تاريخ تطوان

تاريخ تطوان

تطوان

تمتدّ مساحات مدينة تطوان المغربيّة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط الكائن في سلسلة جبال الريف وعدّة قمم جبلية، وهي منطقة ذات طابع ريفي وفلاحي، وتمتاز باحتفاظها بالطابع الأندلسي الذي استمدّته من الحضارة الأندلسية التي قامت فوق أراضيها، وما زاد ثراء تاريخها عراقة وجود الروافد الثقافيّة ومدّها بكلّ ما يمتّ للثقافة بصلة.

تحمل مدينة تطوان المغربية لقب الحمامة البيضاء؛ وذلك نسبةً للتمثال الضخم المتمركز في وسط المدينة لحمامة ذات لون أبيض.

تسمية تطوان

تضاربت الآراء والأقاويل في كيفيّة نطق اسم المدينة؛ حيث إنّ لاسمها سبعة أشكال هي:

  • تطوان: وتلفظ بكسر التاء، وساد انتشار هذا الاسم في القرن الثامن.
  • تطّاون: تُلفظ بتشديد الطاء، وهي الاسم الشائع الاستخدام في مدينة تطاون وبلاد المغرب العربي، وورد ذكرها في نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للشريف الإدريسي باسم تطاون.
  • تطاوين: وتلفظ بكسر الياء، وورد ذكر هذه الصيغة في معظم الوثائق الرسميّة القديمة والرسومات العدلية.
  • تيطاوين: استخدمت هذه الصيغة بكثرة في القرن السادس، والأمر الذي دلّ على ذلك كتاب البيدق وتاريخ ابن خلدون.
  • تطاوان: ساد انتشارها في القرن الخامس، وجاء ذكرها في كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد البكري الأندلسي.
  • تيطاوان: استخدمت في القرن السادس، ورد ذكرها واستُخدمت في ذلك القرن في كتاب النفحة المسكية.
  • تيطاون.

تاريخ تطوان

يعود تاريخ نشأة مدينة تطوان المغربيّة إلى ما قبل الميلاد، وأكّد على ذلك المدينة المعثور عليها في غرب مدينة تطوان مدينة تمودة؛ وهي ذات أصول رومانية تحتوي على الآثار والحفريات التي يعود تاريخها إلى قبل الميلاد بثلاثمائة سنة، وكانت هذه المدينة الرومانيّة قد حّل بها الدمار على هامش أحداث ثورة إيديمون التي اندلعت شرارتها عام 40م.

مع مرور الوقت أحيطت المدينة بحصنٍ رومانيّ ما زال لأسواره أثر حتى وقتنا هذا، ومع حلول عام 1307م تمّ ترميم المدينة بمثابة قلعة مُحصّنة لتكون نقطة انطلاق لفك أسر مدينة سبتة وتحريرها، وعلى خلفية هذه الحروب تدمّرت المدينة بالكامل في سنة 1399م على يد الملك الإسباني هنري الثالث.

فيما يتعلّق بتاريخ مدينة تطوان الحديث، نشير إلى أنّ بداياته كانت مع مشارفة القرن الخامس عشر على الانتهاء، وشهدت المدينة ازدهاراً غير مسبوق بعد أن توافد إليها المسلمون واليهود من الأندلس ليستقرّوا بها، وكان ذلك بعد أن سقطت مدينة غرناطة على يد الكاثوليك وملوكهم أمثال فردناند وإيزابيل عام 1492م، وازدهرت المدينة في مختلف الميادين، وأصبحت مدينةً عمرانيّة ذات طابع أندلسي.

شكلّت أساطيل المدينة مصدر خطر دائم في القرنين السادس عشر والسابع عشر على المصالح الخاصّة بالدول المعادية الخارجية كإسبانيا والبرتغال، ولعبت هذه الأساطيل دوراً مهمّاً في المجال العمراني في المدينة؛ إذ تمكّنت من تشييد القلاع والأسوار لتشكل خط دفاع عن المدينة.

في القرنين السابع عشر والثامن عشر كان للمدينة أثرٌ إيجابيٌّ كبيرٌ على التجارة المغربية مع الدول الأوروبية كإيطاليا وإسبانيا وإنجلترا؛ إذ كانت موانئ مدينة تطوان محطةً لا بدّ للرحلات التجارية من المرور بها وعبورها، وكانت الرحلات التجارية تسير بين جبل طارق وتطوان ومدينة الجزائر ومرسيليا وليفورنو.

المقالات المتعلقة بتاريخ تطوان