ينضم النحل إلى عائلة غشائيات الأجنحة، وهي حشرة لاسعة، تعمل على إنتاج العسل وشمع النحل، ويوجد أكثر من عشرين ألف نوع من النحل، ويكثر انتشارها في كافة أنحاء العالم باستثناء القطب الجنوبي، ويتواجد النحل على شكل مجتمع ضخم يسوده التعاون وتسمى هذه المجتمعات بمملكة النحل.
يحتل المرتبة الأولى من حيث النفع على مستوى الحشرات، وذلك نظراً لما تقدمه هذه الحشرة للأزهار من تلقيح، كما يقدّم للإنسان العسل، ويتباين العسل في أنواعه ويختلف استخدام كل نوع من هذه الأنواع، ومن هذه الأنواع عسل السدر، والعسل الكشميري.
ورد ذكر العسل في بعض المواضع في الآيات القرآنية، بقوله تعالى "يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿69﴾ "سورة النحل، وتعتبر لسعة النحل وسيلة للدفاع عن النفس والتصدي لأي عدوان خارجي قد يهاجمها في عشها، وقد يكون هذا العدو أحد الآفات الشرسة من بينها الحشرات، أو الحيوانات التي تهاجمها للحصول على عسلها.
كما يمكن أن يكون عدوها الإنسان الذي يعمد كثيراً لمهاجمتها للحصول على العسل الذي أنتجته، وبشكل عام يفقد النحل حياته فوراً بعد لسعه للكائنات الحية نتيجة انفصال أمعاء النحلة عن جسمها.
يعتبر نحل العسل الأوروبي الأفضل، إذ يمتاز بإنتاجه الغزير للعسل، كما يعتبر نحل العسل الكرينيولي الفرنسي من أفضل أنواع النحل، أما النحل الجبلي فهو من أشد أنواع نحل العسل عداوة، وينتج النحل اليمني أجود أنواع العسل كعسل السدر الصافي.
يعتبر عالم النحل عالماً مليئاً بالخبايا والأسرار، إذ تسوده الدقة والانضباط والنظام، وتظهر عظمة الخالق سبحانه وتعالى في خلق مملكة النحل ونظامها وتعاونها، ويقسم العمل داخل هذا البناء الهندسي الرباني بين أفرادها.
صفات عامة للنحلتمتلك جميع أنواع النحل زوجين من الأجنحة الغشائية، وتكون هذه الأجنحة ذات حجم متباين، إذ تعتبر الأجنحة الأمامية أكبر من الخلفية، إلا أن بعض الأنواع ذات الأجنحة القصيرة - التي لا تساعدها على الطيران - تحصل على غذائها من الرحيق وحبوب الطلع التي تستقطبها من الأزهار الملقحة، كما تعتبر حبوب الطلع هذه مصدراً غذائياً لليرقات.
تضم مملكة النحل كلاً من ملكة النحل، والعاملات، وذكر النحل، وتتولى العاملات استخدام خرطومها الشافط لجمع الرحيق وامتصاصه للوصول إلى داخل الزهرة فتحمل على متنها حبوب الطلع بواسطة سلال خاصة توجد في أرجلها الخلفية.
يتألف جسم النحل من ثلاثة أقسام وهي الرأس، والصدر، والبطن، وتمتاز النحلة بامتلاكها خمسة أعين، كما تمتلك إناث النحل اثني عشر جزءاً من قرون الاستشعار، أما ذكور النحل فتمتلك ثلاثة عشر جزءاً من قرون الاستشعار، أما خاصية الإبرة فإنها تقتصر على الإناث فقط وتعتمد عليها بالدفاع عن نفسها، ويختلف حجم أنواع النحل بين بعضه البعض وتتراوح أحجامه ما بين اثنين إلى تسعة وثلاثين مليمتراً تقريباً.
يمتاز أفراد مملكة النحل بوجود ظاهرة السُكُر، خلال رحلاتها إذ تتناول أحياناً مواد مخدرة ومنها مادة الإيثانول، وهي عبارة عن مادة ناتجة عن تخمر ثمار ناضجة في الطبيعة، فتلعق النحلة جزءاً من هذه المادة المتخمرة فتفقد توازنها فتصبح ثملة تماماً كما هو الحال في البشر.
يواصل تأثير المادة المتخمرة في جسم النحلة لمدة تصل إلى ثماني وأربعين ساعة ويشار إلى أنها تصبح سيئة الطباع خلال سكرها، إذ تتصف بالعدوانية والأذى نظراً لدسّ هذه المادة المخدرة في العسل فيعمل على تسميم هذا العسل، ومن عجائب هذه المملكة أن النحل يميز النحلة الثملة من خلال رائحتها فتمنعها من الدخول إلى الخلية، إلى أن تفيق من سكرتها وزوال المؤثر السام من جسمها تماماً، وتعتبر النحلات bee bouncer هي المدافعة عن الخلية وحارسة عليها.
مكونات مملكة النحلتتكون مملكة النحل من التالي:
ملكة النحلتختلف عن باقي أفراد الخلية بصفاتها الجسمية، إذ تتصف بثقل وزنها، ولونها، ويمتاز حجمها بالكبر، بالإضافة إلى أن أجنحتها قصيرة، وذات جسد طويل وخرطوم قصير، ويفتقر جسم الملكة إلى سلة جمع الطلع وحبوب اللقاح، إنما يضم جسدها آلة وضع البيض على أرجلها الخلفية وتتخذ شكلاً مقوساً مسنناً تسنيناً خفيفاً، ولا يمكن أن تلسع إلا ملكة أخرى فقط.
تمتاز بوجود مبيضين بحجم كبير يحتلان موقعاً في بطنها، وتمضي الملكة كامل حياتها بين أسوار مملكتها، ولا تغادرها إلا للتلقيح أو التطريد، وتعتبر الملكة هادئة ووديعة، وتسير فوق الأقراص الشمعية داخل الخلية، وتقع مسؤولية رعاية الملكة على عاتق الشغالات، وكما تهتم بإطعامها وتزويدها بالغذاء الملكي، وتمضي حياتها في البيت الملكي داخل الخلية.
العاملاتخلق الله سبحانه وتعالى العاملة في مملكة النحل عقيمة لا تبيض، وطبيعة جسمها تفتقر لأجهزة التلقيح، ويكون رأسها ذا شكل مثلث، ويكون فمها مزوداً بأداة خاصة لجمع الرحيق والطلع من الأزهار الملقحة، وتستخدم أرجلها الأمامية في تنظيف قرونها، وتتعاون أجزاء فمها وأرجلها الخلفية لجمع اللقاح من الأزهار.
تمتاز بوجود غدد تقع تحت بلعومها تختص بإنتاج الغذاء الملكي لتقديمه للملكة ويرقاتها، كما أن جسمها يحتوي على غدد خاصة لإفراز الشمع وغدة الرائحة، وتعتبر معدتها كبيرة الحجم حتى تكون قادرة على تخزين أكبر قدر ممكن من الرحيق، وتمتلك أداة لسع ذات استقامة وذات أسنان حادة، وتتوافق تركيبة جسم النحلة العاملة مع طبيعة الوظيفة التي وجدت من أجلها.
ذكر النحليمتاز حجم ذكر النحل بالضخامة، إلا أنه أقل طولاً من الملكة، كما تفتقر نهاية بطنه للنهاية المدببة وآلة اللسع، ويحصل على غذائه من العيون السداسية في الخلية باستخدام الأجزاء الماصة في فمه، ويمتلك أرجلاً خلفية غير مهيأة لجمع الطلع وحبوب اللقاح، كما أنه يفتقر إلى غدد إفراز الشمع والغذاء الملكي، ويمتلك جهاز تناسلي ذا حجم كبير، وتقتصر وظيفته على تلقيح الملكات في الخلية، وتفقد هذه الذكور حياتها على الفور بعد أن تؤدي وظيفتها في تلقيح الملكة نظراً لانفصال الجهاز التناسلي وبقائه في مؤخرة الملكة.
بيض ملكة النحلتعمل الملكة بعد قيام الذكر بتلقيحها على وضع نوعين من البيض، ويصنف إلى بيض مخصب وآخر غير مخصب، ويكون على النحو التالي:
تتصف بيوض النحل بأنها ذات شكل منجلي أبيض اللون، تزن ما يقارب 0.132 ملليغرام، ويصل طولها إلى 1.5 مم بعرض 0.3 مم، وقبل أن تقوم الملكة بوضع بيوضها داخل أي عين من العيون السداسية، فإنها تتفقد الخلية وتتفحصها للتأكد من عدم وجود بيوض أخرى فيها,.
تعمل الملكة على سحب رأسها بعد أن تتأكد من خلوها، وتبدأ بوضع البيضة داخل العين السداسية خلال ثوان، وبدورها تلتصق هذه البيضة بداخل الخلية بشكل عمودي، ويصل عدد البيض الذي تضعه الملكة خلال أول سنتين من حياتها إلى مليوني بيضة تقريباً.
المقالات المتعلقة بعالم النحل