الله عز وجل هو الخالق الذي خلق الإنسان وجميع الكائنات الحية وهو عزّ وجلّ الوحيد الذي يستحق العبادة فهو صاحب الصفات العليا فلا يوجد أحد أعلى منه ولا يوجد أحد أقوى منه ولا أكثر ملكاً من ملكه فملك كل من في الأرض هو جزء من ملكه وكل علم من في الأرض هو جزء من علمه وهو عزّ وجلّ الذي أعطاه للناس في الأرض رحمة بهم، وجعل الله عز وجل الإسلام رحمة بالعباد لكي يعبدوه حقّ عبادته وبعث لهم الأنبياء والرسل وأيدهم بالملائكة الكرام، ففي الإسلام جعل الله عز وجل أركاناً لكي يدخل الإنسان بالإسلام وأركاناً أخرى كي يكون الإنسان مؤمناً وأولى هذه الأركان هو الإيمان بالله عز وجل.
والإيمان بالله هو الاعتقاد القاطع بوجوده عز وجل من دون أدنى شك وبأنّه عز وجل هو الخالق لكل ما في الوجود وهو الإله الوحيد في الكون والمستحق الوحيد للعبادة، وعليه أيضاً الإيمان كل الإيمان بأسمائه وصفاته التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والإيمان بأنّه عزّ وجلّ هو القادر على كل شيء كما يريد فإن كان هنالك شك في الله عز وجل فلا يمكن إطلاق لقب المؤمن على الشخص فالإيمان يعني أن تكون مؤمناً بالله عزّ وجلّ بشكل حازم وأن تكون مقتنعاً بهذا الاعتقاد بحيث لا يكون اعتقاداً بل حقيقة أكيدة فتكون مصدقاً بهذا الأمر حتى ولو أجمع أهل الأرض جميعاً على عكس ذلك.
ويمكن للإنسان الوصول إلى حقيقة وجود الله عز وجل بعدة طرق فجميع ما حولنا يقوم بإيصالنا إلى حقيقة وجود خالق واحد، وإنّ أول جهاز يمكننا من الوصول إلى حقيقة وجود الله عز وجل وحده هو الفطرة الصافية النقية الموجود في كل شخص منّا وهي التي تولد مع كل شخص من الأشخاص صافية نقية إلّا أنّها مع تقدم العمر تنطمس لدى بعض الناس وهنا يأتي دور الحجة العقلية عن طريق الدليل القاطع بمختلف الوسائل المتاحة كالبرهان العلمي.
والفطرة ومع أنّه تنطمس مع تقدم العمر إلّا أنّها لا تُمحى أبداً إذ إنّها تظهر بشكل كبير جداً في وقت الشدّة ووقت وقوع المصيبة، فجميع الناس يتوجهون إلى الله من دون أن يشعروا بذلك عند وقوع مكروه لهم وإوشاكهم على الموت أو إوشاك شخص عزيز لهم على الموت، وقد توصل جميع العلماء الذين فكروا بالطبيعة وبالمخلوقات إلى وجود الله الواحد المستحق للعبادة كالفلاسفة والمفكرين وغيرهم من أصحاب العقول النيرة.
المقالات المتعلقة بتعريف الإيمان بالله