الطفولة المبكرة تمتدّ الطفولة المبكّرة من عمر الثلاث سنواتٍ إلى ست سنواتٍ، وهي مرحلة ما قبل الدخول إلى المدرسة، وتُعدّ ذات أهميّةٍ بالغةٍ في حياة الطفل لأنه يشعر ويدرك ما يُحيط به ويتفاعل مع البيئة المحيطة ويكتسب التوافق الصحيح معها، ويتعرّف على النظم والتقاليد الاجتماعيّة، ويستطيع تكوين العادات الانفعالية نحو الآخرين، وخلال هذه المرحلة أيضاً يلاحَظ النمو السريع للطفل وخاصّةً قدرته اللغوية.
في الغالب يتم إلحاق الطفل بالروضة أو رِياض الأطفال في هذه المرحلة العمريّة لتزداد قُدرته على التَعلّم والانسجام مع الأطفال الآخرين الموجودين معه في الصف نفسه، وتختلف الاستجابة لهذه الروضة من طفلٍ لآخر اعتماداً على عوامل عدة.
خصائص نمو الطفل في الروضة ركّز علماء النفس على ضرورة الاهتمام بالطفل في هذه المرحلة لأنها ستؤثّر بشكلٍ مباشرٍ في شخصيته مستقبلاً، ومهما كبر فإن العديد من المواقف تكون مخزّنة داخل عقله وتسيّره في اتجاهٍ معيّن، لذلك على المربّين والأهل معرفة خصائص نمو الطفل في هذه المرحلة للتمكّن من مراقبتها والتأكد من نمو الطفل بالشكل السليم، ومن هذه الخصائص:
- يكون النمو الجسمي في هذه المرحلة أبطأ ممّا كان عليه في المرحلة السابقة، ولكن الطفل ينمو ليصل في عمر السادسة إلى 43% تقريباً من النمو النهائي.
- يظهر تفضيل اليد اليمنى عند معظم الأطفال فيستخدمونها بشكلٍ صحيحٍ، ولكن قد يلجأ البعض لاستخدام اليد اليسرى، وعلى الأهل محاولة تدريب الطفل الذي يستخدم اليسرى على استبدالها باليمنى فمع التدريب المستمر يستطيع ذلك.
- تظهر المهارات الحركيّة بشكلٍ واضحٍ لتنم عن طفلٍ اجتماعي، فيميل إلى اللعب، وكلّما تقدّم في العمر يصبح أكثر قدرةً على تحقيق الاتزان ليُصبح بإمكانه الوثب بسهولةٍ، وربط الحذاء.
- يزداد نمو الجهاز العصبي حيث يصل وزن المخ إلى 90% من وزنه الكامل عند البالغين.
- يتميّز الطفل في هذه المرحلة بطول النظر؛ حيث يرى الأشياء الكبيرة والبعيدة بشكلٍ أوضح من الأشياء القريبة والصغيرة، وهذا أمرٌ طبيعي فكلّما تقدّم به العمر عاد بصره إلى الوضع الطبيعي، كما أنّ حاسة السمع تكون في هذه المرحلة غير ناضجةٍ بالشكل الكامل فلا يستطيع تذوّق اللحن المعقّد وإنما تستهويه أصوات الطيور والقطارات والسيارات وغيرها من الأصوات الواضحة.
- يتعلّم الحروف والأرقام ويتمكّن من كتابتها جيداً، ثم يُصبح قادراً على تكوين الكلمات من الحروف وقراءتها، وتزداد قدرته على تذكّر الأمور وفهم الكثير من المَعلومات البَسيطة وكيف تسير بعض الأمور، ويستطيع التعلّم من تجاربه، وتُصبح شخصيّته الانفعاليّة أكثر اتزاناً.
- يصبح قادراً على تكوين المفاهيم المترتبطة بالزمان والمكان والعد، وتزداد قدرته على تركيز الانتباه.