عُرِّف لفظ الصّحافة لُغويّاً في أكثر من معجم؛ فَجاء في معجم المعاني الجامِع أنّ الصِّحافة: (مهنة من يجمع الأخبار والآراء وينشرها في صحيفة، أو مجلّة، والنّسبة إليها: صِحافيّ)، وصِحافة الصُّور هي: (صحافة تعتمد أساساً على الصُّور)، أمّا الصِّحَافَةُ الوَطَنِيَّةُ فهي: (مَجْمُوعُ الْجَرَائِدِ، وَالنَّشَرَاتِ، وَالْمَجَلاَّتِ الَّتِي تَصْدُرُ فِي أَرْجَاءِ الوَطَنِ)، أمّا في قاموس المعجم الوسيط ومعجم اللّغة العربيَّة المُعاصِر فإنَّ لفظ صِحَافَة ورد على النحو الآتي: اخْتَارَ الصِّحَافَةَ مِهْنَةً: (العَمَلُ فِي الْجَرَائِدِ وَالْمَجَلاَّتِ وَوَسَائِلِ الإِعْلاَمِ؛ أَيْ تَتَبُّعُ الأَخْبَارِ، وَكِتَابَةُ التَّعَالِيقِ، وَالتَّحْقِيقَاتِ، وَالْمَقَالاَتِ)، وجاء أيضاً: الصِّحَافَةُ: (حِرْفَةٌ وَرِسَالَةٌ).[١]
والصّحافة في معجم الرّائد هي: (فنّ إنشاء الجرائِد والمجلّات، وكتابتها).[٢] أمّا صَحافيّ وصِحافيّ فهو في معجم اللغة العربيّة المُعاصر كما يأتي:[٣]
الصّحافة هي مهنة قائمة على جمع الأخبار، وتحليلها، والتحقُّق من مدى مصداقيّتها قبل تقديمها للجمهور، وتكون هذه الأخبار في معظم الأحيان مُتعلِّقةً بالأحداث المُستجِدّة؛ سواءً كانت سياسيّةً، أو ثقافيّةً، أو محليّةً، أو رياضيّةً، وغيرها الكثير من المجالات المُختلفة،[٤] وتُعدّ الصّحافة غذاء الفكر اليوميّ للإنسان؛ فهي تُتيح له معرفة ما يدور حولَه من مُستجدّات الأحداث في مختلف شؤون الحياة.[٢] وقال بورك الإنجليزيّ عنها: إنّها السّلطة الرّابعة، أمّا كلمة جورنال فهي تسمية غربيّة، تدلّ على الصُّحف التي تُنشَر يوميّاً.[٣]
نظرة تاريخيّةعُرِفت الصّحافة منذ القِدَم، ورغم أنّ شكلها الآن يختلف عن شكلها في السّابق، إلّا أنّها تُؤدّي الغرض نفسه، وهو نشر المعلومات للنّاس، ويَرجع تاريخها إلى زمن البابليّين؛ حيث عيّنوا كاتباً لِتسجيل أهمّ الأحداث اليوميّة، وفي الصّين كان هناك جريدة رسميّة تُدعى إمبراطوريّة الشّمس استمرّت مدّة 1500 عام، وفي روما أيضاً كانت القرارات والأحكام القضائيّة والأحداث المُهمّة تصل إلى الشّعب للاطّلاع عليها، إلّا أنّ هذه العمليّة توقّفت بعد سقوط روما.[٥]
الصّحافة الغَربيّةفي أوائل القرن السّادس عشر، بدأت طباعة الأخبار والإعلانات في مدينة ماينز في ألمانيا بعد اختراع الطّابعة على يد غوتنبيرغ، حتّى بدأ توزيع الصّحف المطبوعة في عام 1465م، وأصبحت الأخبار تُطبَع بِصفة دوريّة. انتشرت الصّحافة في أوروبا وأمريكا في القرنين السّابع والثّامن عشر، وأصبحت مِهنةً لِجلب الرّزق والمنفعة للأشخاص، وكانت الثّورة الفرنسيّة حافزاً لِظهور ما يُسمّى بالصّحافة الحديثة.[٥]
وفي عام 1702م ظهرت في لندن الصّحيفة اليوميّة المعروفة باسم ديلي كوران (بالإنجليزيّة: Daily courant)، وهي من أولى الصُّحف اليوميّة في العالم، وتأسّست صحيفة التّايمز (بالإنجليزيّة: Times) في عام 1788م، وظهرت صحيفة كورييه (بالإنجليزيّة: Courier) في عام 1805م، وفي عام 1814 بدأ استخدام آلات الطباعة التي تعمل بالبُخار لطباعة صحيفة التايمز في لندن.[٥]
الصّحافة العربيّةفيما يخصّ الصّحافة العربيّة فقد ظهرت بدايةً في مصر، ثمّ ظهرت في بقيّة الدّول العربيّة، وبيان ذلك فيما يأتي:[٥]
للصّحافة خمسة ميادين رئيسة، وهي:[٦]
الإذاعةيَعتمِد عليها الملايين من النّاس المُتابعين لِلأخبار والنّشرة الجويّة بانتظام، وتُصنَّف الإذاعة بأنّها أولى الوَسائِل الإخباريّة؛ من حيث سُرعة نقل أيّ خبر جديد، إذ يُمكِن للمُذيع أنْ يَقطَع أيّ برنامج لإذاعة خبر جديد ومُهمّ بمجرّد وصوله.
التّلفازيَتميّز التّلفاز بِأنّه يَسمَح لِلمُشاهِد بِأنْ يَرى الأخبار اليوميَّة؛ سواءً عن طريق أفلام مُصوَّرة، أو تسجيلات، أو عن طريق البثّ المُباشِر.
الصُّحفتُعطي الصُّحف تفاصيل الأخبار أكثر من غيرها من الوسائل الأخرى، وتتميّز عن الإذاعة والتّلفاز بأنّها تتعمّق أكثر في التّفاصيل، وتَسمح لِلقارئ أنْ يقرأ بِتمعُّن، وأنْ يستوعب الخبر، ففي الإذاعة والتّلفاز لا يُمكِن للمُستمِع أنْ يتحكّم في سُرعة إذاعة الخَبَر لاستيعابه أو التأنّي في سَماعِه، إلا أنّ الصّحف لمْ تتغلّب على الإذاعة والتّلفاز في سُرعة نَقْل الأخبار.
المجلّاتتُشبه المجلّات الصّحف، فهي تُمكِّن القارِئ من قراءة الأخبار بِتمعُّن ورَوِيّة، كما تُمكِّنه من اختيار الأخبار التي يُريدها، ومواضيعها مُتنوّعة؛ فهي تَحتوي مواضيع ذات صِلة بالفنّ، والتّعليم، والتّجارة، وغيرها من المواضيع المُختلفة.
حتّى وإن كان للتّلفاز أو الإذاعة أثر على المُتلقّي إلّا أنّ الصّحافة المطبوعة أفضل وسيلة للتأثير على النّاس، وذلك لِأنّها تبقى بين أيديهم ويتداولونها مهما كانت أعمارهم، وطبقاتهم، وثقافاتهم، ومُعتقداتهم.[٧]
وكالات الأنْباءتتمثّل وكالات الأنباء بِالمؤسّسات التي تَبيع الأخبار، والصّور، والمقالات، وتُديرها مُنظّمات تجاريّة تَبيع موضوعات مُعيّنةً، مثل: أعمِدة النُصح والإرشاد، وأعمِدة الرّأي، والمُسلسلات، ومن الأمثلة على وكالات الأنْباء العالميّة: أجانس فرانس برس، وتقع في فرنسا، وكيودو الواقعة في اليابان، ووكالة أنباء الشّرق الأوسط في جمهوريّة مِصْر العربيّة، وسونا في جمهوريّة السّودان، و أسوشييتد برس في الولايات المُتّحدة، ورويترز في بريطانيا.
الصّحافة الإلكترونيّةظهرت الصّحافة الإلكترونيّة في عام 2008 للمرّة الأولى، عندما أكّد مُعظم الأمريكيّين حصولهم على الأخبار والمعلومات عن طريق مواقع إلكترونيّة بدلاً من الصّحف والمجلّات المطبوعة، حينها بدأت الجِهات الإخباريّة بِنشر نُسَخ من أخبارها ومعلوماتِها على المواقع الإلكترونيّة، وساعَدَ على سُرعة الحصول على المعلومة ظُهور الهواتِف الذكيّة، كما ساعَدَت بعض المُميّزات ومنها إضافة الرّسوم المُتحرّكة والبيانيّة في جعل الصّحافة الإلكترونيّة أكثر تَفاعُليّة.[٨]
أنواع المطبوعات الصّحفيةتُصنَّف المطبوعات الصّحفية إلى نوعين، هما:[٩]
تُعدّ مؤسّسات الإعلام جزءاً مُهمّاً من مجتمعنا، سواءً كانت محطّات إذاعيّةً، أو وكالات أنْباء، أو صُحفاً ومجلّات، أو صحافةً إلكترونيّةً، وتتجلّى مهمّة هذه المؤسّسات في كشف الحقيقة، والقيام بدورها التربويّ والتعليميّ والتثقيفيّ لأفراد المُجتمع بِكلّ أمانة وموضوعيّة، ولذلك لا بُدّ لكلّ صحفيّ يَمتهِن هذه المهنة أنْ يتّبع أخلاقيّاتها، وتتّضح أهميّة أخلاقيات مهنة الصّحافة في أنّ حدوث خلل في المِصداقيّة من شأنِه أن يُشوّه سُمعة المهنة وسُمعة الصّحفي نفسه، وهذه الأخلاقيّات هي:[١٠]
وبشكل عامّ فإنّ الصّحافة مهنة ليست بتلك السّهولة؛ فهي مهنة شاقّة وتتطلّب الكثير من الجُهد لنقل الخبر أو المعلومة بكلّ صدق وشفافيّة؛ فالمعلومة المُفيدة يُمكِن أنْ تكون ضارّةً إذا لم تُنقَل بشكل صحيح،[١٠] والالتزام بأخلاقيّات المهنة يدعم مهامّها، وهي المساعدة في الكشف عن الحقيقة، والتأثير في الرأي العامّ، والتعبير عنه.[١١]
المراجعالمقالات المتعلقة بتعريف الصحافة