تعامل النبي مع زوجاته أمر الله سبحانه وتعالى بمعاملة النساء معاملةً حسنةً؛ حيث قال في كتابه العزيز: {وعاشروهن بالمعروف} النساء 19، كما أوصى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بهنّ وأمر بالرفق في التعامل معهنّ فقال: (استوصوا بالنساء خيراً)، وكان يُقدّر المرأة تقديراً فائقاً وكان خير قدوة للمسلمين في الأخلاق الراقية مع نسائهم، ورغم كونه قائدَ الأمة وانشغاله بأمر الدعوة فقد أعطى أزواجه حقوقهنّ كاملةً وكان خير الأزواج لنسائهم رعايةً ومحبّةً وعنايةً.
صور من تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته - العدل: كان ينام عندهنّ واحدةً تلوَ الأخرى، ولا يزيد في المبيت عند إحداهن على حساب الأخرى، إلا إذا تنازلت واحدةٌ عن يومها لأختها.
- الاصطحاب في السفر: حيث كان يقرع بينهنّ عندما يسافر، ويأخذ معه الزوجة التي خرج سهمها، فتكون معاملته لها أثناء السفر خيرَ معاملة، من رفق وممازحة وتبسّم...
- الصبر عليهن: فلم يكن يوبّخهن على ما يبدر منهن، فهذه عائشة رضي الله عنها عندما جاءت قصعة الطعام إلى النبي عليه الصلاة والسلام من إحدى ضرائرها، قامت بكسرها، فأخذ عليه الصلاة والسلام الصحن بيده الشريفة وجعل يجمع الطعام ويقول: "غارت أمكم".
- مساعدة الزوجة: فرغم أنّ العمل لم يكن كثيراً في تلك الأيام، إلا أنّ هذه المبادرة منه عليه الصلاة والسلام تدلّ على المواساة والتعبير عن المحبة والمودة، وتشعر الزوجة بقربها من زوجها، وفي هذا التعامل اللطيف دعوة لرجال الأمة أن يكونوا رحماء بنسائهم.
- الوفاء: ويتجلى ذلك مع السيدة خديجة رضي الله عنها، فحتى بعد وفاتها كان يكثر من ذكرها.
- الممازحة والمداعبة: فقد كان يدخل السرور على قلوبهنّ بمزاحه المنضبط بهدي النبوة الراقي، الخالي من الكذب والترويع؛ فمرةً كان جالساً بين السيدة عائشة والسيدة سودة، فجاءت عائشة بطعام طبخته وعرضت على سودة أن تأكل منه فأبت، فقالت لها: لتأكلنّ أو لألطخنّ وجهك، فأبت. فأمسكت بشيء من الطعام ولطخت به وجه سودة، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ووضع فخذه لها وقال لسودة: "الطخي وجهها". فلطخت وجهها، فضحك عليه الصلاة والسلام مرّةً أخرى.
- اللعب معها: فقد سابق السيدة عائشة يوماً فسبقته، ومرّت الأيام حتى حملت اللحم، فسابقها يوماً آخر فسبقها وقال: هذه بتلك، كما كان يتنزّه معها ليلاً ويتحدّثان.
- الرفق: كان عليه الصلاة والسلام يوماً في سفر، وكانت معه صفية رضي الله عنها، فأبطأت في المسير، فأخذت تبكي، فجاءها عليه الصلاة والسلام وأخذ يمسح دموعها ويواسيها.
- حسن المعاشرة: فقد كان صلى الله عليه وسلم يرفع اللقمة إلى فم زوجته، ولا يضربها، ويحضر لها حاجتها ويُضفي جو المرح في الأسرة.