تُعدّ بيئة العمل (Workplace) من المقوّمات والجوانب الهامّة لنجاح أيّ منشأة أو مؤسسة والتي تحظى باهتمام عالميّ على أساس أنّ رضا الموظفين والعاملين داخل المؤسسة عن مكان أو بيئة العمل ينعكس ذلك على مدى أدائهم وكفائتهم وفعاليّة إنتاجهم، ممّا يؤدي لنجاح هذه المؤسسة.
تضمّ بيئة العمل جوانب ومعايير متعددة تطبّق في المؤسسة كأسلوب الإدارة وممارساتها، وتقييم الأداء والقيادة، والرواتب والحوافز الماديّة والمعنويّة والأجور والبرامج التدريبية، والسياسات التي تحفّز النجاح، وعلاقة العمل برئيسه ووسائل الترفيه وغيرها من الجوانب التي تجذب رضا وسعادة العاملين والشعور بالأمان الوظيفيّ.
تعريف بيئة العمليمكننا تعريف بيئة العمل بشكل بسيط على أنّها جميع الظروف المحيطة بالعاملين في وقت ومكان العمل وتتضمّن الظروف المعنويّة والماديّة والزمانيّة والمكانيّة، فعند توفير أفضل الظروف للعامل من خدمات ومرافق فذلك يحفزّه على إعطاء أفضل ما لديه، أمّا في حال كانت هذه الظروف سيّئة فذلك يقود إلى الخمول وقلّة الإبداع والإنتاج.
يُعرف السيد "روبرت ليفرنغ" وهو من مؤسسي مؤسسة "أفضل مكان عمل" وذلك من خلال مقابلاته مع المئات من العاملين في أفضل اثنى عشر مكان عمل بالعالم، ويقول أن أفضل بيئة عمل هي: عندما تثق بالأفراد الذين تعمل لهم، والفخر والاعتزاز بالعمل، والاستمتاع مع الأفراد الذين تعمل معهم.
أهمّيّة تحسين بيئة العملإن لتحسين بيئة العمل أثر على العاملين والمؤسسات، فعندما يجد الموظف والعامل في المؤسسة بيئة عمل جيدة فذلك سوف يشعره بالانتماء لهذه المؤسسة وأنّه شخص مرغوب به، ممّا يجعله يقدّم للمؤسسة أفضل ما لديه من طاقات وقدرات، أي أنّ البيئة المثاليّة للعمل تُساهم في رفع أداء وكفاءة الموظف ورفع إنتاجيته بفعالية، ممّا ينعكس على تطوّر المؤسسة وتميّزها.
يعتقد البعض بأنّ توفير البيئة المناسبة من خلال رفع الأجور للعاملين فقط، ولكن يوجد رؤى إدارية حديثة تؤكد أهمية وجود مجموعة من المباديء والقيم والمشاعر والأخلاقيات التي تساهم في خلق بيئة عمل مثالية، مثل: مراعاة مشاكل وهموم الموظف الشخصية، التواصل والإتصال في بيئة العمل، ودور العلاقات والمشاعر الشخصية بين الموظفين وبين رؤسائهم وقادتهم والتي تعمل على رفع مستوى الإنتاج لدى الفرد العامل وبالتالي تطوّر ونجاح المؤسسة.
الظروف غير المناسبة والسيئة في بيئة العمل بالإضافة إلى الضغوط النفسية على العاملين تؤثر سلباً على العاملين من حيث رغبتهم للعمل وتؤدي لمشاكل نفسية وربما صحية للعاملين، مما ينتج عنها حدوث مشاكل في بيئة العمل وتوتر العلاقات وكثرّة غياب العاملين، وبالتالي يؤثر بمستوى الإنتاجية وتدهور سمعة المؤسسة.
المقالات المتعلقة بتعريف بيئة العمل