أعظم رُكن من أركان الإسلام وأوّل رُكنٍ فيه هو شهادة أن لا إله إلاّ الله، وكذلك فإنَّ من أعظم أركان الإيمان وأوّلها هو الإيمان بالله، فهذه هي حقيقة الإسلام وحقيقة الإيمان، وهوَ أن تشهد بأنّه لا إله إلاّ الله وحدهُ لا شريكَ له ولا ربّ سواه ولا معبودَ غيره، وهذه هوَي حقيقة التوحيد أيضاً وإفراد الله عزّ وجلّ وحده بالعبادة والتقديس والإيمان.
بهذا التوحيد لله ونبذ أي شريك معه تكون قد أخلصتَ الدين لله وحده، وأصبحتَ مؤمناً خالصاً مُخلصاً لربّك في الإسلام والإيمان، وهذا يقودُنا إلى مفهوم هامّ جداً من مفاهيم الدين هوَ الإخلاص، فما هوَ الإخلاص وما هيَ أهميّته وكيف يكون الإخلاص لله تعالى؟
الإخلاصالإخلاص لُغةً: نقول أخلصَ فُلانٌ في عمله أي تفانى به، وعمِلَ بإخلاص أي بصدق وأمانة، وأخلصَ النصيحة لفُلان أي جعلها صافية نقيّة بعيدة عن الغشّ والخداع.
الإخلاص في الاصطلاح الشرعيّ: هوَ التقرّب إلى الله تعالى بالعبادات وقصده سُبحانهُ وتعالى دونَ غيرهِ من المخلوقات، بحيث لا يختلط بأعماله ونيّاته أي رياء أو سُمعة أو إشهار، فهوَ يقصد العمل فقط لوجهِ الله، ويبغي بهِ رضا الله سُبحانهُ وتعالى، فيكونُ العمل بذلك والنيّة بطبيعة الحال خالصةً لوجهِ الله تعالى.
أهميّة الإخلاصالإخلاص سبب في قبول الأعمال من الله تعالى، فلا يقبلُ الله تعالى الأعمال التي يشتركُ فيها غيرهُ رياءً لهُم أو ابتغاءً للسُمعة، فالله جلّ جلاله أغنى الأغنياء عن الشرك. من مخاطر عدم وجود الإخلاص أن العمل يُحبطه الله، كما أنَّ الشخص الذي لا يُخلِصُ العمل لله قد يدخلُ في بابِ من أبواب الشرك والعياذ بالله.
المُخلص لله في عبادته هوَ شخصٌ يأمل في ما عند الله تعالى من الثواب، ويخاف من عِقابه جلّ جلاله، فقد قالَ الله تعالى : (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)، وعلى قدر إخلاص العبد لربّه يكونُ العمل مقبولاً عندهُ جلّ جلاله.
الوصول إلى الإخلاصالمقالات المتعلقة ببحث عن الإخلاص