تعرف زيادة الوزن أو السمنة بحالة من تراكم الدهون في الجسم لدرجة تفوق مستوى معين، ونظراً للانتشار الواسع للسمنة وزياة الوزن في جميع أنحاء العالم، يبحث الجميع عن علاجات لهذه المشكلة، ومع أن العلاج بالحمية والرياضة يعتبر الحل الأمثل والأول للسمنة وزيادة الوزن، إلا أنه لم يغنِ عن لجوء الكثيرين للأدوية والعمليات الجراحية وتعرضهم لكل ما يحمله هذان الخياران من مساوئ ومضاعفات، ولذلك يتم كثيراً البحث عن حلول بديلة تعتمد على المواد الطبيعية مثل الأعشاب في علاج السمنة وتراكم الدهون الزائد في الجسم.[١]
كثيراً ما نسمع عن خلطات ووصفات سحرية لخسارة الوزن وعلاج السمنة، وكثيراً ما نسمع من تجارب الناس عن مدى فاعلية هذه الخلطات وكيف أثرت على أوزانهم وأوزان غيرهم، ومن هذه الخلطات التي يستعملها الكثيرون خلطة الكمون والليمون، فهل هي فعالة حقا؟ وما هو رأي العلم في مثل هذه الوصفات؟
الليمون وخسارة الوزنيروّج الكثير من الأشخاص لاستعمال الليمون لخسارة الوزن، حيث دائماً ما نسمع أنّ شرب الماء المضاف إليه القليل من عصير الليمون يقوم بحرق الدهون، كما يروج البعض إلى إضافته إلى الماء الدافئ وشربه مرة أو أكثر يومياً، والحقيقة أنه لا يوجد أبحاث علمية لتثبت فاعلية الليمون المضاف إلى الماء في خسارة الوزن من عدمها، إلا أنّه يوجد بعض الدلائل العلمية التي تدعم دور بعض المواد الموجودة في الحمضيات وقشورها بشكل عام في خسارة الوزن، ولكن هل تكفي هذه الدراسات لاستنتاج أن الليمون حرق للدهون؟
تحتوي الحمضيات مثل البرتقال، واليوسفي، والجريب فروت، والليمون، والبرجموت على العديد من المركبات المتعددة الفينول مثل مركبات الفلافونويد (Flavonoids)، ووجد لمستخلصات هذه الثمار آثاراً في محاربة السمنة والسكري، ومن هذه الفلافونويدات النارنجين (Naringin) والنارنجنين (Naringenin) الموجودان في الفواكه الحمضية والعنب، وتشير العديد من الدراسات إلى دور هذه المركبات في:[١]
ووجدت نتائج إحدى الدراسات أن مركبات الفينول المتعددة المستخلصة من الليمون عملت على كبح زيادة الوزن وتراكم الدهون وارتفاع دهون الدم وسكر الدم ومقاومة الإنسولين في فئران التجارب المصابة بالسمنة المحفزة بالحمية الغذائية، وذلك عن طريق رفعها لمستويات mRNA للإنزيمات التي تعمل في أكسدة وحرق الدهون في الجسم.[٢]
كما وجدت إحدى الدراسات دوراً للنارنجنين الموجود في الفواكه الحمضية في خفض وزن الجسم، ودهونه، وسكر وإنسولين الدم، في فئران التجارب المحاكية لحالة انقطاع الطمث ونقص الإستروجين والتي تؤدي إلى السمنة وغيرها من الاضطرابات الأيضية، كما وجدت بعض الدراسات دوراً للنارنجنين في التقليل من الدهون المتراكمة في فئران التجارب بغض النظر عن تأثيرها على السعرات الحرارية المتناولة، مما يدل على أنها تؤثر على دهون الجسم بميكانيكيات أخرى تختلف عن مجرد التأثير على كمية الطعام المتناولة. وقد وجد أن النارنجنين يرتفع في الدم بعد تناول مصادره مثل عصير الجريب فروت والبرتقال.[٣]
بالإضافة إلى ذلك فإن البكتين الموجود في الحمضيات والتفاح والفراولة هو أحد الألياف الغذائية الذائبة في الماء،[٤] ويتركز البكتين في ثمر الحمضيات في القشرة، حيث يتم الحصول عليه وعزله من قشور الحمضيات مثل قشور الليمون.[٥] وقد وجدت إحدى الدراسات أن البكتين يرفع من الشبع ويقلل من تناول الطعام وبالتالي السعرات الحرارية والدهون المتراكمة في الجسم ودهون الدم وإنسولين الدم في الجرذان المصابة بالسمنة المحفزة بالحمية العالية الدهن،[٦] كما وجدت دراسة أخرى أن البكتين المستخلص من التفاح يعمل على خفض تناول الطعام وزيادة الوزن ومراكمة الدهون في الجسم، كما وجدت أنه يرفع من هرمونات الشبع والتي تقلل من الشعور بالجوع وتناول الطعام.[٧]
ولكن الدراسات السابقة لا تثبت أن تناول الليمون يعمل على خسارة الوزن التي يدعيها الكثيرون، فقد أجريت هذه الأبحاث على الحيوانات، كما أنها استخدمت مستخلصات لمواد موجودة في الليمون أو قشره أو غيرها من الحمضيات، وبالنسبة للقشر فغالباً ما يتم التخلص منه، وعند تناول الليمون تحصل الفائدة ولكننّا لا نتناول تراكيز عالية لدرجة أن تسبب خسارة الوزن، ومع أن الجميع يحلم بحل سحري سريع لخسارة الوزن، ولكن للأسف فهذا الحل السحري غير موجود، ولو وجد -كما يدعي البعض- لتخلّصنا من مشكلة السمنة وزيادة الوزن إلى الأبد.
مهما كانت الخلطة فعّالة في المساهمة في خسارة الوزن، يجب أن يعلم الجميع أن خسارة الوزن تتطلب علاجاً حقيقياً باتباع نظام غذائي صحيح صحي متوازن منخفض السعرات الحرارية، بالإضافة إلى رفع النشاط البدني وممارسة الرياضة والعمل على علاج المشاكل السلوكية في العادات التغذوية حتى يجعل الشخص من نمط حياته نمطاً صحياً لا يحفز زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم، ولكن قد يسبب تناول الليمون على الريق كما يروج له الكثيرين الشعور بحرقة المعدة، لذلك يجب تجنبه في هذه الحالات.[٨]
حقيقة خسارة الوزن عند شرب الليمون والماء الدافئإنّ الحقيقة وراء خسارة الوزن التي تحصل للبعض من شرب الليمون والماء الدافئ لا تكمن في أن الليمون حارق للدهون أو أنه إضافة سحرية إلى الماء، فنحن نتناول الليمون باستمرار في طعامنا، وقد يكون المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن من أكثر من يتناولون الليمون مع وجباتهم، فلماذا لم يؤثر على أوزانهم قبل استعماله بهذا الطريقة؟ والحقيقة تكمن في أن هذه العادة قد ترفع من تناول الشخص للسوائل، حيث إنّ شرب الماء يساهم في خسارة الوزن بتقليله من فرصة تناول الطعام بين الوجبات لسد الشعور بالعطش والذي يحصل أحياناً بسبب محتوى الطعام من الماء،[٨] كما أن زيادة شرب الماء بين الوجبات وأثنائها يقلل من السعرات الحرارية المتناولة ويساعد في الشعور بالشبع.[٩]
كما أن من يتناولون هذا المشروب قد يقومون غالباً بالاكتفاء بهذا المشروب الخالي من السعرات الحرارية بدلاً من غيره مما كانوا يتناولونه، وبالتالي تقل السعرات الحرارية المتناولة يومياً، خاصةً إذا كانت المشروبات التي اعتادوا تناولها عاليةً بالسكر أو السعرات الحرارية، مثل: المشروبات الغازية، أو شراب الفواكه، أو المشروبات المحتوية على الكريما والبوظة، وبالتالي تحصل خسارة الوزن بسبب التقليل من السعرات الحرارية وليس بسبب تأثير سحري لليمون، هذا بالإضافة إلى أنّ الأِشخاص الذين يباشرون بشرب الماء مع الليمون هم أشخاص قد قرروا البدء بخسارة أوزانهم وقد يتخذون خطوات أخرى بالإضافة إلى هذه لخسارة الوزن مثل: تقليل كمية الطعام المتناولة، أو اتباع حمية معينة، أو ممارسة الرياضة، أو غيرها من الخطوات التي تعمل فعلياً على خسارة الوزن.
الكمون وخسارة الوزنيعتبر الكمون من النباتات شائعة الاستعمال، فهو يستعمل في الكثير من الدول كعلاج لمشاكل الجهاز الهضمي كالمغص والإسهال والنفخة والغازات، وتشير بعض الدراسات الحديثة إلى دور للكمون في خسارة الوزن.
في دراسة حديثة أجريت على أشخاص مصابين بزيادة الوزن، وجد أن تناول الكمون (كبسولة تحتوي على 100 ملغم من الزيت العطري للكمون) لمدة 8 أسابيع كان له تأثيراً مشابهاً تماماً لتأثير تناول عقار الأورليستات (Orlistat) (أحد الأدوية المستعملة في خسارة الوزن والذي يعمل على تخفيض نسبة امتصاص الدهون من الجهاز الهضمي) في خسارة الوزن، كما أنه عمل على تخفيض مستوى الإنسولين في الدم دون تأثير فعلي على دهون وكوليسترول الدم.
ولكن كانت خسارة الوزن التي حصلت لكل شخص بعد 8 أسابيع من هذا العلاج هي 1 كيلو جرام بالمعدل، وهذا المعدل من خسارة الوزن يعتبر قليلاً وبطيئاً لمن يعاني من السمنة وزيادة الوزن، لذلك لابد من اتباع حمية علاجية وممارسة التمارين الرياضية للحصول على نتائج أفضل.
وفي دراسة أخرى، أدّى تناول 1.5 جم من الكمون الأسود يومياً من الأشخاص الذكور المصابين بالسمنة لمدة 3 أشهر إلى خسارة في الوزن،[١] كما عمل تناول 3 جم من الكمون المطحون يومياً من نساء مصابات بالسمنة وزيادة الوزن لمدة 3 أشهر بالإضافة إلى الحمية المنخفضة السعرات الحرارية إلى انخفاض الوزن، وكتلة الدهون المتراكمة في الجسم وقياس محيط الخصر، بالإضافة إلى أنه عمل على خفض الكولسترول الكلّي والكولسترول السيء (LDL) والدهون الثلاثية في الدم، في حين أنه عمل على رفع الكولسترول الجيد (HDL) بشكل أكبر من الحمية وحدها.[١٠]
خلطة الليمون والكمون لخسارة الوزنلا يوجد خلطة سحرية تعمل على خسارة الوزن وعلاج السمنة، ومهما كان تأثير خلطة أو عشبة معينة مثبت علمياً إلّا أنه لا يمكن الحصول على فرق واضح في وزن الجسم إلا باتباع حمية صحية متوازنة ومتنوعة تنخفض فيها السعرات الحرارية المتناولة عن تلك التي يقوم الجسم باستهلاكها، هذا بالإضافة إلى الدور الفعال لممارسة الرياضة والعلاج السلوكي،[٨] ولكن يمكن الاستعانة ببعض هذه الخلطات مثل الليمون والكمون طالما أنها لا تؤدي إلى تأثيرات سلبية على صحة الجسم، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار عدم البدء بتناول أي علاج بديل دون استشارة الطبيب.
المراجعالمقالات المتعلقة بالكمون والليمون لتخفيف الوزن