مما لا شكّ فيه أن الإنسان تطوّر حضرياً، فهو يبحث دائماً عن كل ما هو جديد ومتطور لخدمته وتسهيل سبل حياته، ومن أجل تحقيق احتياجاته جاب البلاد واستقر في مختلف الأماكن، وكان دائماً يبحث عن المناطق الغنيّة بالمياه والأرض الخصبة، فالبعض اعتمد على رعاية الإبل والأغنام والتنقل من مكانٍ للآخر من أجل تأمين غذائها ومائها، والاعتماد عليها في الغذاء والملبس والتنقل وهم البدو، واستقرت بعض الفئات استقراراً كاملاً حول الأنهار وامتهنت الزّراعة لتأمين احتياجاتها وبنت مستعمراتٍ خاصةٍ بها، ونظّمت أمورها الداخليّة والخارجيّة وهي ما تسمى بالقرى، ولم يكتفِ الإنسان بذلك إنما دأب للبحث عن كل ما هو متطور فبنى المدن التي يعتمد عمل أهلها على الصناعة والتجارة وتقديم الخدمات واستخدام المنتجات الزراعيّة والحيوانيّة كنوعٍ من المواد الأساسية لعملية الصناعة.
المدينةلم يستطع العلماء والدراسون التوصل إلى تعريفٍ واضحٍ ومشترك للمدينة، فقد عرّفها لوكوربزيه بأنّها (هي الناس والمواصلات وهي التجارة والاقتصاد، والفن والعمارة، والصلات والعواطف، والحكومة والسياسة، والثقافة والذوق، وهي أصدق تعبير لانعكاس ثقافة الشعوب وتطور الأمم، وهي صورة لكفاح الإنسان وانتصاراته وهزائمه، وهي صورة للقوة والفقر والحرمان والضعف) ويتضح من هذا التعريف بأنها عبارة عن تطور حضارات الأمم ومظهر من مظاهر امتيازها وقوتها، وتعد ذات كثافة سكانية كبيرة مقارنةً بالريف أو البادية.
إيجابيات وسلبيات المدينة إيجابيات المدينةالمقالات المتعلقة بسلبيات وإيجابيات المدينة