغارة فى الجبل يفتحونها عن طريق ترديد عبارة: "افتح يا سمسم" فينشق الجبل عنها ثم يدخلون، وانتظر على بابا مراقباً ما سيحصل من مخبأه حتى خرجت جماعة اللّصوص ليتقدّم إلى المغارة ويفتحها بكلمتها السّرية "افتح يا سمسم"، دخل إليها ليجدها مملوءة بالذّهب الذي جمعه اللّصوص من سرقاتهم المختلفة، فجمع ما قوي على حمله ثم عاد إلى بيته لينقلب الحال به إلى رخاء. وفي اليوم التّالي أرسل مرجانة لتستعير مكيالاً من أخيه قاسم، عندها، شكّت زوجة قاسم فى أمر على بابا لأنّه لايملك ما يكيل فلم يحتاج المكيال؟ فقامت بدهن المكيال بالعسل حتى يلتصق بقايا ما يكيله وتعرف سرّ علي بابا بعدها؛ فإذا ما عاد إليها المكيال وجدت به عملةً نقديّةً، فدفعت قاسماً إلى مراقبة علي بابا حتى يكتشف سرّه، ولا يطول الأمر به ليعرف المغارة السّحرية، ويذهب إليها، إلا أن طَمَعه يجعله يكنز المال الذي لا يستطيع حمله، وظلّ في المغارة حتّى نزل المساء وعاد اللّصوص فوجدوه هناك، فألقو القبض عليه ووعدوه بإطلاق سراحه إذا كشف لهم كيف عرف سرّ مغارتهم، فأرشدهم إلى أخيه علي بابا، واتّفق قاسم وزعيم اللّصوص على التّنكر فى زيّ تجّارٍ يحملون الهدايا إلى على بابا، وهي عبارة عن أربعين قدرًا مملوءةً بالزّيت فاستضافهم علي بابا وأمر جواريه بإعداد الطّعام لكنّهم لم يجدن زيتًا، فأرادت إحداهنّ إلى قدر التّجار الأربعين لتكتشف الأربعين لصّاً المختبئين فيها، أخبرت مرجانة علي بابا بالأمر فأمرها بوضع حجرٍ على كلِّ قدرٍ فلا يستطيع اللّص الخروج منها، وحين أمر الزّعيم لصوصه بالخروج ولم يلبّي نداءه أحدٌ عرف أنّه تم اكشاف أمره، وعندما همَّ علي بابا بالفتك بهم ليجد أنّ من بينهم قاسم أخيه وهو الذي وشى به عندهم، استرضاه قاسم ليعفو علي بابا عنه، فصفح عن أخيه وعاد إلى مرجانة صاحبة الفضل عليه ليتزوجها ويعيشا سعيدين.

السّندباد البرّي

وهي قصّة مُغنّاةٌ تصلح أن تُلحّن و تصبح أغنيةً:

في زمن الخليفة الرشيدِ ‏في بغدادْ‏

كان يعيش السندباد البَرِّي‏

مهنتُه حَمّالْ‏

وهو فقير الحالْ‏

وذاتَ يوم في اشتداد الحرِّ‏

أنزل حملهُ‏

أمام قصر رائع كبيرْ‏

من أبدع القصور‏ وراح ينظر الحمال في إعجابْ‏

وهْو أمام البابْ‏

مستلقياً في الظلِّ‏

متكئاً على مَتاع الحَمْلِ‏

حيث تهبُّ النسمةُ العليلة‏

وترقص المشاتل الظليلهْ‏

وتعبَقُ الزهورْ‏

بأطيب العطورْ‏

نام قليلاً‏ ثم استيقظ المسكينْ‏

وقلبُهُ حزين‏ لأنه فقيرْ‏

ليس لديه غيرُ كوخ بائسٍ‏

من طينْ‏

وفجأةً‏

ناداه صوت ناعم رقيقْ‏

تعال هيّا أيها الصديقْ ‏

فوجئَ من هذا الكلامِ‏

السندباد البري‏

إذْ كيف يدعوه الفتى‏

من دون أن يعرفهُ ‏

وكيف يدعو صاحبُ القصرِ‏ امرأً فقيرْ ‏

ودخل الحمال ذاك القصرَ‏ في خجلْ‏

وفتح العينين في عجبْ‏

لشجر الليمون والتفاحِ‏

والإجَّاص والعنبْ‏

أما عن الورودْ‏

فهي صنوف تأخذ العقولَ من كَثْرتها‏

وجودةِ التَّنْضيدْ‏

إنتشرت مساكباً على الجنبينْ‏

في وسط الساحة عينْ‏

تفجرّت بالماء ْ‏

في شكل نافورهْ‏

تكاد أنْ تطاولَ السماءْ‏

لكنها تعود منثورهْ‏

وسمع الحمال من بعيدْ‏

مغنياً .. وصوتَ عودْ‏

وقاده الفتى إلى إيوانْ‏

لم يَرَ قبلُ مثله إنسانْ‏

وكان مجلس الإيوان عامراً بالناسْ‏

فقطع الأنفاسْ‏

خشيةَ أن يكون قد أزعجَهم‏

لكنهم تصايحوا بهِ :‏ تفضلْ‏

أتدري ‏

أنت هنا في قصر السندباد البحري ‏

ثم دنا البحريُّ قائلاً ‏

هَلا هَلا بالضيف

فصرخ الحمالُ‏

أنت السندباد البحري‏

أجابه ُ‏ نعم نعم‏

وهل عجيب أمري‏

قال له الحمالُ ‏

أنت سيدُ العجائبْ‏

وصانع الأحلام والغرائبْ‏

دعْني أُقبّلْ جبهتَكْ‏

وجُبَّتكْ ‍‏

وضحك الجميعُ‏

ثم غنوا طربا‏

وأسمعوا من النكات العجبا‏

وأكلوا وشربوا‏

وبعد ذاك ذهبوا‏

وقد أقام السندباد البرِّي‏

ضيفاً عزيزاً‏

في رحاب السندباد البحري‏

ووعد الحمالَ أن يقصَّ عن سفراتِهِ‏

وما جرى له من خطرٍ‏

أَحْدقَ في حياتِهِ‏

وفي صباح الغدِ‏

كان الجمع حاشدا‏

والكل منصتونْ‏

ليعرفوا قصَّته المليئة الأحداثِ‏

بالأخطار والترحالِ‏

والعزمِ الذي يقوى ولا يلينْ ‏

وهكذا عرفنا قصةً‏

تظل للأجيالِ‏

عن رجل حياتُهُ‏

من سير الأبطالِ‏

أثر القصّة على شخصيّة الطفل

يقول أحمد نجيب في تعريف الشّخصية: يمكن أن نعرِّف الشخصية ببساطة: إنّها مجموع الصفات الاجتماعية، والخلقية، والمزاجية، والعقلية، والجسمية التي يتميّز بها الشخص وتبدو بصورةٍ واضحةٍ متميّزة في علاقته مع الناس، وعلى هذا- التعريف- فإن الصفات الاجتماعية والخلقية كالتعاون والتعاطف والصدق والأمانة والصفات المزاجية، ونعني بها الصفات التي تميز انفعالات الفرد عن غيره من الناس كسرعة التّأثر في المواقف المختلفة، وعمق الأثر أو سطحيته وغلبة المرح أو الانقباض على حالته المزاجية والصّفات العقلية، كالتّفكير المُنظّم والملاحظة الدّقيقة وحضور البديهة والصّفات المُتعلّقة بصحّة الجسم ومظهره العام وخلوه من العاهات، وما إلى ذلك، تدخل في تكوين شخصية الفرد) (1).

وانطلاقاً من هذا المفهوم، فإنّ القصّة تلعب دوراً مُهماً في بناء شخصيّة الطفل وتنميتها ثقافياً وأدبياً ولغوياً وفكريّاً لما فيها من كمٍّ كبيرٍ من المعلومات الثّقافية الأساسيّة التي يحتاجها في تأسيس ثقافته وعلمه، ولأنّ الطفل بطبيعته يميل إلى التّسلية في التّعلم، تمّ تصنيف القصّة أفضل الوسائل التّعليمية التّرفيهية التي تساعد الطفل على التّعلم بسرعةٍ أكبر من الطّريقة التّقليدية او اعتماد الكتب العلمية الجامدة. والقصّة في المحيط الأسري تعمل على تقوية العلاقات بين الآباء والأبناء، وبين الأبناء أنفسهم على اختلاف أعمارهم، فتُنشئ روابط أُسريّة وتقوّي الصّلات بينهم. وعند مراقبة طفلٍ صغيرٍ، تراه يُقلّد من حوله ومن يُأثّر فيه و يُلبسه طابعه، إمّا تيمّناً بأحدٍ من أقربائه، أو أصدقائه، أو حتّى الشخصيّات الكرتونيّة التي يتابعها، الأمر الذي يلفت انتباهنا بأهميّة اختيار القدوة المناسبة للطّفل، ويُعدّ السّرد القصصي من أقرب الأساليب إلى قلب الطفل. (2)

صفات قصص الأطفال * الموضوعيّة: فيكون الكاتب حياديّاً صادقاً في سرد القصص، خاصّةً تلك التي تروي أحادثاً حقيقيةً، كالقصص التّاريخية أو تراجم السّابقين من الأعلام، فللصّدق دورٌ كبيرٌ في جذب الطفل وتقبّله للوقائع التّاريخية، ومناقشة الطّفل بما يُقرأ له أو يقرأه وحده، يساعده على تكوين معجماً لغويّاً خاصّاً به، ويتعّلم أساسيّات النّقاش والحوار من نعومة أظفاره، فينشأ عليها ويطوّرها في مراحله العمريّة المختلفة.
  • المرحلة العمريّة: لا بدّ أن تكون القصص المُنتقاه مناسبة لعمر الطّفل، فما يناسب عمر السّادسة مثلاً لا يُناسب من هم أكبر سنّاً حتّى وإن كان جميعهم أطفالاً، لذلك تجد كُتّاب قصص الأطفال يضعون العمر الذي تستهدفه هذه القصص.
  • الجانب المادّي والفنّي: وهذه الصّفة تعتمد على الجانب التّنسيقي للقصة؛ من ألوانٍ، وصورٍ، وطباعةٍ، وألوانٍ زاهيةٍ تتماشى مع عمر الطّفل.
  • الجانب اللّغوي: فإن خرجت القصّة عن الأسلوب الأدبيّ خرجت إلى النّص العلميّ الجامد، فالقصّة تهدف إلى بناء لغةٍ كاملةٍ وزيادة المصطلحات اللّغوية عند الطّفل، و تُعتبر من أهمّ العناصر الأساسيّة التي تُبنى عليها القصّة.
  • المادّة العلميّة: فلا يجب أن تكون القصّة تحفة تنسيقيّة لكنّها خالية من الهدف الأساسي فيها، وهي المادّة العلميّة من معارف أدبيّة وعلميّة و تاريخيّة. وكما يجب مراعاة عمر الطفل في اختيار القصة، ومراعاة جنسه؛ فنشأة الذكور تختلف عن نشأة الإناث، وبذلك فإن الاهتمامات تختلف حتّى وإن اشتركت في أساسيّات الثّقافة. (3)

أنواع قصص الأطفال
  • القصص الواقعيّة: وهي القصص المُستمدّة من واقع الطّفل المحيط به، والتي تُبنى عادةً على بناء الجانب الأخلاقي للطفل، وتصحيح المفاهيم الاجتماعية لديه، كحسن معاملة الجار، وإزالة الاذى عن الطّريق، ومساعدة المحتاجين، وغيرها من القيم الأخلاقيّة.
  • قصص الخيال العلمي: ولا نعني هنا بالقصص المبنيّة على الخيال (حتّى وإن كانت جزءً منها)، إنّما نعني تلك القصص التي تعتمد على التّجربة العلميّة الخياليّة، وتكمن أهميّتها في جمعها بين أُسلوب القصّة المشوّقة والبناء المعتمد على البحث العلمي والحقائق التي يجب أن يعرفها الطّفل وينسج في خياله عوامل مختلفة، لكن للأسف، أغلب القصص الخياليّة في أدب الأطفال تعتمد على خوارق الطّبيعة غير العلميّة، مثل: سوبرمان، وقصص السحر، والجان، وغيرها.
  • قصص الأساطير والخرافات: وهي ما يغلب على أدب الطفل، وتعتمد على الخوارق أحياناً، وعلى الموروث التّاريخي أحياناً أُخرى، مثل:علاء الدّين والسّندباد.
  • قصص الحيوان: وتقسم إلى قسمين: القسم الأول يعتمد على توضيح حياة الحيوان من مأكل ومشرب وطريقة التكاثر، وهي التي تُعرّف الطفل على طبيعة الحيوان، أمّا القسم الثاني فهو الذي يُبنى روايةً على ألسنة الحيوان لينقل عبرة مُحدّدة للإنسان ويوضّح قاعدة يستفيد منها الطّفل في حياته مع الآخرين، ويُعدّ كتاب كليلة ودمنة أشهر هذه الكتب وأفضلها.
  • القصص الدّينيّة التّاريخية: وهي التي تُبنى على سرد سيرة أو أحداث عاشها بطلٌ مُحددٌّ من التّاريخ العربيّ الإسلاميّ والبطولات التي قام بها، كسير الرّسل الكرام، والصّحابة والتّابعين، والقادة والحُكّام. والقصص القرآني عن الشعوب والأمم السّابقة، وأصحاب الإنجازات العلميّة والأدبيّة في شتّى المجالات.
  • القصص الفكاهيّة: تربّي هذه القصص الحسّ الفكاهي لدى الطّفل، وتُرفّه عنه، وتُشجعه على القراءة، مثل: قصص ونوادر جحا.
  • القصص الشّعرية أو الأدب الشّعري: يهدف الشّعر أو الفنّ الشّعري للطّفل إلى تنمية حسّه الموسيقيّ وضبط الإيقاع الفنّي لديه، فالشّعر أقرب إلى القلب من النّصوص الأدبية المكتوبة لقربها من القلب، وسهولة ألفاظها التي تُسهّل على الطفل حفظها. أول وأشهر من كتب شعراً للأطفال هو الشّاعر السّوري سليمان العيسى. (4)

قصص الأطفال في العالم العربي

يعتمد قصص الأطفال في العالم العربي غالباً على التّرجمة التي تكون حرفيّةً، والّتي تفقدها جوهرها والرّسالة التي تهدف إلى إيصالها، ولذلك، فإننا نجد أن أدب الأطفال العربي يفتقد إلى: (5)

  • التنوّع: حيث تعتبر القصّة هي النّوع الأكثر انتشاراً، وعليه فإنّه يطغى على باقي الأنواع الأدبيّة الأُخرى حتّى اختفت تماماً، وتُبى القصص غالباً على الأساطير والخرافات أكثر من القصص الهادفة أو القصص الإسلامية التّاريخية.
  • غياب المعنى العام لأدب الأطفال عامّةً: فلا تجد هيكلاً مُحدّداً لأدب الأطفال، إنّما هي إنجازاتٌ عشوائيّةٌ تخلط جميع الأقسام الأدبيّة معاً.
  • عدم تناسب الأدب مع عمر الطّفل، فيعتقد الكاتب أنّ الطّفل هو رجلٌ صغيرٌ ولا بدّ أن يُلمّ بما يُلمّ ب الكبار، وهذا من أكبر الأخطاء الذي يرتكبها الكُتّاب.
  • سيطرة أوامر النّهي والطّلب والتّسليم والإذعان والخضوع على الأدب القصصي للطفل، بدلاً من التشجيع على المناقشة والحوار، وبناء الحُجّة والمنطق، وتعتمد أغلبها على مهارات الذّاكرة و تقويتها، فتهمل بذلك التّفكير والبحث العلميّ.

أهمّية قصص الأطفال

لا تقتصر أهميّة قصص الأطفال على التّرفيه والتّعلم فقط، بل تُعنى بعدّة جوانب من شخصيّة الطّفل، نذكر منها: (6)

  • الأهميّة النّفسية: تعمل القصص على تعزيز مشاعر الطّفل ومساعدته على معرفة أنواعها المُتعدّدة، فيعرف متى يشعر بالغضب أو الحزن او الفرح، أو عند الحاجة إلى الضّحك، وتساعده على محاكاة المواقف القصصيّة بما قد يواجهه في واقعه، فتسرّع من ردّة فعله وتساعده على استدراك الموقف أسرع من أقرانه غير القُرّاء. إضافةً إلى ما يقدّمه هذا النّوع من الأدب على تلبية رغبات الطّفل في الاكتشاف والبحث ما وراء المرئيّ والمُلقّن، فيروي عطشه العلمي وفضوله في البحث والاستكشاف.
  • الأهمّية اللغوية:يعتمد الأدب بشكل كبيرٍ على اللّغة التي ينقلها الكاتب إلى القارىء من خلال الكتب، والطّفل بذلك لا بدّ أن يكوّن معجماً لغويّاً خاصّاً به من خلال القصص التي يقرأها، فلا نعتمد اعتماداً تامّاً على المعلومة المُقدّمة، (مع أهميّتها البالغة في قصص الأطفال) حتّى لا تخرج القصّة من الإطار الأدبي القصصي إلى النّص العلميّ الجامد. وتظهر المهارات الأدبيّة على الطفل القارىء في المراحل الدّراسية الأولى، ويتفوّق على أقرانه لغويّاً وفكريّاً.
  • الأهميّة الاجتماعيّة: فالقصص الاجتماعيّة تنعكس من واقع الطفل ومحيطه الخارجيّ، وبذلك تعمل على تنمية مهاراته في التّواصل مع الآخرين، وتبعده عن الصّفات السّلبية؛ كالأنانيّة، والانطوائيّة، والغرور، وحبّ الذّات وغيرها، وتعوّد الطفل على أهميّة الالتزام بما يساعده على تنمية المجتمع والنّهوض به، كالالتزام بالقوانين واحترام قواعد السّير والمرور، والتّكافل الأُسريّ والاجتماعيّ.
  • الأهميّة التّاريخية والحضاريّة: لأنّ من ينسلخ عن ماضيه لن يتمكّن من النّهوض بحاضره، فلا بدّ للطفل من معرفة تاريخ حضارته وتراثه، وأشهر الشّخصيات التّاريخية التي أثّرت على مجرى التّاريخ وتركت بصمةً واضحةً في حياتنا، أو الأدبيّة التي شكّلت تراثاً هائلاً من إبداع العقل البشريّ، أو العلميّة التي ساعدت على تقدّم البشريّة وتطوّرها، فيختار قدوةً مما يراه مناسباً مُتماشياً مع ميوله العلميّة أو الأدبيّة دون الحاجة للّجوء إلى الشّخصيات الخيالية التي غزت برامج الأطفال المُتلفزة.

المراجع

(1) أدب الطفولة علم وفن .أحمد نجيب ص 64

(2) بتصرّف عن مقالة القصة وأثرها في بناء شخصية أولادنا، خليصة بنت معطى الله فارس، .alukah.net

(3) بتصرّف عن مقالة صفات كتاب الطفل، قحطان بيرقدار، alukah.net

(4) بتصرّف عن ماقلة ما لم يُكتب في أدب الأطفال، د. وفاء إبراهيم السبيل، alukah.net

(5) بتصرّف عن مقالة نحو مشروع مجلة رائدة للأطفال، library.islamweb.net

(6) بتصرّف عن مقالة من وظائف أدب الأطفال، قحطان بيرقدار، alukah.net

المقالات المتعلقة بقصص اطفال قبل النوم