المؤمن يسعى المؤمن دائماً إلى التقرّب من ربّه ليفوز بمحبّته ورضاه، ويحظى بمعيّته وتأييده في أموره كلّها، وذلك من خلال امتثال أمره واجتناب نهيه وفعل الأعمال الصالحة التي توصله إلى هذه الغاية السامية. كيف يعرف هذا المؤمن أنّه أصبح وليّاً لله تعالى؟ وما الخصال التي يجب أن يتحلّى بها ليصل إلى مرتبة الولاية؟
معنى وليّ الله يُطلِق الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى اسمَ وليّ على من يوالي الطاعات، أي يتابعها، وهو عكس العدو، كما أنّه هو الذي يتقرّب إلى الله تعالى بفعل ما يُحب وترك ما يبغض، وهو من يتولّى الله أمره ويخصّه بعنايته وحفظه في شؤونه كلّها.
صفات أولياء الله - العلم بأسماء الله الحسنى وصفاته: والعلم بشرعه وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم.
- الصلاح والتقوى: الوليّ يحرص على فعل كل ما يرضي ربّه واجتناب كل ما يغضبه، ويتحرّى الفرص ليقوم بعمل صالح؛ لأنّه وصل إلى درجة يعرف فيها قيمة الأعمال الصالحة وعظم أجرها، ويعرف بالمقابل الضيقَ الذي سيكتنفه في حال عصى الله تعالى ولو بذنب صغير.
- التوحيد الخالص: يؤمنون بالله وحده ولا يشركون معه أحداً، لا يتكلون إلا عليه ويعلمون أنّ كل ما يجري في الكون هو بتقديره، ولا أحد يستطيع فعل شيء إلا بإرادة الله.
- إحياء الليل في عبادة الله تعالى: من خلال الدعاء والمناجاة والتضرّع والانكسار، وقراءة القرآن الكريم وتدبّره والتّفكر فيه، والصلاة والذكر والاستغفار. فلا يصل إلى مرتبة الوليّ إلا من ترك كابد نفسه وهجر فراشه وترك لذّة النوم وهرع إلى خالقه ليأنَس بمناجاته.
- التوازن في الأمور كلها: معتدلون في تلبية احتياجاتهم الجسديّة والروحيّة؛ فلا يجعلون للجسد نصيباً يطغى على نصيب الروح ولا العكس، ومعتدلون في الإنفاق؛ فلا تبذير عندهم ولا تقتير. كذلك حالهم في إعطاء كل ذي حقٍّ حقّه.
- تكريم الله تعالى لهم بنسبتهم إليه: فأصبح اسمهم "عباد الرحمن". ونسبة الله عبدٍ إلى اسم من أسمائه يعني حصولَه على شرف كبير ومحبّه منه تعالى.
- حرصهم على آخرتهم: وخوفهم من العذاب فيها ودعاؤهم إلى الله بالرحمة والإجارة من النار وصرف عذابها عنهم.
- كفّ الأذى: والاعتداء عن الناس.
- البعد عن الفاحشة: والرذيلة ومزالق الشهوات.
- الحلم والعفو والصبر على الأذى: وكلها أخلاق حسنة حث عليها الدين الإسلامي.
- التوبة العاجلة: عند اقتراف الذنب.
- الاهتمام بشؤون أسرهم: والحرص على صلاحها ونشوئها نشأةً تُرضي الله تعالى.
- الحرص على صلاح المجتمع: وهداية الناس إلى الحق والخير.
- التواضع: وحُسن الخُلق والبعد عن التكبر والغرور.
- البعد عن المعاصي: وتجنّب مجالسها.
- الاتعاظ بمعاني آيات الله: والوقوف عليها وفهمها والتفاعل معها والعمل بها.