من هي خطيبة النساء
إنها العظيمة أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع وهو ابن امرؤ القيس بن عبد الأشهل بن الحارث،وهي أنصارية، أوسية، أشهلية. وكان قد اختلف بعض المؤرخين والرواة في شأن اسمها الصحيح فبعضهم قال: انها أسماء بنت عبيد الأنصاري وقالوا انها كانت تكنى بأم سلمة و أم عامر الأوسية وأنها قد وفدت على رسول الله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في السنة الأولى للهجرة فبايعته على الاسلام وسمعت حديثه، وكانت تعد من المحدثات الفاضلات وكانت مجاهدة جليلة وقد كانت من ذوات العقل والدين والخطابة أيضا حتى أنهم لقبوها بخطيبة النساء.
فنجد أنها كانت تتقدم النساء وتتزعمهن ويذهبن معها إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وكانت تقول له: (أنا وافدة النساء إليك يا رسول الله ، إن الله عز وجل قد بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك ، وإنا معشر النساء تجدنا محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم كذلك ، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجُمع والجماعات وكذلك بعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج وما بعد الحج، وأفضل من ذلك أيضا الجهاد في سبيل الله عز وجل، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو خرج مجاهدا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم كذلك ، وربينا لكم أولادكم أفلا نشارككم في هذا الأجر؟. وما أن انتهت أسماء هنا من حديثها إلى رسول الله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم حتى التفت النبي الكريم الأمين صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه المتواجدين حوله ثم قال: (هل سمعتم بمقالة امرأة أحسن من سائلة في أمر دينها من هذه؟). فقالوا بلى يا رسول الله.
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: انصرفي يا أسماء، وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته، وإتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال).
فانصرفت أسماء بعد ذلك وهي تهلل وتكبر استبشارا بما قاله لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وكان لما أسلم ابن عمها وهو معاذ بن جبل- رضي الله عنه كانت قد سألته عن الإسلام وما يدعو إليه فكان أن تلا عليها آيات من الذكر الحكيم وأخبرها رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له. وكذلك نبذ عبادة الأصنام ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أيضا فأتت أم عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت أمامه وبايعته وكانت بذلك أول من بايع من النساء.المقالات المتعلقة بمن هي خطيبة النساء