الطفل وعالم الألعاب والابتكار شريحة الأطفال وضمن مرحلتهم العمريّة تعدّ من أهم شرائح المجتمع، ففيها يكوّن الطفل السمات الأساسيّة في شخصيته، ولحظات الطفولة بجمالها تبقى في ذاكرة الإنسان، يسترجعها بين الفترة والأخرى على سبيل التلذّذ بها، فهي مرحلة تكسب الإنسان ثقته بنفسه، واعتداده بذاته، وكما هو معروف فهذه مرحلة تتّسم باللهو واللعب فلا غنى للأطفال عن اللهو واللعب، كما أنّ هناك قابليّة عظيمة للطفل في تطوير قدراته وهواياته نحو البحث والاستكشاف، فالطفل يرى كل يوم أشياءً جديدة في الحياة، وهو يسعى للتعبير عن ذاته بشتّى الوسائل، لذا لديه قابلية كبيرة للابتكار، وبما أنّ اللعب سمة عامّة للطفل، فلا بدّ من جعله داعماً في اتجاه تعزيز الابتكار لدى الطفل، كما وهناك سبل أخرى غير اللعب .
ألعاب الأطفال والابتكار يمارس الطفل اللعب باستمرار في حياته، ودورنا أن نجعل اللعب مفيد للطفل ويخدم الابتكار لديه، وذلك بتهيئة البيئة المناسبة للعب وما فيه من اكتشاف وبحث، مع وضع آلية تضمن عدم تخريب وتكسير أثاث المنزل وممتلكاته، كأن تخصص غرفة للعب، تتضمن قسم كبير من الألعاب كقطع الـ (ليغو) مثلاً، والعبوات البلاستيكيّة المغلقة، ويقوم الطفل لوحده باللعب من خلالها بالطريقة التي يراها مناسبة، فيهتدي إلى كيفيّة فتحها وإعادة إغلاقها بمفرده شريطة ملاحظة ألّا يكون خطورة من ناحية بلعه للغطي، وغير ذلك من ألعاب الأطفال كالسيارات، والدمى. ولعبة الاختفاء والبحث.
خطوات لتحفيز الابتكار - ترك الأطفال يعبّرون عن أفكارهم وأنماطهم السلوكيّة، دون إهمال أو تجاهل لها، والنزول عند مستوى أفهماهم وقناعاتهم قدر المستطاع، حتى نبقي على تدفق الأفكار والهوايات المختلفة لديهم، مع قابلية التعديل الحكيم لبعض الأمور الخاطئة، مع الحرص على تجنب العنف في ذلك؛ لأنّ في العنف قمع لشخصيّة الطفل ووأد لأفكاره وقتل لروح الإبداع لديه.
- ابتكار أفكار وطرق إبداعيّة من قبل الأبوين، لمتابعة ابتكارات الطفل وسبل التعاطي معها، والإجابة على كل تساؤلاته واهتماماته.
- التوافق بين الأبوين في إدارة ومتابعة أنشطة الطفل اليومية التي تصب في هذا الاتجاه، مع الحرص على عدم وقوع التناقض بينهما في ذلك؛ لأنّ التناقض يضعف مصداقية احدهما أو كليهما معاً لدى الطفل.
- تعويد الطفل على اكتشاف الحلول للأشياء والأنشطة التي يقوم بها بمفرده، وعدم إعطائه الحلول الجاهزة.
- التركيز على طرق التفكير لدى الطفل، بغض النظر أصاب أم أخطأ، مع تشجيع الطفل باستمرار من خلال مدحه أمام الآخرين،
ورصد هدايا له، عند كل نجاح يتوصل إليه بمفرده.
- تنمية روح المغامرة لديه، من خلال تشجيع الألعاب التنافسيّة بينه وبين أقرانه من إخوته أو أصدقائه، كأن يكون ذلك في الرسم والتلوين، أو في بعض الألعاب الإلكترونيّة كلعبة الـ (زوما) على سبيل المثال.
- مشاركة الطفل ميوله واهتماماته وأفراحه، فهذه تعزز كل الاتجاهات الايجابيّة لديه.
- إعطاء الطفل فرصة كبيرة للتعبير عن نفسه، كأن يعبّر عن الأمور التي تعلّمها في الروضة، والأمور الايجابيّة التي واجهته، وكيف قضى وقته هناك، ففي ذلك يتعلّم الطفل أفكاراً جديدة، ويتعلّم نهج الحوار، وتنمية لعاطفة الحبّ لديه فيعمل الأشياء عن حبٍّ وقناعة بعيداً عن الأوامر المنفّرة، وكذلك تشويق للطفل بالموضوع المتحدث عنه معه، معرفة واكتشاف الأفكار والسلوكيّات الخاطئة التي تعلّمها في يومه، سواء تعلّقت بعلاقته مع المدرسين، أو مع الطلّاب في الروضة أو المدرسة.
- تعويد الطفل على التعبير عن نفسه من خلال الرسم العشوائي والكتابة كذلك، وذلك بتخصيص زاوية في البيت لذلك، كأن يكون لوحاً ثابتاً أو متنقلاً، ويمكن الاستفادة منه من خلال الرسم والألوان، ومن خلال عمل بعض الأشكال والملصقات، فله أهداف متعدّدة في هذا الاتجاه.
- السرد القصصيّ، للقصّة قيمة تربويّة هامّة في حياة الطفل، ففيها علاج لبعض المواقف والمشكلات وتنمية لخياله، وإكسابه معلومات جديدة، وتنمية مهارة الاستماع، وكلُّ ذلك يكون مصحوباً بعنصر التشويق فيها، وهنا لا بدّ من توفر الأسلوب السردي المناسب، وكذلك تضمن القصة أنماطاً تربويّة سلوكيّة، وعلاجاً لبعض المشاكل، وهكذا.
هي أنماط سلوكيّة متعددة من الطفل يمكن الاستفادة منها في الاتجاه الصحيح، ففيها الحيويّة والطاقة والدافعيّة العظمى نحو الإبداع، لكن لا بدّ من الوعي، والحكمة، والصبر والثقافة أيضاً في حسن التعامل مع الطفل، فالتعامل مع الطفل بحد ذاته يحتاج إلى إبداع موازٍ من الأبوين.