التفكير الناقد يقسّم العلماء التفكير إلى عدة أنواع منها الاستدلالي، والاستنباطي، والناقد، والتأملي، وغيرها من الأنواع التي يتمتع كل منها بصفاتٍ وخصائصَ معيّنة تميّزه عن غيره، ويعدّ التفكير الناقد أحد أكثر أنواع التفكير تعقيداً وصعوبةً على العديد من الأشخاص الذين لا يتمتّعون بالمهارات اللازمة؛ وذلك لأنّ التفكير الناقد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتحليل المنطقي والقدرة على حل المشكلات ذهنياً، كما أنّه يتداخل مع التفكير التأملي والتفكير المجرّد في العديد من الجوانب كي يصل المفكّر الناقد إلى ما يبتغيه من عملية التفكير، سواء التحليل أو التعلّم أو حل المشكلات المنطقية أو العملية.
يُصنّف العلماء التفكير الناقد كأحد أشكال التفكير المتقدّمة التي تتساوى مع التفكير الإبداعي، ويمكن مزج التّفكير الإبداعي والنّاقد بالوصول إلى درجة عالية من التفكير الرتبة التي لا تتوفر إلا لعددٍ قليل من الأشخاص المؤهلين.
خصائص التفكير الناقد - الوضوح: يقصد بالوضوح الفهم الصحيح للجملة المسموعة أو المقروءة من قبل المفكر، ويعدّ الوضوح وفقاً لهذا أهم المداخل للتفكير الناقد؛ حيث إنّ العبارة أو الجملة غير الواضحة قد تسبّب الالتباس على المفكر وسوء الحكم، أو عدم القدرة على الحكم عليها من الأساس.
- الصحة: يجب أن تكون الجملة صحيحة؛ من أجل إعمال العقل فيها بصورة نقدية، فلا يمكن أن تكون العبارة ناقصة أو خاطئة منطقاً أو لفظاً للحكم عليها ونقدها.
- الدقة: على الموضوع أن يكون كافياً ووافياً، بلا إسهاب في القول أو تقصير في الشرح والإيضاح؛ وذلك للإلمام بكافة التفاصيل المتعلقة به دون الدخول في متاهاتِ مواضيعٍ فرعية.
- الربط: على الجملة أو العبارة المطروحة أن تكون ذات علاقة بالموضوع الأساسي ومحل النقاش أو البحث؛ فلا يمكن الخروج من الموضوع الأساسي والدخول في أحاديث فرعيّة دون الانتهاء منه.
- العمق: يعني العمق أن يكون الطّرح على المستوى الفكري المطلوب للنقاش في المسألة التي هي محل البحث، وتفتقر أغلب الأطروحات إلى المعالجة الفكريّة المناسبة من حيث التشعب أو التعقيد أو الإحاطة؛ فالمَواضيع العامّة المتصلة بالسياسة تختلف عن المواضيع المتصلة بالمسائل الفلسفية أو الغيبية.
- الاتساع: يأخذ التّفكير الناقد بكافّة جوانب المشكلة على اتّساعها دون إهمال أحدها على حساب الآخر، فتؤخذ في الاعتبار التفاصيل الصغيرة المهمّة إلى جانب الجوانب الرئيسيّة بالتحليل والتفنيد.
- المنطق: أحد مهام التفكير الناقد الوصول بالمسألة من المشكلة إلى الحُكم النهائي أو الحل بصورة منطقية؛ بحيث يتمّ تسلسل الأفكار وترابطها في الذهن الناقد أولاً قبل أن يتم قولها أو كتابتها بألفاظ واضحة ودالّة للوصول إلى معنى واضح ومُقنع للطرف أو الأطراف الأخرى.