ثبات القلب يحتاج المسلم في كل زمان ومكان إلى أسباب ووسائل تعينه على ثبات قلبه أمام الشهوات والمغريات، خاصة في عصرنا هذا؛ حيث كثرت الملهيات وعظمت الفتن وأصبح القابض على دينة كالقابض على الجمر. لذلك كثيراً ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربَّه ثباتَ القلب، ويكثر في دعائه من قول: (يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبِي عَلَى دِينِكَ). كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام أن الثبات ليس بيد الإنسان بل هو فضلٌ من الله تعالى، فقد قال: (إنَّ قلوبَ بَني آدمَ كلَّها بينَ إصبَعينِ من أصابعِ الرَّحمنِ كقَلبِ واحِدٍ . يصرِفُهُ حيثُ يشاءُ ، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : اللَّهمَّ مُصرِّفَ القلوبِ صرِّف قلوبَنا على طاعتِكَ) صحيح مسلم.
أسباب ثبات القلب - اللجوء إلى الله عزّ وجل وكثرة دعائه ومناجاته بأن يثبّت قلوبنا على دينه.
- الإقبال على طلب العلم الشرعيّ وتقوية العقيدة والتعرف على أسماء الله الحسنى وصفاته العليا؛ فمن عرف الله حقّ المعرفة كان أدعى لتعلّق قلبه به وبدينه، وأبعد عن وساوس الشيطان وغفلة القلب.
- مطالعة السيرة النبويّة الشريفة، وسير الأنبياء جميعهم، وكذلك قصص الصحابة الكرام والتابعين، فهم قدواتنا في ثبات القلب، وعندهم نجد الوسائل التي كانوا يفعلونها من أجل ثباتهم على جميع أحوالهم.
- مجالسة الصالحين واتّخاذ الرفقة الصالحة: فهم يذكّروننا بالله إن نسينا، ويحثّوننا على الإقبال عليه وصولاً إلى استمرارية ثبات القلب، إضافة إلى أنّ حياتهم وأفعالهم تجعلنا أكثر عزيمةً على الطاعات.
- الإكثار من ذكر الله تعالى: كالتسبيح والتحميد والتهليل والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فالذكر يربط على القلب ويؤنسه ويجعله متصلاً بخالقه قويَّ الإيمان ثابتاً.
- الإقبال على تلاوة القرآن الكريم وتدبّر معانيه والتفكّر في كل آية نقرؤها: ففيه ذكر آيات الجنة النعيم التي تشدّ القلب وتبعث فيه الأمل بدخولها، وفيه ذكر آيات العذاب التي تذكّره وتخيفه من بعده عن خالقه، وغيرها من الآيات التي تنهض بالروح وتقوّي إيمان المرء وتزيد ثباته.
- دوام تذكّر الموت والآخرة كلّما ضعف الإيمان والإكثار من قراءة الكتب التي تتحدّث عن نهاية العالم وعن أحداث اليوم الآخر؛ لأنّ ذلك يبعث المسلم على مواصلة السير في طاعة ربّه وبعده عن التزعزع والركون إلى الدنيا.
- المحافظة على أداء الفرائض والإكثار من النوافل: كالصيام والصدقة وغيرهما من الطاعات، فهي تجلب محبّة الله تعالى للعبد وبالتالي تثبيت قلبه وتولّي أمرِه.
- الإكثار من الأعمال الصالحة: كبرّ الوالدين وكفالة الأيتام لمن استطاع وإغاثة الملهوفين والتبسّم في وجه المسلمين وغيرذلك.
- حمل النفس على ترك المنكرات والمعاصي.
- الإكثار من سماع دروس الدين والروحانيات التي تغذّي الروح وتوقظ القلب من غفلته.