هو منحةٌ ربانيةٌ عظيمةٌ، فمن فاته وكان لاهياً ساهياً عنه فقد فاته الخير العظيم الذي لا يتكرّر إلا كلّ عامٍ مرّةً واحدةً، فرمضان خير الشهور وأعظمها، شهر الرحمة والغفران، شهر القرآن والعتق من النيران، يأتي حاملاً لنا الهدايا والعطايا، ويرحل حاملاً معه الأوزار والخطايا، ففيه تزداد الطاعات والعبادات، وتكثر النعم والبركات، ويزداد الخلق قُرباً من خالقهم ومحبّةً له؛ ففي النهار امتثال أمر الخالق العظيم بترك الأكل والشّرب والشهوات، وفي الليل تعجّ المَساجد بالمصلّين، فيشعر المسلم في هذه الأيّام الثلاثين، وكأنّه في الجنة من فرط سعادته ونشوته، فحريٌّ لمن ذاق هذه السعادة ألّا يُفرط بها بعد انتهاء شهر رمضان، بل عليه أن يواصل هذا الدرب وأن يبقى مُحافظاً على طاعته حتّى يلقى وجه ربه.
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلّم- قَالَ: (مَنْ صَامَ رمضان إيماناً واحْتساباً غُفِرَ لَهُ ما تقدَّم مِن ذنبه) {صحيح البخاري}، وعن أبي هريرة أيضاً أنّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- قال: (الصَّلواتُ الخَمْسُ والجمعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ مَا بينهُنَّ إذا اجْتُنِبت الْكَبَائر){رواه مسلم}.
أبرز ما يميّز شهر رمضان بعد صيامه وتلاوة القرآن صلاة التراويح؛ فهي من الصلوات النوافل التي يُقام بها الليل، فتبدأ من بعد صلاة العشاء وتمتدّ إلى صلاة الفجر، تُصلّى مثنى مثنى أي كل ركعتين معاً، ليس لركعاتها عددٌ محددٌ، بل للعبد أن يُصلّي كما يشاء، ومن أكثر من الخير فهو الفائز والرابح، وأفضل وقتٍ لها هو تأخيرها لآخر الليل.
المقالات المتعلقة بفضل صلاة التراويح في رمضان