أشتاق لذلك الزمان الذي كنتُ أؤمن فيه أن مَشاكلي يمكن أن تُحل بـقطعة شوكولاته.
كن كالطفل وافرح بما تحصل عليه مهما صغر، ولا تقارن ما عندك بما عند الآخرين، لأن ذلك يحرمك من الاستمتاع بما عندك.
أحياناً ، نكون كـ الأطفال نكسر لعبتنا ثم نبكي عليها! نكسر” مجاديف" أنفسنا قبل أن نحقق هدفنا ثم نبكي على فقده !
العقلاء هم الاطفال ، يضحكون متى أرادوا ويبكون ... أما الكبار فهم مرضى كبرياء.
حين نَمر بالأماكن التي تحمل الكثير من الذكريَات ! ونقف أمام كل زاويه مسترجعين كل الاحَداث فالواقع نحَن لا نشتاق لتلك الاوقات فقط . . بل إننا نشتـاق لـ ( أنفسنا ) وكيف كنا حيْن ذاك نشتاق ان نعود لتلك التصَـرفات من جدَيـد . نشتاقْ لذاتنا اكثر من الأماكن.
قلت في نفسي ليت تلك الأيام تعود . . حاملةً بين طياتها الكثير من الذكريات . . عندما كبرت إكتشفت أن هذه الحياة ما هي إلا سراب . . نعم سراب لأنك كلما كبرت . . تكبر معك همومك و أحزانك . . عودي يا طفولتي الجميلة و احمليني . . و أحيلي الصحراء في الحب حقلاً . . ليتك تعودين.
أياماً جميلة مَضت بلا عودة طوتها أغبِرةَ الحنين، وأشعلها الاشواق حينما مرَّ بي قِطارُ الذّكرياتِ مُسُرعاً على انقاض ديار الأحبة.
حينما أُقلِبُ تلك الصفحات العطرة من سجلاّتِ حياتي أراها أياماَ ضَاحكة، ُمشرقةً مملُئةً بالعُنفوان، ممُزوجةً ببساتين الحُبِ الصادق متراميةً على اطراف نوافذي، مع رائحة ياسمين فجرِ وليد يتجدد فيه براءة الروح النقيّة.
تذكرتُ جدتي وهي تُشعل مصابيح البيت على منارات حكاياها الشيّقة ممسكةً سجلاتِ دفاترها المُهترئه . . ممزوجةً بنصائحها العطرة وحِكَمها التي لا تنتهي حرصا علينا.
عالم الطفولة لا يفهمه إلا من عاشه . . وأمان الطفولة عالم جميل له قوانينه . . فلا يوجد هناك من يحمل الكره و الحقد على غيره . . بل تجمعهم رابطةٌ واحدة . . ألا وهي رابطة الحب و البراءة . . آه ما أجملها من أيام.
كبرنا وما زلنا نبحث عن الأمان . . عن الصدق . . عن الوفاء . . عن قلوب صافيه كقلوب الأطفال . . قلوب صادقة لا تعرف الكره والحقد والخيانه والغدر . . قلوب بريئة طاهرة نقية ... نعم كبرنا لكننا ما زالنا نعشق الطفولة . . ونتمنى لو يعود بنا الزمن كما كان.
أحنّ إلى تلك الطفولة البريئة التي ما فارقت روحي يوماً.
يا حسرتاه على أحلام جميلة ضاعت . . ودنيا رائعة فاضلة رأيناها بعيون الطفولة البريئة.
هي الماضي و الزمن الجميل الذي كان . . هي البراءة والصفاء والنقاء ، فعندما كنا أطفالاً كنا نحسب الأيام والسنين لنصبح كباراً نضج . . وعندما رشدنا تمنينا لو أصبحنا طيلة العمر أطفال.
عندما يداعبنا الحنين إلى الماضي البعيد عن طفولة بريئة وأيام سعيدة ، حينها تعرف أن هناك أيام لن ترجع وسنين قد مضت وأيام لن تأتي ، وحينها تتذكر تلك السنين وتشعر برغبة قوية للعودة لها بدون قيود ولا هموم ، نعيش على براءة وطهرة قلوب . . أطفال في زمن بعيد ، والآن أصبحنا كومه من الهموم والأوهام الزائفة ، نعيش في حياة واحدة ، مختلفين في تلك الظروف ضائعين لا نعرف أين ذلك الحنين.