اصطفى الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرّسل من بين البشر فكانوا أكمل النّاس أخلاقًا، وأنبلهم صفاتًا، وأجملهم سمتًا، وقد كلّفهم الله تعالى بحمل أمانة تبليغ شرائعة ورسالاته إلى النّاس فكانوا خير مبلّغٍ وناصحٍ أمين لأممهم التي أرسلوا إليها، فما هي صفات نبيّ الله يوسف عليه السّلام التي تميّز بها؟
صفات النّبي يوسف عليه السّلام - الصّبر: فقد كان من صفات سيّدنا يوسف عليه السّلام أنّها كان صابراً على المحن والابتلاءات التي تعرّض لها، والتي لم تلن من عزيمته، ولم تفتّ من عضديه، ومن هذه الابتلاءات يوم ألقاه أخوته في البئر من بعد أن كادوا له فظلّ فيه ثابتاً موقناً بفرج الله تعالى حتّى جاءت السّيارة فالتقطوه من البئر، وكذلك محنة السّجن حينما تآمرت عليه النّسوة وامرأة العزيز، فظلّ صابراً مؤقناً بموعود الله له حتّى أتاه الفرج بعد سنين من الصّبر حينما أخرجه الملك من السّجن واتّخذه وزيراً مقرباً.
- الإخلاص: فقد كان نبيّ الله يوسف مخلصاً في رسالته ودعوته، ومن الأمثلة على هذا الإخلاص أنّ همّ الدّعوة إلى دين الله تعالى لم تغب عنه حتّى في لحظات السّجن المريرة المظلمة، فحينما جاءه رفقاء السّجن ليأوّل لهما رؤياهما، فكان أن خطابهما ابتداء خطاباً دعويًّا مذكّراً إيّاهما بالله تعالى ووجوب الإيمان به وتوحيده.
- الأمانة: فقد كان يوسف عليه السّلام مثالاً في حفظ الأمانة حينما أوكلت له مهمّة القيام برعاية خزينة مصر وبيت مالها فكان خير من يقوم بهذه المهمّة على وجهها .
- قوّة الإيمان: فقد تعرّض نبيّ الله يوسف عليه السّلام إلى إغراء امرأة العزيز بجمالها ومالها فجاهد ذلك كلّه بإيمانه وحفظ الله تعالى له، كما تجلّى إيمانه حينما دعته النّسوة إلى الفاحشة فآثر السجن على ذلك حينما قال: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 33].
- العفو والتّسامح: فعلى الرّغم ممّا صنعة أخوة يوسف به حينما ألقوه في غياهب الجبّ، وما سبّبه ذلك من ألمٍ شديد لوالده النّبي يعقوب عليه السّلام حينما ابّيضت عيناه من الحزن بسبب ذلك، إلّا أنّ ذلك كلّه لم يقابل عند يوسف عليه السلام إلاّ بالعفو والتّسامح، قال تعالى على لسان يوسف: (قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف: 92].
- الذّكاء والحيلة: فقد احتال سيّدنا يوسف عليه السّلام على إخوته حيلةً مشروعة حينما وضع صواع الملك في رحل أخيه حتّى يتمكّن من أخذه ليكون في حفظه ورعايته.