يُعرّف ضغط الدم بأنّه قوة الدفع التي يتعرض لها الدم خلال جريانه في مسار الدورة الدموية، وتتمثل الدورة الدموية بانقباض عضلة القلب وبدء الدم بالتدفق عبر جدران الأوعية الدموية خلال نقله للغذاء لكافة أنسجة وأعضاء جسم الإنسان، وبذلك يكون القلب قد دفع بكلّ قوته الدم الذي يضخه عبر الشريان الأبهر إلى باقي شرايين الجسم.
ويُعاود القلب أدراجه من مرحلة الانقباض إلى الانبساط ليبدأ مجدداً بضخ كميات جديدة من الدم والسماح لها بالتدفق عبر الشريان الأبهر، وتؤكّد الإحصاءات الطبية بأنّ قوة ضغط الدم لدى الإنسان الطبيعي تكون 115/75 مليمتر زئبق، وأنّ أي زيادةٍ أو نقصانٍ بهذه القوة قد تصيب جسم الإنسان بالأمراض أو المشكلات الصحية بشكلٍ عام.
يُطلق مسمى الضغط الانقباضي (systolic pressure) على قوة تدفق الدم خلال انقباض القلب، أما في حالة انبساطه فيسمى الضغط بـ (diastolic pressure)، ولا بد من التنويه إلى أن قيمة الضغط الانقباضي تكون دائماً أعلى من قيمة الضغط الانبساطي، ويجب على الإنسان أن يُبقي مستويات ضغط الدم لديه ضمن معدلها الطبيعي لتفادي أي مشاكل صحية قد تصيبه في حال زيادة أو نقصان ضغط الدم، إذ تزيد احتمالية ارتفاع ضغط الإنسان إلى الإصابة بعدد من المشاكل كفشل القلب، أو السكتة الدماغية، أو الفشل الكلوي، أمّا في حال انخفاضه فيتسبب بتدمير الخلايا وخاصةً المخ؛ نظراً لعدم كفاية الأكسجين والغذاء الواصل إلى الأنسجة.
مرض ضغط الدميُعرف أيضاً بمرض فرط ضغط الدم أو ارتفاع ضغط الدم، وهو عبارةٌ عن حالةٍ مرضية مزمنة تحدث نتيجة ارتفاع ضغط الدم عن مستواه الطبيعي، ويكون في القلب في هذه الحالة مُجهداً لقيامه بضخ كمياتٍ أكبر من الدم بشكلٍ أقوى من الوضع الطبيعي فتضيق الشرايين الرفيعة نظراً لزيادة المقاومة خلال جريان الدم بها. ويمكن أن يرتفع ضغط الدم كنوعٍ من الإستجابة الفورية لنداء خلايا وأنسجة الجسم، ويأتي ذلك في غضون حاجة الجسم لإمدادٍ أكثر من العناصر الغذائية والدم في الجسم، ويحدث ذلك غالباً عند ممارسة التمارين الرياضية.
كما أنّه لا بد من الإشارة إلى أنّ ضغط الدم الطبيعي يرتفع وينخفض في اليوم الواحد عدة مرات، وذلك تجاوباً للمؤثرات العصبية والضغوطات النفسية التي يتعرض لها الإنسان، وحتّى الإجهاد الجسماني يُسهم في ذلك أيضاً.
أنواع ارتفاع الضغطيترك ارتفاع ضغط الدم أثراً سلبياً عميقاً على صحة الإنسان، حيث تكون الأوعية الدموية المُتضرر الأول؛ نظراً لزيادة قوة الضغط عليها خلال تدفق الدم، وكما يؤدي أيضاً إلى تعرضها للتمدد الموضعي. بالإضافة إلى ما تقدّم؛ فإنّ ارتفاع ضغط الدم يتسبب بتوقف القلب أحياناً، أمّا نصيب الدماغ من ذلك فيتمثل بانسداد وتمزق أوعيته، وتصاب الأوعية الدموية بالكليتين بالضعف والضيق، كما تتأثر ذاكرة الإنسان ودرجة استيعابه أيضاً بذلك.
تشخيص ارتفاع الضغطيتطلب أمر الكشف عن الإصابة بمرض ضغط الدم ضرورة قياس ضغط الدم بالجهاز المخصص لذلك، وفي حال رصد قراءاتٍ متكررة ذات ارتفاعٍ ملحوظ خلال 24 ساعة يوصي الطبيب المختص مريضه بضرورة إجراء تحليلٍ مخبري للبول، والدم، وقياس النشاط الكهربائي للقلب بواسطة رسم القلب (ecg)، واختبار الكوليسترول.
علاج ارتفاع الضغطيحتاج المُصاب بمرض ضغط الدم إلى التأقلم مع مرضه، ويكون ذلك من خلال تناول الأدوية الخاصة بالمرض، واتباع أسلوب حياةٍ صحي على الإطلاق، وغالباً ما يكون 99% من الحالات المرضية غير قابلة للشفاء، وإنّما يمكن السيطرة على مستويات ضغط الدم لحين إعادته لصورته الطبيعية. وحتى تتكللّ محاولة العلاج بالنجاح لا بدّ من علاج أي أمراضٍ أخرى مصاحبة، كارتفاع الكولسترول والسكري.
فرط ضغط الدم الخبيثهو أكثر أنواع مرض ارتفاع ضغط الدم خطورةً وشدة، حيث يأتي هذا النوع دون سابق إنذار، وفي هذه الحالة تكون قراءة ضغط الدم الانبساطي منخفضةً أكثر من الانقباضي، وتكون القراءة قد تجاوزت 130 مليمتراً زئبقي. وتُقدّر نسبة انتشار هذا النوع بـ1% فقط تقريباً بين إجمالي مصابي مرض الضغط، ويستهدف البالغين الأصغر سناً بالعمر، بالإضافة إلى مصابي اختلال كولاجين الوعائية، ومشاكل الكلى، والفشل الكلوي.
من أهمّ أعراض الإصابة بارتفاع ضغط الدم الخبيث هي: تشويش الرؤية وعدم وضوحها، واضطراب الحالة العقلية، والشعور بالقلق والارتباك الدائم، وتدني مستويات اليقظة والتركيز، والنعاس، وألم في الصدر، وقلة كمية البول، وضيق التنفس، والصداع والسعال، وقد يصاحبه قيء أحياناً.
قياس ضغط الدميشيع قياس ضغط الدم بواسطة جهازٍ خاص بذلك، وهو عبارةٌ عن سوارٍ يتم لفّه حول ذراع المصاب، ويبدأ بالانتفاخ تدريجياً لإيقاف تدفق الدم، كما يمكن قياسه بواسطة مقياس ضغطٍ زئبقي ميكانيكي؛ يُعطي نتائجاً مُقاسة بوحدات مليمتر زئبق، وتكون القيم مقسمةً إلى أربع مجموعات رئيسية، هي:
المقالات المتعلقة ببحث عن مرض ضغط الدم