تعتبر السيدة فاطمة الزهراء واحدة من أعظم نساء الأمة الإسلاميّة على الإطلاق، فهي أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبيبته، وهي أول من لحق به من بيت النبوة، وهي بنت السيدة العظيمة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي زوج الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأم السبطين: الحسن، والحسين رضي الله عنهما، وفضلها عظيم جداً، ومكانتها رفيعة سامية، لا تدانيها أي امرأة أخرى. وفيما يلي نذكر أبرز صفات السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
صفات فاطمة رضي الله عنها سيدة نساء العالمينفضل السيدة فاطمة رضي الله عنها بلغ مبلغاً عظيماً ليس لأي امرأة أخرى سوى الثلاثة اللواتي ذُكرن في الحديث النبوي الشريف معها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حُسْبُكَ من نساءِ العالمينَ مَرْيَمُ ابنةُ عِمْرانَ وخديجةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ وفاطمةُ بنتُ مُحَمَّدٍ وآسِيَةُ امرأةُ فِرْعَوْنَ)[صحيح]. ولم تبلغ السيدة فاطمة الزهراء هذه المنزلة الرفيعة الساميّة إلا لأنها كانت امرأة فريدة، لا تتكرر.
من أهل الكساء لما نزلت الآيّة الكريمة: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)[الأحزاب: 33] كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، فدعا صلى الله عليه وسلم السيدة فاطمة الزهراء، والإمام علي، والحسن، والحسين رضي الله عنهم، وجلَّلهم بالكساء، وقال (اللَّهمَّ هؤلاءِ أَهْلُ بيتي فأذهِب عنهمُ الرِّجسَ وطَهِّرهم تطهيرًا)[صحيح]. وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على الخصوصيّة التي كانت هذه السيدة العظيمة تتمتع بها. رفيقة رسول الله عليه السلام كانت فاطمة رضي الله عنها دائمة المرافقة له صلى الله عليه وسلم منذ طفولتها، إلى أن التحق صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، ومن هنا فقد شهدت العديد من المشاهد، والمواقف معه صلى الله عليه وسلم، ودافعت عنه، وعانت معاناته، وذبَّت عن الدين الحنيف ما أمكنها ذلك، فكانت من أعظم الداعيات إلى الله تعالى. الوفاء والتواضعلم تعرف نساء العالمين امرأة أشد وفاء، أو أكثر تواضعاً من السيدة فاطمة الزهراء، على الرغم من أنها جمعت المجد من كافة أطرافه، فيكفيها أنها ابنة سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، ويكفيها من الشرف أنها سيدة نساء العالمين، ويكفيها أنها أم السبطين، ومع ذلك، فقد كانت بسيطة جداً، حريصة على بيتها، وعلى زوجها، قانعة بما لديها، مع أن بيتها كان خالياً من مقومات الحياة الرغيدة.
التديُّن وشكر الله عز وجل رغم كل الصعوبات التي مرَّت بها هذه السيدة الكريمة، إلا أنها كانت دائماً راضيّة، صابرة، شاكرة لأنعم الله تعالى عليها، وعلى كل من حولها، ومن هنا فقد استحقت هذه السيدة هذه المنزلة العظيمة.المقالات المتعلقة بصفات السيدة فاطمة الزهراء