عرف البشر النّباتاتِ منذ القِدَم، واستخدموها في غِذائهم ودوائهم، ومن النّباتات العُشبيّة التي استخدموها للعِلاج: الزّنجبيل، والقرفة؛ كلٌّ على حِدة، إلى أن بدأ النّاس بخلطهما للحصول على مشروبٍ لذيذٍ ومفيدٍ يجمع بين فوائدهما أو بعضها، فما هي فوائد مشروب الزّنجبيل والقرفة، وما الكميّة التي تُحقّق الفائدة والعلاج منه، والكميّة المسموح بتناولها من هذا المشروب، وما هي محاذير استخدامه، والأضرار التي يمكن أن يسبّبها؟
فوائد مشروب الزَّنجبيل والقرفةلمشروب الزَّنجبيل والقرفة خصائص طبيّة كثيرة؛ فالقرفة والزّنجبيل من مُضادّات الأكسدة القويّة التي تُساعد على الوقاية من الكثير من الأمراض وعلاجها؛ لما فيهما من عناصر غذائيّة،[١] وقد ذُكِر الزَّنجبيل في القرآن الكريم في سورة الإنسان في قوله سبحانه وتعالى: (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا )؛ وفيها يذكر الله سُبحانه وتعالى أنّ الزّنجبيل نوع من أنواع شراب أهل الجنة.[٢] ومن أهمّ فوائد مشروب الزنَّجبيل والقرفة ما يأتي:
محاربة السُّمنة والوقاية من مرض السُكّرينُشِرت دراسة عام 2014م في مجلّة (Journal of Ethnopharmacology) عن تأثير مشروب الزّنجبيل والقرفة على فئران مُصابة بمرض السكّري وتعاني من السُّمنة المفرطة؛ حيث تمّ وضع 200غ من مسحوق كلٍّ من القرفة والزّنجبيل في لتر ماء، وغلي هذه الكميّة عشر دقائق، ثمّ تصفيتها بطبقتين من الشّاش؛ للحصول على تركيز 20% من مشروب الزّنجبيل والقرفة، ثمّ إعطاؤه للفئران مدّة ستّة أسابيع بجرعات 200 و400ملغ لكلّ 1كلغ من مشروب الزّنجبيل، والجُرعة نفسها من مشروب القرفة على التوالي، وكانت النتائج على النحو الآتي:[١][٣]
نُشِرَت دراسة عام 2014م في المجلّة الإيرانيّة لعلم الطُّفيْليّات عن فعاليّة الزّنجبيل والقرفة في علاج داء الجيارديا لامبليا (حُمّى القندس)؛ وذلك بتحضير مُستخلَص ثنائيّ كلور الميثان من الزّنجبيل والقرفة عن طريق وضع 250غ من كلٍّ من مسحوق الزّنجبيل والقرفة في لترٍ من ثنائيّ كلور الميثان مدّة يومَين مع التّحريك المستمرّ، يتبعها التّرشيح، وتكرار هذه العمليّة ثلاث مرّات، ثمّ التّصفية باستخدام ورق التّرشيح، ثمّ إعطاؤه بجرعات مُحدَّدة للفئران المُصابة، وقد كانت نتائج هذه الدّراسة هي: قدرة الزّنجبيل والقرفة على تخفيض أعداد الكيسات الجيارديّة والطُّفيليّات في عينة البراز، وتحسين الأضرار التي أحدثَتها طفيليّات جيارديا لامبليا في بطانة الأمعاء، فأثبت هذه الدّراسة فعاليّة مُستخلَص الزّنجبيل والقرفة في علاج الالتهاب الناتج عن طفيليّات جيارديا لامبليا، واستخدامه كعلاج بديل للأدوية المُضادّة للطفيليّات.[٤]
الوقاية من مرض الزّهايمر وتحسين المزاجأكّد فريق من جامعة تل أبيب أنّ القرفة قد تساعد على الوقاية من مرض الزّهايمر؛ ذلك وفقاً لما ذكره البروفيسور مايكل أوفاديا من قسم علم الحيوان في جامعة تل أبيب، حيث بيّن أنّ القرفة تحتوي مركّباتٍ ذات خصائص تحدّ من تطوُّر مرض الزّهايمر.[٥] ولكلٍّ من القرفة والزّنجبيل خصائص مُهدِّئة للأعصاب، وبهذا يُمكنها المساعدة على الاسترخاء، والتخلُّص من الضّغوطات، وتحسين المزاج.[٦]
تسكين آلام العضلاتنُشِرت في عام 2013م في المجلّة الدوليّة للطبّ الوقائيّ دراسة أُجرِيت في مركز أبحاث الأمن الغذائيّ في جامعة أصفهان للعلوم الطبيّة، تناولت تأثير تناوُل الزّنجبيل والقرفة على التهاب العضلات وآلامها النّاتجة عن ممارسة التّمارين الرياضيّة على الرياضيّين من الإناث في إيران، وقد أُجرِيت الدّراسة على ستّين فتاةً تتراوح أعمارهُنّ بين 13-25 سنةً، حيث تناولنَ كلاً من مسحوق الزّنجبيل والقرفة بجرعة مقدارها 3غ مدّة ثمانية أسابيع، وقد كانت نتيجة الدّراسة عدم إحداث أي تغيُّر فعّال في مستوى إنترلوكين 6 وهي المادّة المُسبِّبة للالتهاب، ولكن كان للزّنجبيل والقرفة دور في الحدّ من آلام العضلات وتخفيفها، وتؤكّد هذه الدّراسة صحّة الاستخدام الشعبيّ والتقليديّ للزّنجبيل والقرفة في تخفيف آلام العضلات.[٧]
احتواء كميّاتٍ من مُضادّات الأكسدة القويّةنشر المركز الوطنيّ للمعلومات التقنيّة الحيويّة دراسةً أُجرِيت في قسم الغذاء والتّغذية في جامعة سان خوسيه في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة على الفئران المُصابة بالسكّري، وتأثير الزّنجبيل والقرفة على إنتاج الحيوانات المنويّة لديها، وقد بيّنت هذه الدّراسة قُدرة الزّنجبيل والقرفة على إنتاج هرمون التّستوستيرون، وزيادة إنتاج الحيوانات المنويّة الخالية من التشوُّهات، والحفاظ على حركتها، وتؤكّد هذه الدّراسة فعاليّة القرفة والزّنجبيل في الحفاظ على الصحّة الوظيفيّة للجهاز التناسليّ، والحفاظ على صحّة الحيوانات المنويّة لدى مرضى السكّري.[٨]
فعاليّة مشروب الزّنجبيل والقرفة في الحدّ من الإجهاد التأكسديّأُجرِيت دراسة في مركز أبحاث الأمن الغذائيّ في جامعة أصفهان للعلوم الطبيّة، ونُشِرت عام 2013م في المجلّة الدوليّة للطبّ الوقائيّ؛ تُبيّن تأثير تناول الزّنجبيل والقرفة على الإجهاد التأكسُديّ الناتج عن مُمارسة التّمارين الرياضيّة وكمال الأجسام على الرياضيّين من الإناث في إيران، وقد طُبِّقت الدّراسة على ستّين فتاةً تتراوح أعمارهُنّ بين 13-25 سنةً؛ حيث تناولنَ مسحوق كلٍّ من الزّنجبيل والقرفة مُنفردَين، بجرعة مقدارها 3غ مدّة ثمانية أسابيع، وقد كانت نتيجة الدّراسة عدم إحداث أيّ تغيُّر فعّال في مستوى مركّب مالونديالدهيد؛ وهو مؤشّر لوجود الإجهاد التأكسُديّ، أو تحسُّن في أداء التّمارين الرياضيّة وكمال الأجسام.[٩]
القيمة الغذائيّة للزّنجبيليُوضّح الجدول الآتي التّركيب الغذائيّ لكلّ 100غ من الزّنجبيل الطّازج:[١٠]
العنصر الغذائيّ القيمة الغذائيّة طاقة 80 سعراً حراريّاً ماء 78.89غ بروتين 1.82غ إجماليّ الدّهون 0.75غ كربوهيدرات 17.77غ حديد 0.6ملغ كالسيوم 16ملغ مغنيسيوم 43ملغ صوديوم 13ملغ بوتاسيوم 415ملغ فسفور 34ملغ زنك 0.34ملغ فيتامين ج 5ملغ فيتامين ب6 0.16ملغ فيتامين ب2 0.034ملغ فيتامين ب3 0.75ملغ فيتامين ب2 0.025ملغ حمض الفوليك 11 مايكروغرام فيتامين ب12 0 مايكروغرام فيتامين ك 0.1 مايكروغرام فيتامين هـ 0.26ملغ القيمة الغذائيّة للقرفةيوضّح الجدول الآتي التّركيب الغذائيّ لكل 100غ من القرفة المطحونة؛ حيث تحتوي ما يأتي:[١١]
العنصر الغذائيّ القيمة الغذائيّة ماء 10.58غ طاقة 247 سعراً حراريّاً بروتين 3.99غ إجماليّ الدّهون 1.24غ كربوهيدرات 80.59غ ألياف 53.1غ سكريّات 2.17غ كالسيوم 1002ملغ حديد 8.32ملغ مغنيسوم 60ملغ فسفور 64ملغ بوتاسيوم 431ملغ صوديوم 10ملغ زنك 1.83ملغ فيتامين ج 3ملغ فيتامين ب1 0.022ملغ فيتامين ب2 0.041ملغ فيتامين ب3 1.332ملغ فيتامين ب6 0.158ملغ حمض الفوليك 6 مايكروغرام فيتامين ك 31.2 مايكروغرام فيتامين هـ 2.32ملغ فيتامين أ 295 وحدةً دوليّةً التّداخلات الدوائيّة للزّنجبيل والقرفةيعتقد معظم النّاس أنّ الاعشاب الطبيعيّة لا تؤثّرعلى الدّواء، ولكنّ هذه الاعشاب في الحقيقة تحتوي مركّباتٍ كيميائيّةً تؤثّرعلى فعاليّة الدّواء، ممّا يُضاعِف خطورة تأثير التّداخلات الدوائيّة، فهي قد تزيد فعاليّة الدواء أو تُقلِّلها، أو تمنع عمله، الأمر الذي يؤدّي إلى ظهور أعراض ومُضاعَفات جانبيّة خطيرة، ولهذا تجب استشارة الطّبيب قبل تناول الزّنجبيل والقرفة في حال تناول الأدوية، ومن أهمّ التداخلات الدوائيّة للزّنجبيل:[١٢]
أمّا التّداخلات الدوائيّة للقرفة، فهي كما يأتي:[١٣]
للزّنجبيل كميّة مُحدّدة يوصى بتناولها، وهي على النّحو الآتي:[١٢]
الكميّة الموصى بتناولها من القرفة هي كما يأتي:[١٣]
لإعداد مشروب الزّنجبيل والقرفة، يجب تحضير المكوّنات الآتية:[١٦]
أمّا طريقة التّحضير، فتكون بغلي الماء، ومن ثمّ إضافة الزّنجبيل والقرفة، وتركه يغلي 20 دقيقةً، ويمكن تركه يغلي مدّةً أطول للحصول على مذاق وتركيز أعلى، ومن ثمّ تصفيته وتحليته بالعسل أو السكّر البنيّ.[١٦]
المراجعالمقالات المتعلقة بفوائد مشروب الزنجبيل والقرفة