المال بلا شكّ هو زينة الحياة الدّنيا، ووسيلة قضاء الحاجات، ومظنّة العيش الكريم في هذه الحياة الدّنيا، ولا يوجد إنسان عاقلٌ لا يسعى لكسب المال ذلك أنّ كثيرًا من متطلّبات الإنسان لا تتحقّق إلا بوجوده، ويكفي الإنسان أن ينزل إلى الأسواق التّجاريّة مرّةً واحدة ليدرك مدى أهميّة المال لشراء الحاجيّات وتلبية متطلّباته الأساسيّة والكماليّة.
ولكن يجب على الإنسان أن يدرك بأّنّ المال ما هو إلّا وسيلة من الوسائل، ولا يجب بحال أن تتحوّل تلك الوسيلة إلى غاية؛ حيث يصبح الإنسان عندئذ أسيرًا وعبدًا لها، وفي الحديث بما معناه: (تعس عبد الدّينار، تعس عبد الدّرهم)، وعلى الإنسان أن يدرك أنّ المال هو مال الله تعالى وإنّما هو مستخلف فيه فقط ومحاسب على كيفيّة التّعامل معه وكيفيّة إنفاقه، كما أنّ على الإنسان أن يكون رشيدًا في إنفاقه للمال، وأن يحسن التّصرف فيه فلا يجعل يده مبسوطةً ينفق كما يشاء ولا يجعلها مغلولةً إلى عنقه وإنّما يكون حكيمًا في إدارة ماله.
طرق توفير المال هناك طرق كثيرة تساعد الإنسان على توفير المال نذكر منها:
- وضع برنامجٍ معيّن للإنفاق يتضمّن أولويّات الإنسان في الشّراء؛ فالإنسان بلا شكّ يشتهي أشياءً كثيرةً في حياته، ولو ترك الإنسان نفسه على عواهنها لأنفق كلّ ماله من دون أن يشبع رغباته كاملة، وبالتّالي على الإنسان أن يضع أولويّات في شراء احتياجاته، فمثلا عليه أن يقوم بشراء أساسيّاته أولاً، ثمّ بعد ذلك ينظر فيما بقي عنده من مال، وهل يستطيع أن يشتري به جزء من الكماليّات أم لا، ثمّ بعد ذلك يقوم بتوفير جزء من المال ووضعه جانبًا تحسّباً للظّروف الطّارئة التي يمكن أن تحصل مستقبلًا، وبالتّالي فإنّ حسن وضع الأولويّات في الشّراء تحتل على حيّز كبيرٍ في قضيّة توفير المال.
- طريقة توفير المال عن طريق الإيداع في البنوك أو الطّريقة التّقليديّة؛ حيث يتم وضع المال فيما يسمّى بـ" الحصّالة "، وهذه الطّريقة هي بلا شك طريقة جيّدة للتّوفير؛ حيث يقوم الإنسان بوضع جزءٍ ولو يسيرًا من المال في مكانٍ معين مثل البنوك، أو أدوات الحفظ كالصّناديق أو العلب البلاستيكيّة التي تسمّى بـ" الحصّالات "، وإنّ هذا الطّريقة لا يشعر بها الكثير من النّاس؛ بل إنّ كثيرًا منهم يتفاجؤون بوجود رصيدٍ لا بأس فيه من المال المدّخر بهذه الطّريقة.
- امتلاك مهارات الشّراء، فكثيرٌ من النّاس في وقتنا الحاضر يقومون بتوفير المال بسبب امتلاكهم لمهارات الشّراء ومفاصلة البائعين في الأسعار .