الزواج المبكر قديماً كان الشباب والفتيات يتزوّجون في سن مبكرة، ولكن زاد سن الزواج في العقود الأخيرة في مجتمعاتنا حتى وصل إلى ما بعد سن الثلاثين في أغلب الأحوال، وذلك لأسباب منها الضغوطات المادية والنفسية وارتفاع مصاريف الزواج والمهور، بالإضافة للتغيّر في التفكير ومستوى التعليم، ولكن على الرّغم من ذلك إلا أنّ الزواج المبكر له فوائد كثيره من الناحية العلمية، فيمكننا تعريف الزّواج المبكر على أنه عقد القران الشرعي الذي يتم بين رجل وفتاة يكون كلاهما بسنّ العشرينات أو أقل.
فوائد الزواج المبكر من الناحية العلمية - يكون الشخص أكثر استعداداً وتواصلاً مع شريك حياته؛ حيث إنّ الشخص مع تقدمه بالعمر قد يمر بتجارب فاشلة في البحث عن شريك حياته، ممّا يؤثر على قدرته وثقته في التعامل مع من هم حوله حتى شريك حياته، وبذلك قد تنشأ بعض المشاكل التي ستهدّد استقرار حياته، فالزواج المبكر يقي من هذه المشاكل ويجعل الشخص مهيّئاً نفسياً بشكل أفضل للارتباط دون خوف.
- يؤدي لاختيار شريك الحياة على أساس صحيح في الغالب، حيث يعتقد البعض أنّ الزواج المبكر قد يؤدّي لتهور الشخص وعدم توازن الأمور بالشكل الصحيح، ولكن في الحقيقة هو العكس، كون الزواج في هذه الفترة غير إلزامي، ولا توجد أيّ ضغوطات من المجتمع تجعل الشخص يحاول اختيار أي شخص للخلاص من الضغوطات المجتمعية فيكون اختياره غير موفّق.
- يصبح الشخص أكثر رضا عن الزواج وشريك الحياة؛ حيث توصلت دراسة علمية في عام 2010م لنتائج مفادها أن الأشخاص الذين تزوجوا قبل سن 25 كانوا أكثر رضا وسعادة ممَن تزوجوا بعد هذا السن، ويعتقدون أن السبب في ذلك يعود لجزء في العقل يُطلق عليه " قشرة الفص الجيني" هو المسؤول عن اتزان الإنسان ونضجه والذي ينضج بين سن 22-25.
- تأسيس الحياة بين الشريكين معاً منذ البداية وفي سن مبكرة، وذلك يتعلق بطريقة عمل الدماغ، فالدماغ قبل سن 25 يكون أكثر مرونة في ربط المسارات العصبية وتكوينها خاصّةً التي تتعلق بالحياة والمستقبل، فذلك يؤدي لجعل الشريك جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية.
- تسهيل بلوغ أو الوصول للأهداف، فعندما يساند كل شريك الآخر في سن مبكرة يؤدي ذلك لوجود دافع ومثابرة أكثر للوصول للأهداف.
- يكون الزوجان حاضرين بحياة أبنائهم لتربيتهم بالشكل الصحيح ويؤثر ذلك في طريقة تفكير الأبناء وحياتهم النفسية والاجتماعية، بحيث تكون أعمار الأبوين مقاربة لأعمار أبنائهم، فعندما يكون الابن الأكبر في الجامعة يكون الأبوان في نهاية الأربعينات أو بداية الخمسينات فتكون أفكارهما مُتقاربة مع أفكار أبنائهما.