تنفرد سورة التوبة من بين سور القرآن الكريم بعدم افتتاحها بالبسملة، أي قول "بسم الله الرحمن الرحيم"، تأتي السورة في المنزلة التاسعة من حيث الترتيب في القرآن الكريم، ويبلغ عدد آياتها مئة وتسع وعشرين آية كريمة، وهي من السور المدنية باستثناء الآيتين الأخيرتين فإنهما مكيتان، وهي في الجزأين العاشر والحادي عشر من أجزاء القرآن الكريم، ويعود تاريخ نزولها تحديداً بعد غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة، وتسمى أيضاً بسورة البراءة، وجاء نزولها بعد نزول سورة المائدة.
التسمياتجاءت تسمية السورة "التوبة" من التوبة التي منّ الله سبحانه وتعالى بها على رسوله صلى الله عليه وسلم وأتباعه من المهاجرين والأنصار، حيث جاءت هذه التوبة كثواب من الله على من ساند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساعات عصيبة مّر بها في غزوة تبوك، حيث ذاع الخوف والذعر في قلوب المنافقين، ويُخصّ بالذكر ثلاثة من المسلمين كانوا قد تراجعوا عن صفوف المسلمين في الغزوة، وهم: مرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، وكعب بن مالك، وتحمل السورة أكثر من عشرة أسماء، ومن هذه الأسماء:
تركز هذه السورة على الجوانب التشريعية في الإسلام، وتعتبر من السور الأخيرة التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وهي أول سورة نزلت بعد انتهاء غزوة تبوك، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أبلغ عليّاً بن أبي طالب بما جاءت به السورة من أحكام، وأمره باللحاق بأبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى الحج ليبلغه ذلك.
سبب النزولنزلت سورة التوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبلغه بتوبة الله سبحانه وتعالى على المتخلفين عن غزوة تبوك، ويذكر بأنهم كانوا قد تراجعوا عن ساحة المعركة دون عذر، ثم نزل بهم الندم الشديد حين رأوا بأنهم مع النساء في المدينة وباقي الرجال والصحابة إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساحة الجهاد، وأمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يطلق المتخلفين الثلاث ويعذرهم.
المقالات المتعلقة بسبب نزول سورة التوبة