تقع لبنان ضمن منطقة بلاد الشام، في غرب قارة آسيا، حيث تطلّ هذه الدولة على مياه البحر الأبيض المتوسط من جهتها الغربية، في حين تشترك في حدودها الشمالية، والشرقية مع الجمهورية العربية السورية، ومع دولة فلسطين في حدودها الجنوبية.
عرف المجتمع اللبناني بكونه مجتمعاً تجارياً، وقد استطاع بعض أبناء الشعب اللبناني بناء علاقات اقتصادية متينة مع دول العالم المختلفة، ممّا جعلهم يحتلون مراكز متقدمة في العديد من القوائم التي تعنى بالشؤون المالية، والاقتصادية للأفراد، والمؤسسات، وفي العصر الحالي، هناك العديد من القطاعات الاقتصادية التي تسهم في دعم الاقتصاد اللبناني، ورفده، ولعلَّ أبرز هذه القطاعات القطاع الصناعي، وفيما يلي تفاصيل ذلك.
الصناعة في لبنانيعتبر القطاع الصناعي في لبنان واحداً من أهم القطاعات الاقتصادية، فهو يسهم بما يقارب ثمانية عشر بالمئة تقريباً من الناتج المحلي للبلاد، وهذه النسبة تقدر بما قيمته حوالي ثلاثة مليارات وثمانمئة مليون دولار أمريكي تقريباً، وقد شهدت مساهمة هذا القطاع الهامّ تراجعاً منذ العام ألف وتسعمئة وتسعة وتسعين ميلادية إلى يومنا هذا، فقد كانت في ذلك الوقت تقدر بقرابة سبعة وعشرين بالمئة تقريباً.
إلى جانب ذلك، فإن القطاع الصناعي في لبنان يستوعب أعداداً كبيرة من الأيادي العاملة اللبنانية، حيث يقدر عدد الأيدي العاملة القادرة على العمل في هذا القطاع بقرابة مئتين وأربعين ألف عامل، أي ربع إجمالي العمالة في البلاد تقريباً. هذا وقد بلغ عدد العاملين في قطاع الصناعة اللبناني في العام ألفين وأربعة ميلادية حوالي مئة وخمسة وثلاثين ألف عامل تقريباً، وقُدِّرَ عدد اللبنانيين منهم بحوالي تسعين ألف عامل تقريباً في الحد الأعلى، أمّا الباقي فهم من الأجانب.
استطاعت لبنان تحقيق نقلات جيدة خدمت هذا القطاع الحيوي؛ كفتح أسواق في العديد من دول العالم سواء العربية، أو الأجنبية، مما ساعد على زيادة الصادرات، الأمر الذي عاد بالفائدة على المصانع، والصناعيين، وكلّ العاملين في هذا المجال، كما أسهمت الحكومة اللبنانية في دعم الصناعة هناك وتشجيعها من خلال وسائل التشجيع المتعارف عليها بين حكومات العالم.
نجح الصناعيون في لبنان في العديد من القطاعات الصناعية الهامة، ولعلَّ أبرزها: قطاع صناعة المواد الكيميائية، والأدوية، والمجوهرات، ومواد البناء، والورق والكرتون، والمواد الغذائيّة بكافّة أنواعها، والمنسوجات، والكابلات الكهربائية، والصناعات الخشبية، إلى جانب العديد من القطاعات الفرعية الأخرى، والتي يعتبر بعضها متقدماً جداً.
هذا وتعتبر العاصمة اللبنانية بيروت بالإضافة إلى ضواحيها مركز الصناعة في لبنان، نظراً للعوامل المختلفة المميزة التي تتوفر فيها دوناً عن غيرها، وقد عملت الحروب التي شهدتها الأراضي اللبنانية على توزيع المصانع في كافة أرجاء البلاد.
المقالات المتعلقة بالصناعة في لبنان