من ميّزات التّقدم والتّطور التّكنلوجي الذي وصلنا إليه أنّ المعرفةَ والعلوم على اختلافها أصبحت في متناول أيدي النّاس بعد أن كان العلم والمعرفة قديمًا يتطلّب البحث، والجدّ، والتعب، وربما الارتحال من بلدٍ إلى آخر، وقد قرّبت القنوات التّلفزيونيّة للنّاس المعرفة بعد أن اقتحمت شاشات التّلفاز البيوت من غير استئذان، وأصبح المشاهد في اختبارٍ حقيقيّ يتطلّب منه تمييز الغثّ من السّمين، والصّالح من الطالح بين الكم الهائل من البرامج التي تعرض على الفضائيّات.
من الموادّ التي انتشرت بشكلٍ كبير على الفضائيّات وعلى مواقع التّواصل الاجتماعيّ واليوتيوب موادٌ تتعلّق بمجالسَ فكريّة، أو ندواتٍ علميّة يعقدها عددٌ من المفكّرين المسلمين ومن بينهم المفكّر علي منصور الكيّالي، فما هي سيرة هذا المفكر، وما هو رأي العلماء والفقهاء المسلمين فيما يخصّ آراءه وأفكاره التي أثارت الجدلَ الكثير.
نشأة الكياليولد علي منصور الكيّالي في مدينة حلب في الشّام في سنة 1953 ميلاديّاً، وقد نشأ محبًاً للعلم منذ صغره، وعندما أنهى الشّهادة الثّانويّة بتفوّق التحق بجامعة حلب في سنة 1971 ميلاديّة حيث درس الرّياضيّات والفيزياء في كليّة العلوم وتخرّج منها بتفوّق، وبعد أن أنهى دراسته الأولى سنة 1975 رغب بدراسة مساقٍ آخر من مساقات العلوم وهو الهندسة المعماريّة، التي تخرّج من كليتها في جامعة حلب مهندساً معماريًاً حاذقاً، وذلك في سنة 1979 .
الإنجازات العمليّة للكياليعمل علي منصور الكيّالي في قطاع الإنشاءات والهندسة المعماريّة لسنين طويلة، فهو رئيس قسم الأشغال الهندسيّة في شرطة حلب، كما أشرف على عددٍ من المشاريع الهندسيّة الحيويّة في حلب مثل مشفى الشّرطة، ومبنى الجوازات والهجرة، ومبنى المرور، كما عيّن مستشارَ أوقاف اليهود في حلب، وكذلك عمل في سلك التّدريس معلّماً لمادتيْ الرّياضيات والفيزياء لطّلاب الثّانويّة العامّة، وكذلك أعدّ دراساتٍ لعدد من مشاريع الشّرطة في حلب.
فكر الكيالي وعلمهدرس علي منصور الكيّالي العلوم الإسلاميّة والقرآن الكريم لمدّة تقارب الثّلاثين سنة، ويتميّز فكر الكيالي بأنّه يقوم على ربط النّصوص القرآنيّة والحديثيّة بالعلوم الرّياضيّة والفيزيائيّة لمحاولة تفسيرها أو تقريبها إلى فَهم النّاس، فمثلًا في نظريّة نشوء الكون يرى الكيّالي أنّ الكون كان صغيراً وأشبهَ بعلبة الكبريت، وأنّ الفتق الذي ذُكر في القرآن الكريم ما هو إلاّ عمليّة فيزيائيّة نتجت عن اتّساع المسافة بين نواة الذّرة والإلكترون الذي يدور فيها، محدثةً هذا التّغيير الكبير في شكل الكون.
خلاف العلماء مع الكيالييختلف كثيرٌ من علماء المسلمين مع فكر الكيّالي، خاصّة في المسائل التي تؤخذ عليه مثل إنكار عذاب القبر، وتحريف كثير من المفاهيم التي يعتقد بها أهل السّنّة، مثل عقيدة المسيح الدّجال، ويأجوج ومأجوج، وردّ كثير من الأحاديث الصّحيحة بزعم مخالفتها للعلم الحديث.
المقالات المتعلقة بالعالم علي منصور الكيالي