الطفل العنيد العناد عند الطفل ظاهرة تعبّر عن محبّته لفرض سيطرته وتصرفاته وآرائه، وعدم اكتراثه بما يمليه عليه الآخرون، وقد تكون هذه الصفة او الظاهرة ولدت مع الطفل وقد تكون نشأت بعد الولادة، إما بسبب فرط نشاطه أو حدّة ذكائه أو محاولته لإثبات شخصيّته وقدرته على الاستقلالية أو أسباب أخرى سنذكرها في هذا المقال، وعلى كل حال فإنّ هذه الصفة يجب أن تُعالَج، وهناك طرق عديدة يمكن اللجوء إليها.
أسباب عناد الطفل - إثبات الذات: فقد يحاول الطفل في مرحلة من مراحل نموه النفسي إثبات شخصيته وعدم اتكاليته على الكبار، فيصرّ على فرض آرائه ويمتنع عن تنفيذ أوامر والديه ليثبت أنّه جدير بالمسؤولية.
- الدلال الزائد وتلبية جميع رغباته وعدم رفض أي طلب له، وهذا يزيد عناده وفرض سيطرته.
- تقليد الكبار ومحاولة إثبات أنّه كبير يعرف التصرف ولم يعد صغيراً.
- وجود إعاقة أو مشكلة عنده تشعره بالعجز؛ فيلجأ للعناد لإثبات العكس.
- استمرار الوالدين في إملاء الأوامر والتعليمات وفرضها بطريقة جافة تجعله مقيَّداً.
طرق علاج الطفل العنيد - التقرب منه وإشعاره بالحنان والمحبة وبقيمته كفرد فاعل من أفراد الأسرة، بشرط عدم الإفراط في تدليله وتلبية جميع رغباته.
- ضبط النفس واليقين أنّ التخلص من عناد الطفل لا يكون بمزيد من الصراخ وإملاء الأوامر، فهو بذلك لن يخضع، إنّما سيزداد تحدياً وإصراراً على العناد.
- إفهامه أنّ الله تعالى لا يحب هذا السلوك ولا يرضى عنه.
- البعد عن إلقاء الأوامر عليه أو إشعاره أنّ عليه واجباً وسينفذه، ومحاولة تغيير الأسلوب والطلب بشكل غير مباشر أو بأسلوب ليّن، فمثلاً إذا أرادت الأم من ابنها ترتيب غرفته فلا تلجأ إلى إملاء ذلك عليه، إنّما تقول: أنا أحبك عندما ترتّب غرفتك، أو: يعجبني ابن جيراننا فلان لأنّه يرتب غرفته وتصبح جميلة ونظيفة، عندها سيسارع الطفل إلى الاعتناء بنظافة غرفته وترتيبها لينال إعجاب أمه ومحبتها وثنائها، وليكون في نظرها أفضل من غيره.
- محاورته عند وقوع تصرف عنيد منه، ومحاولة إفهامه أنّ هذا التصرف لا يليق.
- استخدام أسلوب القصة، والحديث عن القدوات وحياتهم التي لا تحتوي على العناد، وأنّ اللين من صفاتهم التي جعلتهم عظماء، وخير القصص هي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.
- عدم اللجوء إلى طلبات صعبة وتحتاج إلى طاقةٍ كبيرة أو وقتٍ طويل.
- مدحه والثناء عليه عندما يتصرف تصرفاً إيجابياً، وهذا سيخفف عناده تدريجياً وسيجعله مع الوقت يخضع ويلين.
- الابتعاد عن وصفه بالعناد أو مقارنته بغيره وأنهم ليسوا عنيدين مثله.
- استخدام أسلوب العقاب عند قيامه بتصرف عنيد، كحرمانه من شيء يحبه، أو النظر إليه بنظرات تشعره أنّه مذنب، وتكون طريقة العقاب حسب طبيعة الموقف وطبيعة الطفل، فالعقاب يجعله يفكر في عدم تكرار هذا السلوك مرة أخرى كي لا يتعرض للعقاب مجدداً.
- تركه في بعض الأحيان لينفذ القرار الذي اتخذه وأصر عليه، لتحمل بعد ذلك عواقب خطئه ويشعر بأنّ سلوكه لم يكن صحيحاً وأن أمّه أو أباه هو المحق في رأيه.
- تخصيص أوقات للعب معه وإشعاره بالقرب منه.