صيام التطوّع ثمّة كثيرٍ من الأعمال الصالحة التي يُمكن أن يمارسها المسلم للتقرّب من الله عز وجل، منها صيام التطوّع الذي كان يرغّب به نبيّنا -صلى الله عليه وسلم-، كصيام الاثنين والخميس، وصيام الأيام البيض، ويوم عرفة وعاشوراء، وكذلك صيام ستة أيام من شهر شوال، وهذه الأيام التي لها فضائل عظيمة لو علمها المسلم لما فرّط بها، وخاصّةً أنها تقع بعد شهر رمضان لتدلّ على استمرار المؤمن في الطاعات وعدم انقطاعها بمجرّد انقضاء هذا الشهر الفضيل.
بعض فضائل صيام ستة أيام من شوال - سنّة عن النبي الكريم، ومن يحرص على تطبيق السنن بعد الفرائض فهو في أجر عظيم.
- صيام رمضان مع ستة أيام من شوال تعدل صيام الدهر: لأنّ الحسنة بعشرة أمثالها، فرمضان ثلاثون يوماً يُعادل صيام عشرة أشهر، وستة أيام من شوال تُعادل صيام شَهرين، وبذلك تُصبح عاماً كاملاً، وإذا استمرّ المسلم في هذا كلّ عام فكأنّه صام الدهر كله.
- اكتساب الصّائم محبّة الله تعالى بسبب اتّباعه سنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فقد جاء في الآية الكريمة قوله تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) {آل عمران:31}.
- فرصة لدعاء الله تعالى فيما يتمنّاه لأنّ دعاء الصائم لا يردّ.
- الاستمرار في الصيام بعد رمضان يُعدّ من باب شكر الله عزّ وجل على نعمته في مغفرة الذنوب؛ لأنّ الصائم يُغفر له ما تقدّم من ذنبه.
- جَبْر النقص والخلل الذي حدث في صيام رمضان من خلال هذه النافلة العظيمة، فيُصبح صيامه كاملاً لا خلل فيه وحتى يكون أجره تاماً.
- المداومة على الصيام بعد رمضان دليل على قبول عبادته في هذا الشهر الفضيل؛ لأنّ من علامة قبول العمل توفيق الله لأعمال صالحة أخرى بعده.
- الحصول على بركة السحور والتعجيل في الفطور؛ لأنّها علامة على الخيرية كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزالُ النَّاسُ بخيرٍ ما عَجَّلوا الفِطرَ) {متفق عليه}.
- إكساب الصائم شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة.
- النجاة من عذاب النار؛ حيث يجعل الله خندقاً بين الصائم وبينها، لأنّ هذا أحد أجور الصوم في سبيل الله، كذلك يبعد الله وجهه عن النار أربعمئة وعشرين خريفاً، لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا (من صام يومًا في سبيلِ اللهِ، باعَدَ اللهُ تعالى وَجْهَه عن النَّارِ سَبعينَ خريفًا) {متفق عليه}.
- حصول الصائم على أجرٍ لا يعلم قدْره إلا الله عزّ وجل؛ فقد جاء في الحديث القدسي: (يقولُ الله عزَّ وجَلَّ: الصَّومُ لي وأنا أجزي به؛ يدَعُ شَهوتَه وأكْلَه وشُربَه مِن أجلي) {متفق عليه}.