يُعرف المذهب التجريبي بأنّه ذلك المذهب الذي يؤكد على أنّ المعرفة مجرد نتاج للتجارب والإحساس، ولا وجود لأي معرفة خارج نطاقهما، أي أننا لا نتيقن من حقيقة الشيء إلّا من خلال التجربة أو الإحساس به، يُقلل المذهب التجريبي دور العقل في المعرفة، بأنّه لا يمكن اعتباره أداه فعالة للوصول إلى المعرفة نظراً لعدم التمكن من استنتاج المعرفة دون التجربة، وهذا المذهب قد واجه عدة مشاكل في فرضياته هذه، ومن أهمها القضايا الرياضية التي لا تحتاج إلى تجارب.
إنّ التجربة تنتقل من الاتجاه الخاص نحو العام، وينتهج المذهب طريقاً يعاكس المذهب العقلي تماماً، فيشير التجريبيون إلى أنّهم لا يؤمنون بوجود قوانين كلية مسبقة، فكل حقيقة قبل التجربة لا بد أن تكون خاضعة للتجربة في مساعٍ للوصول إلى الحقيقة، أي أنّ الموضوع المراد البحث عنه لا بد من تجربته لاستكشافه.
تاريخ المذهب التجريبييقترن ظهور المذهب التجريبي مع تاريخ ظهور العنصر البشري على جه الأرض، حيث دأب منذ بدء الخليقة على معرفة الطبيعة والتحقق منها من خلال التجريب واختبار المواد والأشياء المحيطة به سعياً لمعرفة ما يناسبه ويماشي مصلحته، فبفضل ذلك تمكن الإنسان من إشعال النار بالاعتماد على حجر الصوان، فتولّد لديه الاستنتاج بأن حجر الصوان يتسم بقدرته على إشعال النار دوناً عن مختلف أنواع الأحجار وأثبت ذلك من خلال التجربة.
مع مرور الزمن، بدأ المذهب التجريبي بالتطوّر، فكان عهد سقراط نقطة انطلاق للمذهب الحديث، فانبثق عنه عددٌ من مجالات العلم التجريبي ومنها: النظريات الخاصة حول أصل الكون، وطبيعة المادة، ومن أبرز الفلاسفة والتابعين لهذا المذهب، ديمقريطس، ويعود له الفضل في إثبات عدد من النظريات من خلال التجربة.
أهداف المذهب التجريبيينفرد المذهب التجريبي بمكانة مرموقة بين مذاهب البحث العلمي، وتنبثق هذه الأهمية من اعتماده على التجربة العلمية المعتمدة على قواعد المنهج العلمي، فيفتح الأفق أمام الأشخاص في اخضاع الاختبارات للاستنتاجات للتأكد من مدى تطابقها مع الحقائق الموضوعية، ويظهر ذلك من خلال:.
المقالات المتعلقة ببحث حول المذهب التجريبي