يعود تاريخ العلاج بكاسات الهواء إلى قدماء الصينيّين والمصريّين وشرق الأوسطيّين،[١]ويُعرف هذا الأسلوب العلاجيّ بأنّه أحد أشكال العلاج البديل الذي يعمل عن طريق الشّفط؛[٢] حيث توضع كاساتٌ خاصّةٌ يتراوح قطرها من إنشٍ إلى ثلاثة إنشاتٍ على الجلد لشفطه،[١] وتُصنَع هذه الكاسات إمّا من الزّجاج، أو السّيليكون، أو الخزف، أو الخيزران.[٣]
فوائد كاسات الهواءالعلاج بكاسات الهواء له فوائد عديدة؛ إذ يُحسّن الدّورة الدمويّة في المكان الذي توضع فيه؛ حيث يساعد الشّفط على الشّفاء؛ وذلك بزيادة تدفّق الدّم، والتّخفيف من التوتّر العضليّ، ممّا يحفّز شفاء الخلايا، بالإضافة إلى تحفيز تدفّق ما يسمّيه الصينيّون بقوّة الحياة، أو ما هو معروف لديهم بالـ (qi)، كما تساعد كاسات الهواء أيضاً على تكوُّن أنسجةٍ ضامّةٍ وأوعيةٍ دمويّةٍ جديدةٍ،[٢] كما يساهم العلاج بها في تدليك الأنسجة العميقة.[٣]
كيفيّة العلاج بكاسات الهواءينقسم العلاج بكاسات الهواء إلى نوعين: النّوع الأول هو النّوع الجاف، والذي يعتمد على الشّفط فقط، وفيه يُوضع الكأس لمدّةٍ معيّنةٍ على الجلد لا تزيد غالباً عن عشر دقائق، ثمّ يُزال، أمّا النّوع الثّاني فهو النّوع الرّطب، الذي يعتمد على الشّفط، بالإضافة إلى النّزيف المُسيطَر عليه طبيّاً؛ حيث توضَع الكاسات لدقائق قليلةٍ على الجلد بأسلوب النّوع الجافّ نفسه، إلّا أنّ الاختصاصيّ يُزيلها بعد دقائق قليلةٍ من وضعها، ثمّ يعمل جرحاً صغيراً ليسحب كميّةً من الدّم من خلاله، ويُذكر هنا أنّ آثار كاسات الهواء تزول بعد نحو 10 أيّامٍ.[٢]
يتمّ العلاج بكاسات الهواء عن طريق تسخين الكأس بالنّار،[٢] وإشعال النّار باستخدام أيّة مادّةٍ قابلةٍ للاشتعال، منها: الكحول، أو الأوراق، أو الأعشاب،[٣] والتي توضَع مباشرةً في الكأس، ثمّ يُزال مصدر النّار، ويوضَع الكأس من جهته المفتوحة على الجلد مباشرةً، وعند وضعه على الجلد فإنّ الهواء يبرد داخله، ممّا يصنع شفّاطةً تسحب الجلد والعضلات باتّجاهها إلى الأعلى، الأمر الذي يحوّل الجلد إلى اللّون الأحمر؛ وذلك بسبب استجابة الأوعية الدمويّة لتغيّرات درجات الحرارة،[٢] ويُشار إلى أنّ بعض اختصاصيي كاسات الهواء الحديثين أصبحوا يستخدمون أدواتٍ مصنوعةً من المطّاط؛ لإنشاء الشّفّاطات بدلاً من هذا الأسلوب.[٢]
استخدامات كاسات الهواءتُستخدم كاسات الهواء في علاج العديد من الأمراض والحالات، منها:[٢]
أضافت جمعية الكاسات البريطانيّة إلى ما سبق بعض الاستخدامات الأخرى، غير أنّها ليست مدعّمة بالأبحاث، وتتضمّن هذه الاستخدامات علاج الآتي: [٣]
تُستَخدم كاسات الهواء في الأماكن الرئيسيّة للإِرْقَاء الإبريّ (بالإنجليزيّة: acupressure)؛ لذلك قد تكون فعّالةً في علاج المشاكل الجلديّة والهضميّة وغيرها من المشاكل التي يُستخدَم الإرْقاءُ الإبريّ في علاجها، كما تُعدّ كاسات الهواء فعّالةً بشكلٍ خاصٍّ في علاج الحالات التي تُفضي إلى ألم العضلات، لكنّ الدّراسات التي أظهرت فعاليّتها تحتاج الدّعم بمزيدٍ من الأبحاث للتأكّد منها.[٢]
الآثار الجانبيّة لكاسات الهواءالعلاج بكاسات الهواء يُعدّ علاجاً آمناً، إلّا أنّ بعض الآثار الجانبيّة قد تنجم عنه، سواءً أثناء العلاج به أو بعده مُباشرةً، وتتضمّن الأعراض التي من الممكن أن تصيب الشخص أثناء العلاج الآتي:[٢][٣]
أمّا الآثار الّتي قد تحدث بعد العلاج، والتي تستمرّ عادةً مدّةً بسيطةٍ، فتتضمّن الآتي:[٢]
إن لم يتّبع الاختصاصي الأساليب الوقائيّة الخاصّة بتنظيف البشرة، ومنع حدوث الالتهابات قبل القيام بجلسة كاسات الهواء وبعدها، فإنّ الشخص قد يُصاب بالالتهاب، وعلى الاختصاصيّ وقاية نفسه من الإصابة بالالتهابات التي تنتقل عبر الدّم، ومنها: الإيدز، وأنواع التهاب الكبد الوبائيّ التي تنتقل عن طريق الدّم، وذلك بالحصول على اللّقاحات اللّازمة، وارتداء القفّازات أثناء الجلسة، وعليه أيضاً ارتداء واقٍ للعينين ومريلةٍ.[٢]
أسئلة يجب سؤالها للطبيب المُعالجيُنصح بالتحدّث بشكلٍ مستفيضٍ إلى الطّبيب أو اختصاصيّ كاسات الهواء قبل الخضوع لهذا العلاج،[٣] وتتضمّن الأسئلة التي يجب طرحها على اختصاصيّ العلاج بكاسات الهواء قبل تجربة هذا العلاج الآتي:[٣]
يجب عدم استخدام العلاج بكاسات الهواء رغم فعاليّتها وأمانها لدى الفئات الآتية:[٢]
المقالات المتعلقة بفوائد كاسات الهواء