الطفل العنيد وطرق التعامل معه

عنادُ الأطفال إحدى المشاكل التي يواجهها الآباء مع أطفالهمْ، وربّما يتّخذون تدابيرَ خاطئةً للتّعامل مع هذه الحالة كالضّرب والتّوبيخ الشّديد، الأمر الذي يؤدّي إلى زيادة عناد الطّفل، أو إلى كبت شخصيّته، حيث يكونُ العناد في بعض الحالات جزءاً من تكوين شخصيّة الطّفل، فيفقد الطفل ثقته بنفسه ويشكك في شخصيته بتوبيخه وضربه، والطّريقة المثلى للتّعامل مع الطّفل العنيدِ هي الهدوء، وعدم فقط السّيطرة على النّفس، وفي هذا المقال سنذكر بعضَ الطرق لمعرفة كيفية التعامل مع الطّفل العنيد.

• إلهاء الطّفل:الأطفال بطبعهم يسهل تشتيتُهم وإلهاؤهم، ومن السّهل جعلهم ينسونَ أمراً ما ألحّوا في طلبه، فمثلاً إذا أردت من طفلك أن يجلس في كرسيّ الأطفال في السّيّارة، وأنت تعلم أنّه يأبى الجلوس به دائماً، قم بإلهائه بعرض أمرٍ ما محبّبٍ إليه، كالطّيور أو لعبته المفضّلة، قبل أن تطلب منه الجلوس في كرسيّه، فبذلك ينسى أمراً كرهه للجلوس في الكرسي، ولن يشعر بأنّه مأمورٌ بشيءٍ لا يحبّه.
• قدّم للطّفل الهدايا والجوائز: من الاستراتيجيّات النّاجحة أيضاً عند التّعامل مع الأطفال بشكلٍ عامٍ، العنيدين منهم بشكلٍ خاصٍّ، هي استراتيجيّة الهدايا والجوائز، وهي تنجح بنسبة 100% إذا استُخدمت بالشّكل والوقت الصّحيحين، فعلى الأم أن تعلم متى تعرض على ابنها الهديّة أو السّكاكر، فمثلاً إذا طلبت من ابنك أن ينظّف غرفته، وهو يأبى فعل ذلك، اعرضي عليه الحلوى، على أن تُعطيه إيّاها بعد أن يُكمل مهمّته، وعليكِ ألاّ تُبالغي في استخدام هذا الأسلوب، لكيلا يأخُذها طفلك عادةً ووسيلةً ليصل إلى غايته ومُبتغاه.
• ناقش طفلك ولا تجادله: كما ذكرنا سابقاً، الهدوء وضبط النّفس هما الطّريقان الأساسيّان لتحسين علاقة الأهلِ مع الطّفل العنيد، وذلك يعني ألاّ تغضبَ الأمّ من ابنها على الفور وتبدأ بالصّراخ عليه وضربه إذا رفض عمل أمرٍ ما، فمثلاً إذا أردتِ من ابنك أن يرمي كيس القمامة خارجاً، وأبى فعل ذلك، اجلسي بجانبه بهدوءٍ، وناقشيه باستخدام ألقابٍ محبّبةٍ لديه، واشرحي له ما سيحدث إن لم يرمِ القمامة، وأشعريه بأنّه ستكون مسؤوليّته.
• ضع خياراتٍ لطفلك العنيد: يحبّ الأطفال أن يكونوا أصحاب قرار، وأن تكون كلمتهم مسموعة، لذا يُفضّل عرض الأمر على الطّفل على شكل خيارات، فمثلاً إذا أردت من طفلك أن يأكل عشاءه، خيّرهه بين الطبقِ الأحمر أو الأصفر، فتجده متحمّساً للفكرة ومتشجّعاً لتجربة خياره.
• دعه يتعلّم من تجاربه: من الأفضل أن تدع طفلك يُجرّب بنفسه ليتعلّم، طالما أنّ التجربة لن تؤذيه.
• لا تكن عدوّه: قد يشعر الطّفل بأنّ والديه أعداءٌ له إذا استمرّوا في فرض آرائهم وأوامرهم على الدّوام، وبمجرّد أن يشعر بذلك سيزداد تحدّيهِ لهم ويزداد عناده، لذا عليك أن تكون لطيفاً مع طفلك العنيد، وأن تتّبع أسلوب الخيارات على الدّوام.
• انظر إلى الأمور من وجهة نظره: فعلى سبيل المثال، قد يكون غاضباً منك لأنّك لم تغسل قميصه المفضّل، مع أنّك وعدته بذلك، وقد ترى الأمر عناداً من جهته، مع أنّه يكون قد غضب منك لأنّك لم تحافظ على وعدك في حين أنّك تطلب منه أن يحافظ على وعدِه، ولحلّ هذه الحالة عليك أن تعتذر منه وتحاول الوفاءِ بوعدك.