الصدق والأمانة
تعدّ الأخلاق السامية من أهم الأمور التي تجعل حياة الإنسان أفضل، والتي تكسبه الرّاحة النفسية، وتساعده في الآن ذاته على تسيير أموره، وأعماله بالشكل الصحيح، وبما يُقدِّم له النفع، والفائدة، ولعلَّ أبرز هذه الأخلاق: الصدق، والأمانة، واللتان حظيتا باهتمام المصلحين، ودعاة الفضيلة، لما لهما من ثَمراتٍ إيجابية لا تُحصى. من ثمرات الالتزام بخلقي: الصدق، والأمانة في الحياة اليومية ازدهار التجارة، ونموها، فضلاً عن ازدهار سائر أنواع الأنشطة الاقتصاديّة. فيما يلي نتحدّث عن أثر الصدق، والأمانة على التجارة والتجّار في كافة مناطق العالم.
ثمرات الصدق والأمانة في التجارة
- التاجر الصادق الأمين يُعتبر مكسباً مهمّاً لا يُمكن أن يُعوَّض بالنسبة للمشترين، والتجار الآخرين؛ فالتزام التاجر بهذين الخلقين يكفلان له رواج بضاعته، وإقبال الناس على الشراء منه، حتى لو لم تكن بضاعته ذات كفاءة عالية في الكثير من الأحيان، أو حتى لو كان سعره أعلى من سعر نظرائه من التجار.
- تحسين سمعة الدولة التي ينتمي إليها هذا التاجر على صعيد التجارة الخارجية؛ مما يساعد على تحسين الاقتصاد، وبالتالي النهوض بكافة القطاعات في تلك الدولة.
- الترويج للأفكار والمبادئ التي يؤمن بها التاجر الصادق الأمين، وجعلها مبادئ أخلاقيّة عُليا تستحق الاهتمام، بل والاعتناق أيضاً، إلى جانب ذلك، فإن لتحلّي التاجر بالصدق والأمانة فائدة مهمّة على مستوى نشر ثقافة شعبه، وأمّته بين الشعوب، والأمم الأخرى.
- نيل رضا الله تعالى، والارتقاء في المنزلة يوم القيامة؛ فأي شخص يتحلّى بهذين الخلقين العظيمين له أجر عند الله تعالى، فما بالك بالتاجر الذي يتعرّض لشتى أنواع المُغريات خلال عمله، ويظلّ رغم ذلك متشبّثاً بالقيم، والأخلاق الفاضلة رافضاً الربح الحرام، والمكاسب السريعة المحقورة.
- حدوث التعارف بين الناس؛ فالأنشطة الاقتصادية المبنية على الأخلاق، وعلى رأسها التجارة، كفيلة تماماً بتقريب الناس من بعضهم البعض، وتوطيد العلاقات فيما بينهم، بحيث يصير أبناء المجتمع الواحد وحدةً واحدة.
- التقليل من حدوث الأضرار الناتجة عن استهلاك المُنتجات الفاسدة والسيئة؛ فبعض التجار يكذبون ويدّعون أن بضاعتهم من الصنف الأول، وهي فاسدة، وربما تكون منتهية الصلاحية، مما يؤدي إلى إصابة المشتري بالعديد من الأضرار، خاصّةً عند استهلاك المنتجات الغذائية، وبعض المنتجات الخطرة.
- سهولة تجاوز المشكلات والعقبات التي قد تواجه التجار أثناء عملهم، فلا يوجد ما هو أجمل من الوضوح، والصدق، والأمانة عند التعامل مع الآخرين خاصّةً في الأمور والنواحي المادية، والتي قد تُبنى عليها أنشطة اقتصادية مهمّة، وحسّاسة تؤثّر بكافة أبناء المجتمع.
- التزام جميع الناس وعلى رأسهم التجّار بالصدق والأمانة يساعد في الحفاظ على المعروف بين الناس، وفي حفظ المجتمع من الأنواع المختلفة للانحطاط الأخلاقي.